منعتني ظروف سفري للخارج من حضور جنازة وعزاء الراحل الكابتن حمادة إمام الذي عرفته عندما كنت مشجعاً صغيراً لكرة القدم ساحراً للعبة وليس ثعلباً.. كنت دائماً مبهوراً به ويجعله من اللاعبين الأفذاذ مثل رفعت الفناجيلي وطه إسماعيل وحسن الشاذلي ومصطفي رياض وطه بصري وعادل هيكل.. هذا الجيل الذي توقف مجبراً بعد توقف الكرة عقب نكسة 67 ولم تكن عودته بعد نصر 73 بمثل ما كان قبل التوقف الذي استمر 6 سنوات.. إلا أنه يبقي الجيل الأميز والأجمل في تاريخ الكرة المصرية جيل تميز بالموهبة مع الأخلاق الرفيعة مما جعل هؤلاء النجوم يحتلون مكانة دائمة في القلوب والعقول علي الرغم من أنهم غادوا المستطيل الأخضر منذ ما يزيد علي 40 عاماً وكان حمادة إمام هو رمز و"كريزة" هذا الجيل بتواضعه وقلبه المفتوح علي الجميع فوجد حب الناس من حوله في كل مكان حتي يوم وداعه الحزين. ولم أكن أتخيل يوماً أنني سأقترب من هذا النجم الفذ حتي ساقتني مهنتي التي أحببتها ان أكون محرراً رياضياً فوجدت من الكابتن حمادة إمام كل العون والمساعدة في بداية مشواري الصحفي مع النقد الرياضي.. وجدت منه النصيحة والتواضع والالتزام خاصة عندما أصبح زميلاً لي في "المساء".. وله في ذلك مهارة رائعة وخط جميل مثل تعليقه أمام شاشة التليفزيون ومثلما كان أداؤه في الملعب فنان وإنسان وأستاذ وقيادة ذكية في نفس الوقت. رحمه الله.. لم يغضب أحداً أبداً وكان قلبه الكبير يسع الجميع لذلك يسجل له تاريخ كرة القدم المصرية أنه من الشخصيات القليلة التي نالت محبة جماهير الأهلي والزمالك معاً بنفس القدر وتلك سمة لم يهنأ بها سوي القليل جداً من نجوم اللعبة في الناديين. كنت عندما ألتقي به يأخذني بلطفه ورقته وتختلط لدي المشاعر بين الاحساس بالأخوة مع هذا الإنسان الجميل وربما الصداقة رغم فارق السن وربما الاحترام المتبادل مع شخص جدير بكل الاحترام.. رحم الله الكابتن حمادة إمام وكل التعازي لنجليه شريفوحازم ولزوجته الفاضلة الدكتورة ماجي ولكل أسرة الرياضة والكرة المصرية. أمثال حمادة إمام هم أصحاب الفضل علي شعبية الكرة المصرية.. فهم من جعلها كل مشجعي اللعبة في الوطن العربي من أدناه إلي أقصاه عاشقين إما للأهلي أو للزمالك رغم ان لهم أنديتهم في بلدانهم لكنهم مغرمون أيضاً بأحد القطبين المصريين بفضل هؤلاء النجوم الأفذاذ الذين لعبوا الكرة بشعار الهواية الخالصة حتي إن بعضهم رحل عن دنيانا فقيراً معدماً.. وأقول هذا لتذكرة من يدمرون الكرة المصرية الآن وينصبون أنفسهم حاكمين لها وأقصد تحديداً هذا الشباب الساقط في فخاخ الألتراس الذين يعبرون عن عشقهم للعبة ونجومها بغباء شديد فيدمرونها تدميرا.. أظن إلي حد اليقين ان الراحل الكابتن حمادة إمام رحل غاضباً منهم لأنهم عكروا أجواء معشوقته التي أحبها حتي يوم رحيله.