دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلي تضافر الجهود البرلمانية العربية لمواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد دول المنطقة وفي صدارتها ظاهرة الإرهاب المتنامية التي تهدد الأمن القومي العربي. وحمّل العربي البرلمانات العربية المسئولية التاريخية من أجل الإسهام في بناء الدول العربية الحديثة وإصدار التشريعات اللازمة للدعم العربي المشترك والتحرك بقوة لتوجيه الحكومات العربية من أجل تنفيذ قرار مجلس وزراء الخارجية العرب في سبتمبر 2014 بشأن اتخاذ التدابير الجماعية من أجل صيانة الأمن القومي والمواجهة الشاملة للإرهاب عسكريا وأمنيا وفكريا وثقافيا. وأعرب العربي. في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية والذي يعقد تحت شعار رؤية برلمانية لمواجهة التحديات الراهنة للأمة العربية" بمشاركة 17 رئيسا للمجالس والبرلمانات العربية. وأكثر من 50 عضوا من أعضاء المجالس العربية والبرلمان العربي. عن أمله في أن يسهم المؤتمر في اتخاذ خطوات عملية للخروج من الأزمات الراهنة التي تعصف بالدول العربية وتهدد استقرار المنطقة برمتها. وأكد العربي أهمية هذا المؤتمر الأول من نوعه علي المستوي البرلماني من أجل بلورة رؤية برلمانية عربية للتعامل مع التحديات الراهنة. مشددا في هذا الإطار علي أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولي للعالم العربي. محذرا من خطورة استمرار انسداد أفق حلها. ودعا العربي إلي تحرك عربي جدي نحو الأممالمتحدة من أجل المطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967. والعمل علي دعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي يقوم علي أساس المرجعيات الدولية التي تم التوافق عليها. شريطة أن يتم ذلك ضمن إطار زمني محدد. كما دعا إلي توظيف كافة الإمكانيات العربية من أجل التحرك لحل القضية الفلسطينية والتصدي لسياسات إسرائيل العنصرية. وقال العربي إن البرلمانات العربية مدعوة بقوة للتحرك بقوة مع البرلمان الدولي من أجل العمل علي وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة. وحذر العربي من تداعيات الأزمات المشتعلة في سوريا واليمن وليبيا والتي تهدد مستقبل المنطقة واستقرارها. داعيا إلي صياغة رؤية عربية مشتركة خلال هذا التجمع البرلماني الهام بما يسهم في الخروج من المأزق العربي الراهن. ومن جانبه. أكد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان أهمية هذا المؤتمر والذي يكتسب أهمية قصوي في ظل النظر للظروف البالغة الحساسية التي تعيشها الأمة العربية. معربا عن أمله في أن يسهم المؤتمر بشكل نوعي وجريء في تعزيز وحدة الصف العربي وما يتطلبه ذلك من تضافر لكافة الجهود الرسمية والبرلمانية واستنفار لكل امكانيات الأمة ومواردها للخروج برؤي وسياسات ومشاريع تعزز صمودها أمام التحديات وتحافظ علي وحدتها وقوتها. وأكد الجروان أهمية هذا المؤتمر. والذي يعقد بالتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. باعتبار ان البرلمانات العربية تعكس تطلعات المواطن العربي. وتأكيداً وتفعيلاً لدورها في مواجهة التحديات الراهنة وبحث آثارها وتداعياتها بهدف التوصل إلي وحدة موقف الأمة بما يكفل الحفاظ علي استقلال وسيادة الوطن العربي الكبير. وأكد أهمية العمل علي اجتثاث التطرف الفكري والديني من المجتمعات العربية ومكافحة الإرهاب وما يستوجب ذلك من مواجهات وتشريعات علي كافة الصُعد الأمنية والسياسية والتربوية والعلمية والفكرية. وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية علي الساحة الدولية. ومن ناحيته. أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم في كلمته أن العمل العربي المشترك سيظل هدفا وقضية مركزية وهدفا استراتيجيا وكيانا بنيويا شديد الأهمية علي الرغم من النكسات وحالات النكوص العربية وتبدل خارطة القوي العالمية وغياب الخطاب العربي الذي تبدل تحت شعارات الواقعية والعملية ومراجعة الذات وترتيب الأولويات. وقال الغانم "إننا نعيش أسوأ أيامنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا ووجدانيا إلا أن قليلا من التنسيق والتعاون كانا كفيلين بتحقيق نجاحات صغيرة والحد الأدني من التعاون الذي لإيمثل طموح أي مواطن عربي. داعيا إلي التمسك بالعمل المشترك بدلا من الدخول في حالة من اليأس والقنوط السياسي والإمعان في جلد الذات". وتابع الغانم: "لا أدعو إلي خلق اجماع عربي مزيف. بل لابد من التمسك دائما بما هو مشترك ومحل توافق والانطلاق منه للبناء عليه لمواجهة القضايا الكبري وعلي رأسها قضية فلسطين وقضايا التنازع العربي والإرهاب والتنمية والتعليم وقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان والحكم الرشيد".