بالرغم من النجاح الكبير والباهر لبرنامج "ذا فويس" والشهرة التي اكتسبها علي مدار ثلاث سنوات سابقة. مما جعلهم يفكرون في اطلاق "ذا فويس كيدز" ليبدأ منذ شهر تقريباً ويضم مواهب تبلغ أعمارها من "7" سنوات وحتي 15 عاماً. إلا أن البرنامج تلقي انتقادات عديدة ومختلفة منذ عرض حلقاته الأولي. اعتبر بعض الجمهور أن عدم التفات اللجنة لأي من المشتركين الصغار يعرضهم لأزمات نفسية في سن مبكرة. بالإضافة لجعلهم يفقدون الثقة في موهبتهم فيما بعد. ورأي البعض الآخر أن وضع الأطفال تحت الأضواء في هذه السن يجعلهم غير قادرين علي الجمع بين الدراسة والنجاح والشهرة. رصدت "المساء" في هذا التحقيق رأي خبراء الإعلام وعلم النفس والاجتماع والموسيقي. وآراءهم في نوعية هذه البرامج ومدي الاستفادة والضرر العائد منها علي الأطفال. * أكد الملحن حلمي بكر أن البرنامج كفكرة تعتبر ايجابية جداً. ولكن لابد أن يتم معاملة الأطفال وفقاً للتميز وليس الأولوية والتفضيل بين الأطفال لأن هذا يؤثر في نفسيتهم فيما بعد. اضاف: "كانت الأردن هي أول دولة قدمت نوعيات هذه البرامج من خلال برنامج يحمل اسم "نجم المدارس". وكنت رئيساً للجنة التحكيم في هذا البرنامج. وبالفعل قدمنا نماذج موهوبة من جميع مدارس الدولة". قال: إن هذه البرامج تعتبر تمهيداً للطفل نحو المستقبل ولا يجب أن يعتبرها الأهل والطفل نجومية. لأن أصوات الأطفال تتغير في مرحلة المراهقة ومن الممكن أن يتحول صوت الطفل إلي صوت غير صالح للغناء. * أشارت الناقدة الموسيقية ياسمين فراج إلي أن نوعيات هذه البرامج تعتبر سلاحاً ذو حدين. أي أنها تضم الايجابيات والسلبيات. ولا يمكن أن نميل إلي جانب علي حساب الجانب الآخر. قالت ياسمين: عضلات الأطفال قادرة علي العزف والرقص وممارسة الهوايات في سن السادسة. وبالتالي يجب علينا الاهتمام بمواهب الطفل وتنميتها في سن مبكرة. لأن هذا يجنبهم العنف بجميع أشكاله سواء مشاهدته عبر التليفزيون أو ممارسته. وهذا لأن الفن يجعلهم ممتلئين بالإحساس المرهف. أضافت: هناك ايجابيات لهذه البرامج منها أنها تنمي لدي الطفل دافع التحدي الشريف. من خلال عمل مصور للعلن والجمهور شاهد عليه. وبه نسب تصويت. ومن هنا يتعلم الطفل المنافسة الشريفة. أما عن السلبيات قالت: تعرض الأطفال للأضواء في سن مبكرة قد يجعله إما منطوياً في مرحلة ما بعد المراهقة. ناهماً للشهرة مثلما نشاهد مع عدد من الفنانات منهم لبلبة وشريهان ونيللي حيث أصبحت الشهرة جزءاً من تركيباتهم النفسية. أضافت: أن هذه البرامج بها شكل من أشكال المتاجرة بالأطفال. وذلك لأنها تعتمد علي مشاهير وليس المتخصصين. كما أنها تتقاضي إعلانات مقابل ظهور هؤلاء الأطفال. * وأكدت د. مني الحديدي أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة أن برامج اكتشاف المواهب بشكل عام والأطفال بشكل خاص تعتبر ظاهرة ايجابية. ولكن دون مبالغة في الإشادات للأطفال والتركيز عليهم بشكل زائد. قالت الحديدي: "ذا فويس كيدز" يعمل علي تنمية الطموح والأمل لدي الطفل. حيث إنه يساعد علي اكتشاف موهبته في سن مبكرة. عسي أن يجتذبهم أحد المسئولين والمهتمين بهذا الشأن. أضافت: كما إننا لابد أن نعلم الطفل علي أن الحياة كاسب وخاسر مثل الرياضة. وأن البرنامج يعتبر منافسة بينه وبين غيره من الأطفال. ولا يجب علي الأهل أن يوهموا ابناءهم بقدرات لا يمتلكونها لأن هذا الضرر الأكبر. * علق د. ابراهيم حسين أخصائي طب نفسي بجامعة عين شمس قائلاً: للأسف الأطفال الذين يتعرضون للشهرة والأضواء في سن مبكرة يعانون فيما بعد لضغط كبير ويعرضهم لبعض الأخطار النفسية مثلما حدث مع بطل فيلم "HOME ALONE" الذي اتجه لإدمان المخدرات ثم انعزل وانتحر. والطفل أحمد فرحات الذي لم يقدم أي عمل جديد بعد مرحلة الطفولة. والطفلة فيروز التي اختفت أيضاً. أضاف: هنا يأتي دور الأهل لأن من خلال مشاهدة بعض حلقات البرنامج. نجد أن الأهل منفعلون بدرجة كبيرة ويشعرون الطفل بأن هذا البرنامج مصيري. وهذا خطأ فادح يقعون فيه. قال د. ابراهيم: وفقاً لمعايير الأممالمتحدة لحقوق الطفل يعتبر هذا البرنامج متاجرة بالأطفال. مقابل مبالغ مالية. حيث إن المواهب الحقيقية للطفل لا تظهر في هذه السن. أضاف: من الأفضل أن يتجه الأهالي إلي الأوبرا أو معاهد الكونسرفتوار لتعليم الأطفال أساس الغناء وتشجيعهم داخلياً. ومن ثم يخرجون لعالم الأضواء وتثبت حنجرتهم وأصواتهم ويكونون قادرين علي مواجهة ضغط الشهرة والنجومية.