تعادل زمالك الأحلام مع سموحة العنيد بهدف لكل منهما جاء ليفرمل قطار الزمالك المنطلق بسرعة الصاروخ للقمة.. فالزمالك كان يسعي لتحقيق الفوز الخامس له علي التوالي في عهد جهازه الفني الجديد بقيادة العالمي ميدو والثعلب حازم.. ولكن تألق سموحة هذا الموسم بقيادة مدربه الدكتور ميمي عبدالرازق والذي سبق وسحق الأهلي بثلاثية نظيفة يجعلنا نقولها بصراحة إنه لا يجب أن نبخس حق باقي الأندية التي طورت من أدائها وفي مقدمتهم المصري والمقاصة والداخلية بجانب سموحة وبتروجت والإسماعيلي.. فتلك الأندية عندما تحقق نتيجة إيجابية مع قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك سواء بالفوز أو التعادل فلا يجب هنا القول إن السبب في ذلك هو تراجع مستوي القطبين ولكن علينا الاعتراف بأن هذه الأندية التي ساهمت هذا الموسم في ارتفاع مستوي المنافسة وأشعلت الصراع علي قمتها بأدائها المتميز وعروضها القوية وتطور فكر وثقافة لاعبيها وتحليهم بالجرأة والشجاعة الهجومية بالإضافة إلي قدرتها علي التنظيم الدفاعي وإيقاف مفاتيح اللعب في فريقي الأهلي والزمالك ساهم بقدر كبير في تضييق الفوارق الفنية وتقارب في المستوي وحدوث حالة من الندية.. وهو ما جعل قمة الدوري تخضع للعبة الكراسي الموسيقية.. فشاهدنا المركز الأول للدوري يتبادله أندية الأهلي والزمالك والداخلية والمقاصة من أسبوع لآخر ونفس الحال ينطبق علي المربع الذهبي.. ولعلنا نتفق أن تلك الأندية تتمتع بكل عناصر النجاح والاستقرار الفني والاقتصادي والإداري.. فالداخلية يقوده المدير الفني علاء عبدالعال منذ صعوده لدوري الكبار ولاعبوه وصلوا لمرحلة النضج الكروي.. ونفس الحال للمقاصة بقيادة إيهاب جلال الذي بدأ يجني ثمار جهده مع لاعبيه باحتلال المركز الرابع الموسم الماضي.. وهو ما يجعله مؤهلاً لمنافسة الكبار قطبي الكرة الزمالك بطل الدوري والكأس والأهلي الذي يسعي لاستعادة لغة البطولات بعد خسارة الجلد والسقط الموسم الماضي.. ورأينا أن التوأم حسام وإبراهيم حسن نجحا ببراعة في بناء فريق جديد يليق بالمصري يتمتع بكل عوامل الانسجام والتفاهم والقدرات الدفاعية والهجومية والتنظيم الجيد في الملعب والتحرك الجماعي الإيجابي في الملعب.. ليعيد حسام حسن البريق والهيبة لفريق المصري البورسعيدي العريق أما فريق سموحة وصيف الدوري والكأس الموسم قبل الماضي فيقوده المهندس محمد فرج عامر أحد رموز الرياضة المصرية والذي استطاع أن يقدم للكرة المصرية هذا الفريق المحترم وأن يسند إدارته لجهاز فني كفء بقيادة ميمي عبدالرازق الذي أعاد اكتشاف وتوظيف لاعبيه ليخرج أفضل ما لديهم.. ونفس الكلام ينطبق علي بتروجت.. وهنا لابد أن نتفق أن مجلس إدارة هذه الأندية ومديريها الفنيين يحرصون دوماً علي الاستعانة بأفضل اللاعبين لدعم المراكز الشاغرة ونقاط الضعف بصفوف فرقهم سواء عن طريق الإعارة أو عقود الاحتراف بما في ذلك التعاقد مع لاعبين أجانب مميزين خاصة من قارتنا السمراء وهذا الحرص من جانب مجالس إدارة تلك الأندية للانفاق علي كرة القدم بالملايين لتدعيم فرقها يرجع إلي تطور اقتصادياتها وتمتعها باستقرار مالي وقناعتها بأن الساحرة المستديرة وما توفره من رعاة يجعلها نموذجاً مثالياً للاستثمار والتسويق.. وهو ما يمنحها القدرة والحلم لمناطحة قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك وهو ما أراه يصب في النهاية في مصلحة تطور الكرة المصرية ويرفع من مستواها في ظل هذا الصراع المثير والممتع بمسابقة الدوري العام ويجعلها بالفعل المسابقة الأقوي والأفضل علي مستوي قارتنا الأفريقية والمنطقة العربية بلا جدال ولكن رغم قناعتي بهذا الواقع الجديد والإيجابي لمسيرة الكرة المصرية تبقي خبرات وإمكانيات وتاريخ وشعبية قطبي الكرة زمالك الأحلام والأهلي عناصر ترجح كفتهما دوماً للمنافسة علي الفوز بدرع الدوري العام كونهما يمتلكان مقومات النفس الطويل التي تحتاجها كبري المسابقات الرياضية المصرية بمنطقة الشرق الأوسط بأسرها وأنها مسابقة للكبار فقط.