قريبا سنصل للحلقات النهائية في برامج اكتشاف المواهب الغنائية مثل "اكس فاكتر" و"أرب أيدول"، وهى برامج يتابعها الملايين فى منطقة الشرق الأوسط، حيث سيتوج فى الحلقة الأخير فائز واحد باللقب، لكن ماذا بعد أن يسدل الستار وينفض المولد، ويعود الفائز إلى بلده، هل سيلقى نفس مصير من سبقوها وفازوا بألقاب برامج اكتشاف الأصوات الغنائية مثل "ستار أكاديمي" و "سوبر ستار" و"أكس فاكتر" و "أرب أيدول" و"ذا فويس" و"صوت الحياة" وغيرها من البرامج التى قدمت لنا عشرات المتسابقين الحالمين بالشهرة والنجاح ؟! لا شك أن هذه البرامج حاولت تقديم مواهب غنائية شابة فى الوطن العربي، لكنها للأسف برامج لم تقدم لنا نجما ذا شأن نستطيع أن نتوقف أمامه طويلا، وبات من الضرورى أن نكون أكثر واقعية للوقوف على المنطقة المليئة بالخلل لعلاجها، إما عن طريق استمرار دعم هذه القنوات للمواهب الفائزة، أو تقديم المبدعين والمبتكرين فى عالم الفن كل الدعم لهذه الأصوات التى أرى أن معظمها تولد لتموت . الأمانة تقتضى أن نستثنى البرنامج الشهير "استوديو الفن" الذى قدمه سيمون أسمر منذ سنوات طويلة، فهو البرنامج الوحيد الذى قدم لنا مواهب أصبحت فيما بعد لامعة فى كل المجالات الفنية، وهو ما يدفعنى للتأكيد على أن البرامج الجديدة لم تقدم لنا ما كنا نتوقعه، حيث تبدأ المسابقة ويتابع الجمهور الحلقات وينفعل معها ويبدأ عملية التصويت التى هى هدف البرنامج من أجل الربح المادى وتحقيق ملايين الدولارات، وفى الحلقة الأخيرة يتم تتويج أحد المتسابقين، الذى ما أن ينزل من على منصة التتويج ويعود لبلده حتى يختفى بسرعة البرق، ولو عدنا للسنوات الأخيرة منذ انطلاق هذه البرامج، سنجد أن النتيجة "صفر"، ففى ستار أكاديمى فاز محمد عطية باللقب الأول وبعدها لم يحقق أى نجاح يذكر على الرغم من كل الفرص التى حصل عليها بعد تتويجه باللقب، وبعده حصل العديد من المتسابقين على اللقب كان أخرهم نسمة محجوب التى دخلت بعدها فى بيات شتوي، وفى برنامج "سوبر ستار" قد نتذكر الأردنية ديانا كرازون التى فازت باللقب الأول لكنها اختفت بعدها وسط اهتمامها بإنقاص وزنها ودخولها فى مشاكل مع شركات الإنتاج لينتهى بها الأمر عند نقطة محددة لم تستطع التقدم بعدها، ونفس الكلام ينطبق على كل من فازوا بالألقاب فى "أرب أيدول" و"اكس فاكتر" و"ذا فويس" و"صوت الحياة"، ولو قمنا بحصر الأسماء التى فازت بالألقاب أو التى توقعنا لها النجاح والاستمرار من بين عشرات الأصوات التى شاركت فى هذه البرامج لن نتذكر منها سوى قلة من الأسماء انتشرت لفترة من الوقت لا تتعدى الشهور القليلة، ليكون نصيبها بعد ذلك البيات الشتوى الذى يستمر طوال العام معهم لأنها أصوات لا تعرف إلا فصل واحد فقط هو فصل الشتاء، أسماء توقعنا لها أن تحتل مكانة مميزة وتحديدا فى الصفوف الأولى لنجوم الوطن العربي، لكن للأسف خاب ظننا بعد أن توقفت هذه المواهب فى مكانها وكأن سرعتها لا تزيد عن "صفر" . قد تخرج علينا بعض الأصوات لتؤكد أن ملحم زين وجوزيف عطية وشذى حسون متواجدون، وأنا أؤيدهم فى ذلك لكن يجب التأكيد على أنه مجرد تواجد باهت لم يرق للمكانة التى توقعناها لهم، فهم لم يتمكنوا من احتلال القمة بدليل أن أيا منهم لا يستطيع إقامة حفل غنائى ضخم بمفرده، إلى جانب أن الأجر الذى يحصلون عليه يكون أقل بكثير من أجور نجوم الغناء، أى أن المحصلة النهائية "صفر". من المؤكد أن قوة وجمال الصوت لا تكفى فى هذا العصر لتحقيق النجاح وبلوغ القمة أو حتى الاقتراب منها، فهناك عوامل كثيرة تفرض شروطها القاسية، أهمها العامل التجارى الذى بات يفرض سطوته وبقسوة على كل شئ فى عالم الغناء، حتى لو حاولت برامج مثل "ستار أكاديمي" و"أرب أيدول" و"اكس فاكتر" و"ذا فويس" و"صوت الحياة" وغيرها من برامج اكتشاف المواهب أن تصنع نصف نجم على أمل أن يكمل هو النصف الآخر، ستجد أن الضياع هو اللغة الرسمية لهذه المواهب في سوق غنائي ملئ بالفوضى.