*حلمى بكر: تقليد لبرنامجى «نجم المدارس».. واستثمار لجمع الأموال *فوزى إبراهيم: عدم وجود مؤسسة ترعى وتدرب الأطفال يجعله «جريمة» *رغدة السعيد: استغلال أعمى للأطفال *هانى هلال: تأثير الشهرة سلبى على الأطفال ويصيبهم باختلال نفسى بمجرد إعلان مجموعة قنوات mbc عن بدء تلقى طلبات المشاركة فى برنامج جديد لاكتشاف مواهب الأطفال الغنائية بعنوان «the voice kids» على غرار برنامج the voice بعد نجاح النسخة الغنائية الخاصة بالكبار، الأمر الذى جعلهم يبحثون عن مواهب الأطفال، سادت حالة من الجدل الشديد حول البرنامج الجديد، خاصة أنه يعتمد على الأطفال الذين من المفترض عدم مشاركتهم فى فعاليات برامج من تلك النوعية، لأن الأمر يتنافى مع فكرة حقوق الطفل، التى توجب عدم استغلاله فى أية أعمال تهدف للربح، وهو ما يتنافى أيضًا مع معظم الدساتير والقوانين العربية، وكذلك لأنها تحتاج لشروط كثيرة فى رأى عدد كبير من الموسيقيين والنقاد وكذلك متخصصو الأصوات، من أجل نجاحها حتى لا تتحول إلى مجرد مهمة لربح بعض المال من خلال استغلال الأطفال. فدائمًا ما كانت برامج المسابقات تقف على شفا حفرة ما بين التأييد والرفض نظرًا لاعتبار البعض أنها مهمة لاكتشاف مواهب غنائية فى ظل حالة ركود سوق الكاسيت، وآخر يعتبرها مجرد «سبوبة» لتحقيق أرباح إعلانية ليس أكثر، خاصة أن المواهب تختفى بمجرد خروجها من البرامج. ومع قرب انطلاق برنامج the voice kids الذى تترأس لجنة تحكيمه اللبنانية نانسى عجرم، وما زال التفاوض مع النجم صابر الرباعى ومطرب آخر لاكتمال لجنة تحكيم البرنامج الذى يسير على نفس درب برنامج «ذا فويس»، وهو ما جعل «الصباح» تحاول رصد آراء عدد من الملحنين والشعراء والمتخصصين فى مجال الصوتيات، الذين أجمعوا على وجود عدد من الشروط لظهور البرنامج؛ وإذا لم تتوافر يتحول الأمر إلى جريمة فى حق الطفولة. ويقول الناقد والشاعر فوزى إبراهيم إن اكتشاف مواهب غنائية للأطفال أمر مهم لكن يشترط تعاقد الشركة معهم من أجل تدريبهم والاعتناء بهم بعد ذلك، وليس فى فترة البرنامج فقط، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الدراسى الخاص بهم حتى لا يتعرض الطفل لصدمة سلبية بعد أن يتم وضعه تحت الأضواء والشهرة، وهو ما قد يسبب له اختلالًا نفسيًا، وأشار إلى أن صناعة الكاسيت فى فترة من الفترات كانت تستعين بأطفال فى الغناء من أجل الربح التجارى، لكن بعد شهرتهم نكتشف حدوث خلل نفسى كبير لهم، خاصة أن الشهرة تحتاج لتكوين نفسى يمكن الشخص من التعامل معها. وتابع فوزى: عليهم أن يتبنوا الأطفال بشكل سليم ووضعهم داخل مؤسسة تعمل على تنمية قدراتهم من أجل صناعة نجوم تستكمل مشوارًا غنائيًا ناجحًا بشكل صحيح، وقال هناك مشكلة أخرى أيضًا تواجه الأطفال بعد ذلك فى مراحل نموهم وتغير الصوت والأحبال الصوتية، لذلك عليهم الاهتمام بهم فى هذه الفترة دون الضغط عليهم أو استغلالهم، لذلك لا بد من وجود خبرات ومؤسسة تتعامل معهم وليس لمجرد الربح، وأكد بدون توافر تلك الشروط والمنظومة أرى أن الأمر يتحول إلى جريمة فى حق الطفل، ومن يفعل غير ذلك فهو مجرم، وليس مجرد شخص هادف للربح. واتفق معه هانى هلال، أمين عام الائتلاف المصرى لحقوق الطفل، الذى أكد لنا: فى البداية لا توجد مشكلة فى فكرة اكتشاف مواهب خاصة بالأطفال، لكن المسألة الربحية دائمًا ما تمثل الأزمة طوال الوقت من ناحية استغلال الطفل، وأضاف: الأزمة الحقيقية فى مثل تلك النوعية من البرامج هى أننا لا نسمح للأطفال أن يعيشوا عمرهم الطبيعى، ويؤدى الأمر لخلل فى تفكير الطفل ونموه.. مؤكدًا: على البرنامج أن يهتم بهم من كل النواحى حتى الدراسية والسماح لهم بأن يعيشوا طفولتهم، وإذا لم يحدث ذلك فهو استغلال تجارى للأطفال. وترفض رغدة السعيد، خبيرة لغة الجسد ومدربة المهارات البشرية، برنامج اكتشاف مواهب الأطفال، وتقول: أرى أن الأمر مجرد هدف للربح، مشيرة إلى أن طبقات الصوت تختلف فى كل مرحلة عمرية للطفل، كما أن المشاركة فى مثل تلك البرامج يمكن أن تنمى روح الغرور لدى الطفل بسبب الشهرة، وهو ما يساهم فى قتل براءة الطفل، لذلك أنا ضد استغلال الأطفال فى مثل تلك البرامج من الأصل. مضيفة: كما أن هذا الأمر يرهق الطفل جسديًا، وتتعرض أحباله الصوتية للإرهاق. وهاجم الموسيقار حالمى بكر البرنامج مؤكدًا أن MBC قررت تنفيذ البرنامج بعد انتشار أخبار عن برنامج «نجم المدارس»، الذى أحضر له فى الأردن، وبدأنا فيه منذ عام، وهو برنامج يشمل كل المواهب فى التمثيل والغناء والشعر، ولا يركز على الغناء فقط، لذلك تحمست له وزارة الإعلام الأردنية، لكن ماذا سيقدم «ذا فويس كيدز» للأطفال، هل ستقوم القناة بإنشاء مدرسة ترعى الأطفال والتدريب الخاص بهم؟، كما أن الطفل صوته يتغير بعد ال17 عامًا ويصبح إما جيدًا أو سيئًا، لكن ما يحدث عبارة عن تجربة فضائية تبحث عن الربح وتغطية الإعلانات وتلعب بالأطفال، خاصة أنه متخصص فى الغناء ولم يتم الاهتمام بهم. أما الدكتور ماجد بهجت، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، فقال إن فكرة البرنامج مهمة وصوت الطفل لا يتأثر إذا تم تدريبه بشكل جيد دون حمل زائد، موضحًا أنه فى حالة وجود مشكلة عضوية أو تعصب «الزعيق» فوقتها تحدث مشكلة وتغير فى الأحبال الصوتية، وأكد أن الأهم هو التدريب لكن العفوية واللاوعى تحمل صوت الطفل عبئًا كبيرًا فوق طاقته، ما يسبب له أضرارًا على الأحبال الصوتية.