مأساة بكل المقاييس يعيشها أصحاب 2700 مستودع دقيق بقري محافظة الجيزة تهدد بتشريدهم وأسرهم وخراب بيوتهم بسبب تلاعب أصحاب المخابز و"خروجهم عن النص" بعدم إنتاج الخبز المدعم علي بطاقات التموين الذكية وصرف الدقيق مباشرة للمواطنين في ظل غياب تام للرقابة. أصحاب المستودعات حضروا ل "المساء الأسبوعية".. تحدثوا عن مأساتهم وتحالف أصحاب المخابز وبقالي التموين الذي يهددهم في أرزاقهم.. مؤكدين أن المخابز استغلت حاجة الأهالي لشراء الدقيق وخبزه في المنزل فتوقفت عن إنتاج الخبز وقامت بصرف الدقيق للأهالي. أضافوا: الطاقة الكبري هو اتفاق أصحاب المخابز مع بقالي التموين علي صرف نقاط الخبز دقيقاً وكأن المواطن صرف حصة العيش كاملة وهوما يؤدي لاهدار المال العام متمثلاً في سرقة أصحاب المخابز للدعم بالتحايل مشيرين إلي أن تلاعب المخابز أدي لتراكم الدقيق بالمستودعات وخراب بيوتنا!! تساءل أصحاب المخابز: أين الرقابة فيما يحدث!! ألا يكفي قرار د. خالد حنفي وزير التموين بالزامنا ببيع ال 10 كيلو دقيق بسعر 5.77 جنيه مما يؤدي لخسارتهم لعدم حصولهم علي هامش ربح حيث يبلغ سعر طن الدقيق 700 جنيه.. مؤكدين أنهم توقفوا أصلاً عن البيع بعد تحالف أصحاب المخابز وبقالي التموين عليهم. يقول عمر سيد "صاحب مستودع دقيق" إن قرارات وزير التموين لا تراعي البعد الاجتماعي للتركيبة السكانية.. فما يناسب مواطن المدينة قد لا يتناسب مع أهالي القري.. مشيراً إلي أن معظم سكان الريف مازالوا يميلون لخبز العيش في الأفران المنزلية ومن هنا يفضلون الحصول علي الدقيق.. وأضاف أن أصحاب المخابز استغلوا حاجة الاهمال للدقيق وتوقفوا عن إنتاج الخبز وصرفوه دقيقاً للمواطنين ووفروا علي أنفسهم أجور العمالة وفواتير الكهرباء والمياه وثمن السولار والغاز ناهيك عن الضرائب والتأمينات. أضاف أن هذه الأساليب الملتوية والتلاعب المفضوح لأصحاب المخابز وبقالي التموين يؤدي لاهدار المال العام حيث يتلاعبون بأموال الدعم في غياب تام لأجهزة الرقابة. يؤكد جمال بطيخ "المتحدث باسم أصحاب المستودعات" أن هذا التلاعب ساهم في ثراء البقال وصاحب المخبز وترتب عليهم نهب أموال الدولة وخلق سوق سوداء غير مباشر وبدلا من ضرب البطاقة علي ماكينة استبدال السلع يتم تسديد النقاط من دقيق المخبز وكان صاحب المخبز قد سلم عيش بكميات دقيق إضافية ثم يحصل علي فرق الدعم من سعر الرغيف. أضاف أن منظومة فساد التموين يشارك فيها الشركات المسئولة عن استخراج البطاقات الذكية والتي تسلمها لبقالي التموين الذي يقوم بتسديد النقاط عن طريق أصحاب المخابز خاصة عند استخراج عدد جديد من البطاقات الذكية واستبدال الورقية ونطالب بوقف إهدار المال العام. تقول هدي محمود "صاحبة مستودع دقيق": أحصل شهريا علي طن دقيق ولم استطع بيع كيلو واحد منه مؤخرا بسبب حصول المواطن علي الدقيق من المخبز مقابل العيش.. وزاد الطين بلة اتهام الأهالي لنا بالسرقة.. قائلين: إن الدقيق "ببلاش في الفرن" وأقوم ببيعه لهم.. وتساءلت: كيف أعيش أنا وأولادي وتجارة الدقيق هي مصدر رزقي الوحيد وطالبت بحل للأزمة باعطاء المخبز الدقيق وفق حصة العيش التي يصرفها فقط حتي لا تكون فرصة لأصحاب المخابز التجارة في الدقيق كما كان يحدث في الماضي من تهريب الدقيق المدعم. تقول مديحة عبدالحميد "ربة منزل" من أوسيم إن وزير التموين ظلمنا وضرب بيوتنا وشرد أولادنا وأصبح الدقيق مكدسا في المستودع ونبحث عمن يشتريه وعندما لجأنا إلي الوزارة قال لنا أحد المسئولين هناك: "روحوا موتوا أفضل لكم" وعاملنا بمنتهي الإهانة والذل وتركنا ننتظر بالساعات علي رصيف الوزارة. وتساءلت: من أين أنفق علي اشقائي؟ أضافت سعدية عبدالجواد من قرية "شنباري": أتاجر في الدقيقة منذ 35 عاماً ومعي 7 أبناء.. اثنان مصابان بمرض الصرع والباقي في مراحل التعليم المختلفة وأنا سيدة مسنة ومريضة وقبل تطبيق منظومة الخبز كان "الحال عال العال" ولكن سرعان ما ضاقت الدنيا وتوقف البيع في ظل تلاعب أصحاب المخابز وعندما ألزمنا الوزير ببيع ال 10 كيلو دقيق ب 5...7 في حين نشتري الطن ب 700 جنيه ولا نحقق أي هامش ربح. تقول فاطمة عبدالسلام من "شنباري" منذ توفي زوجي تحملت مسئولية بيع الدقيق تبدل الحال بعد تطبيق منظومة الخبز وأصبحت أرزاقنا مهددة بعد استغلال أصحاب المخابز حاجة المواطنين للدقيق وصرفته لهم بدلاً من إنتاجه.. وزاد الطين بلة أن الأهالي رفضوا الشراء منا.. وطالبونا بصرف الدقيق مجاناً مثل المخابز.. بل اتهمونا بالسرقة!! وتشاركها الرأي زينب محمد "أوسيم".. مؤكدة أن أصحاب المستودعات يعيشون الآن في مأساة وبيوتهم مهددة بالخراب بعد عزوف الأهالي عن شراء الدقيق منهم وصرفه من المخابز بدلاً من العيش.. وطالبت وزارة التموين بالتدخل لحل الأزمة ووقف تلاعب أصحاب المخابز أو صرف الدقيق مجاناً لهم وتوزيعه علي المواطنين مقابل حصول أصحاب المستودعات علي هامش ربح يعيشون وأسرهم منه. تري ناهد أنور "صاحبة مستودع دقيق" أنه إذا كانت وزارة التموين تريد غلق مستودعات الدقيق فعليها صرف معاش لنا وتوفير مصدر رزق نعيش منه بكرامة نستطيع من خلاله تربية أولادنا. شددت كوثر مختار "من قرية قراطين" علي ضرورة قيام وزارة التموين بحل المشكلة قبل أن يشردوا وأسرهم في الشوارع ويتحولوا إلي متسولين.. وتساءلت: هل هذا يرضي وزير التموين؟!