* يسأل إبراهيم الملواني صاحب مكتب للتسويق العقاري بالإسكندرية: ما هي الروح.. وأين توجد في الجسد.. وهل تظل معلقة في السماء حتي البعث يوم القيامة أم لا؟ * * يجيب الشيخ كمال خضيري عبد الغفار إمام وخطيب مسجد عمر بن عبد العزيز بالإسكندرية: يقول الحق تبارك وتعالي "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" "21" سورة الذاريات.. أي أنظر إلي الآيات التي في نفسك.. تري عالما عجيبا يعرفه علماء التشريح.. وعلماء وظائف الأعضاء وعلماء التحاليل.. كل يوم يكتشفون شيئا عجيبا في تكوين الإنسان.. بل إن الله سبحانه وتعالي.. جعل في تكوينك ما تعرف يقينا أنه موجود ولكنك لا تراه.. إنها الروح تعطي الحياة للجسد.. لا يستطيع أحد أن ينكر وجود الروح لأنها دليل علي الحياة لأنها متي خرجت جاء الموت وانتهت الحياة.. ومع انك تعلم يقينا أن الروح في جسدك فإنك لا تستطيع أن تدركها أين هي في الروح؟ هل في العقل الذي يفكر؟.. هل هي الدم الذي يتدفق في الشرايين؟ أم هي في القلب الذي يدق؟.. أم هي في الجسد الذي يتحرك؟.. أنها مخلوق لله دال لله داخل جسدك ونفسك ولكنك لا تعرف عنه شيئا.. ولا تعرف ما هو مع أنه داخل جسدك.. فإذا كان سر الحياة الذي وضعه الله داخل جسدك لا تدركه.. مع انك تعرف يقينا أنه موجود.. فلا تتعجب إذا كان هناك خلق خارج جسدك لا تدركه.. وإذا حدثك الله سبحانه وتعالي عن هذا الخلق.. فآمن أنه موجود والدليل علي داخل نفسك.. والحق سبحانه وتعالي يقول "لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" "57" سورة غافر. ذلك لأنك فرد ولك حيز في الكون كله من خلق الناس.. والخلق تم من الله سبحانه وتعالي.. دون أن يكون هناك شهود.. فهو سبحانه الذي خلق ولم يستعن بأحد.. ولذلك فإن العقول التي تتعب نفسها.. في البحث عن سر الخلق وبداية الكون.. والسماء كان أصلها كذا والأرض كانت كذا.. نقول لهم إن الحق تبارك وتعالي قال: "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا "51" سورة الكهف. أي أن الخلق لم يشهده أحد من الناس.. فإذا أردنا أن نعرف كيف خلق الله السماوات والأرض.. وكيف خلق الإنسان.. فلنأخذ العلم من الذي خلقها والحق تبارك وتعالي حين يقول للإنسان.. أنا خلقتك من طين ونفخت فيك من روحي.. فخذها عن الذي خلق. إن الله جل جلاله خلق الإنسان من تراب ووضع عليه ماء فصار طينا.. ثم تركه فصار حمأ مسنونا.. ثم جف فصار صلصالا كفخار.. ثم نفخ فيه الروح. هذه هي قصة خلق الإنسان الأول فإذا أراد الله سبحانه وتعالي أن يهدم هذا الإنسان بالموت.. فأول ما ينقص منه هي الروح.. آخر ما دخل الجسم فتكون أول ما يخرج.. لأن نقص الشيء علي عكس بنائه.. فأنت حين تبدأ بالبناء بالدور الأول.. ثم تعلو حتي تصل إلي الأخير.. فإذا أردت أن تهدم هذا البناء تبدأ بالدور الأخير.