إطلاق مشروع استصلاح وزراعة المليون ونصف المليون فدان. هو أفضل ختام لعام 2015. وانتقال للعام الجديد.. بل للمستقبل. انتهز الرئيس السيسي فرصة إطلاق المشروع أمس الأول. ليهدئ من قلق المواطنين في موضوع سد النهضة الإثيوبي. قال الرئيس جملة قصيرة. لكنها معبرة: اطمئنوا.. لن أضيعكم. ولم يكن الرئيس في حاجة إلي أن يقول ذلك كلاماً.. فقد كان يقوله عملاً وفعلاً وهو يغرس أول شجرة في المشروع.. فقد كانت هذه أبلغ رسالة طمأنة. لاحظوا كيف يفكر الرئيس. ويتحرك. ويتصرف. ومتي وأين يقرر أن يتواجد. تتضاعف ثقتكم به. ويزداد اطمئنانكم لقيادته. وإصراركم علي نجاحه لتنجح مصر. ففي لحظة فاصلة في مفاوضات سد النهضة. وقلق المصريين المتزايد من الدخول في نفق أزمة مياه. لا يذهب ليفتتح مصنعاً أو مطاراً أو يدشن قرية سياحية. إنه يذهب ليفتتح ويطلق أكبر مشروع استصلاح وزراعة أراض في تاريخ مصر.. مشروع يقوم علي توفير المياه. ولا يتم إلا بها. هي فلسفة "تحدي التحدي".. بالبناء.. بخطوة إلي الأمام. المفاوضات في الخرطوم. أو في أديس أبابا أو في أي مكان. والمتحدي هنا علي الأرض. رسالة قائد. وإرادة شعب. ولا أعرف. علي وجه التحديد. خطط الدولة في توزيع المليون ونصف المليون فدان ومن سيفوز بالحياة في "الريف المصري الحديث" الذي يحلم الرئيس به. مجتمعاً عمرانياً متكاملاً ومتطوراً. لكني أتمني أن يجمع هذا المشروع التاريخي شباباً من كل قرية ونجع ومدينة في مصر. إننا نخوض بهذا المشروع تجربة جديدة وفريدة. ويجب أن تصل رسالتها إلي كل بيت في مصر. وأن يشعر أهل كل قرية ونجع وقرية أن لهم مصلحة في هذا المشروع. وأن فيه جزءاً منهم. يمكننا أن نقيم مجتمعاً شاباً متميزاً علي هذه الأرض. دون أن يفقد هذا المجتمع التواصل والاندماج مع الكل. بل يكون قاطرة لتنمية زراعية وصناعية في جميع أنحاء مصر. ولو نجحنا في ذلك. فسوف نقدم للعالم نموذجاً غير مسبوق في تجديد المجتمعات وبث الحيوية فيها. وسوف نجد من يأتي إلينا من كل أنحاء العالم لكي يدرس "التجربة المصرية" ويبحث كيف يمكن أن يستفيد بها. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. وطريق المليون ونصف المليون فدان.. بدأ بشجرة.