بعد أيام يحتفل الشعب المصري العظيم بعيد الشرطة ال64 الذي يوافق يوم 25 يناير. ذلك اليوم الذي حُفر بماء الذهب في عقل وقلب كل مصري. عاش بطولة رجال الشرطة وتصديهم للمحتل الإنجليزي عام 1952. أو من سمع وقرأ عن بطولة أبناء مصر من رجال الشرطة. استشهد منهم أبطال وأصيب آخرون في ملحمة لن ينساها التاريخ. تحل علينا الذكري هذه المرة وأواصر وجسور الثقة بين أبناء الشعب وشرطتهم تزداد قوة ومتانة بعد أن نجح كلا الطرفين في تجاوز سنين المحنة.. الشرطة عادت بقوة وبعزيمة وعقيدة جديدة لا هم لها إلا تحقيق أمن الوطن والمواطن. ومعاونته في الحصول علي كافة مكتسباته تراعي حقوقه وتبذل قصاري الجهد لمعاونته والتصدي بكل حسم لمن يريد الإضرار به. أو بمصالحه. ويتفاني رجالها في الدفاع عن المال العام والخاص والزود بكل قوة وبذل الغالي والنفيس من الأرواح والأعراض. وكم من شهيد سقط في سبيل ذلك. راضياً لقاء ربه. وهو يؤدي عمله مخلصاً. * علي مدار العام المنقضي أثبتت وزارة الداخلية ورجالها أنهم ماضون في طريقهم للتيسير علي المواطنين ومساندتهم خدمات هنا. تعظيم أداء هناك. وابتكارات ووسائل كثيرة تستهدف مد يد العون لأبناء الوطن جميعاً. ورعاية خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات في الحصول علي الخدمات التي تضطلع بها وزارة الداخلية وأصبح لهؤلاء الحق علي كافة أجهزة الوزارة في خدمة "دليفري" لتوصيل الوثائق والمستندات حتي باب الدار. * العام المنقضي شهد أكثر من أداء شرطي رائع كان آخرهم تأمين الانتخابات البرلمانية التي تمت بالتنسيق مع القوات المسلحة وأشاد بالأداء فيها كافة الهيئات المراقبة للانتخابات سواء الدولية أو المحلية والتزم فيها الرجال بما تعهدت به الوزارة بأنه لا تدخل في العملية الانتخابية وأنها تقف علي حد سواء وعلي مسافة واحدة من المرشحين المستقلين جميعاً وأيضاً كافة الأحزاب. والقوائم التي نافست في الانتخابات ووعدت وأوفت. ولم يحدث اعتراض واحد من تلك العناصر علي الأداء الشرطي. * العام المنقضي شهد تطوراً كبيراً في نظام المعاملة في السجون وأماكن الحجز بالمراكز والأقسام وفتحت السجون أبوابها أمام مجلس حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني. واستجاب قطاع حقوق الإنسان لكافة الشكاوي التي تلقاها من أسر السجناء وفحصها. وصوب كافة الأمور التي احتاجت إلي ذلك. وأيضاً الرد علي شكاوي الاختفاء القسري. * أتي عيد الشرطة ال64 وهناك قلوب موجوعة مازالت تنزف دماً علي فراق الأحباب الذين سقطوا شهداء دفاعاً عن كرامة الوطن وأبنائه. وتركوا خلفهم زوجات ترملن وهن في عمر الزهور وأطفالاً لم ينطق بعد بعضهم كلمة "بابا" وآخرون ولدوا بعد استشهاد الأب. وأمهات ثكالي فقدت بعضهن نور عينيها حزناً علي فراق فلذة كبدها. وآباء بعضهم أصيب بالشلل ويعيش طريح الفراش وفتيات وأبناء مزق الحزن قلوبهم بعد أن رحل الراعي والحبيب. وبعضهم انهار مستواه التعليمي.. أتي عيد الشرطة ومازالت عناصر الشر تعيش بيننا يخرجون علينا من جحورهم كل فترة يغتالون زهرة شبابنا ويختبئون كالفئران. ولكنهم إلي زوال. فالضربات الأمنية الناجحة تصطادهم. والضربات الاستباقية تحبط تخطيطاتهم. * تهنئة إلي كل رجل شرطة وإلي كل أسرة شهيد في هذا العيد.. تحية إلي أبناء الشهداء الأبطال. كُونوا فخورين بآبائكم وأزواجهم.. ارفعوا رءوسكم فأنتم أبناء الأبطال الحقيقيون مهما حاول دُعاة الشر وأبناء الشياطين التقليل من عظمة شهدائكم. أنتم أبناء من سطروا بدمائهم تاريخنا الحديث. ووضعوا أقدامنا علي الطريق الصحيح. واستردوا لنا كرامتنا وعزتنا. ولأنكم لن تنسوهم. فإن الشعب المصري العظيم المخلص للوطن. لن ينساهم أيضاً.