أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بمدينة الفرافرة أمس بمناسبة إطلاق المرحلة الأولى من المشروع القومى لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان، والتى تضم 500 ألف فدان، أن المشروع يعد خطوة من ضمن الخطوات التى تحققت الفترة الأخيرة على طريق التنمية، وناشد الحكومة والبنوك تقديم التسهيلات البنكية اللازمة لصغار المزارعين، بحيث تقل نسبة الفائدة على القروض عن نسبة 6٪، حتى يتم تشجيع المواطنين على شراء أكبر مساحة من أراضى المشروع. كما أشار الرئيس إلى أنه وجه الحكومة بتسهيل إجراءات تخصيص الأراضي، حتى لا يتم إرهاق المواطنين وتعطيلهم بالإجراءات الروتينية من قبل المحليات. وقال إن شركة الريف المصرى التى ستقوم بإدارة المشروع عليها أن تخصص الأراضى للمزارعين عن طريق عقد مباشر وفوري، حتى يتم التسهيل عليهم وتسليم عقود التمليك لهم كى يتعاملوا بها مع البنوك. وشدد الرئيس على ضرورة التخصيص الفورى للأراضى حتى لا يكون هناك مجال لأى فساد، مشيرا إلى أن مواجهة الفساد ستتم من خلال تقنين إجراءات التعامل مع المواطنين. وأضاف الرئيس السيسى أنه طلب من وزير الإسكان أن يتم منح الأراضى شاملة التراخيص حتى يتم تسهيل الإجراءات. وناشد الرئيس كبار المستثمرين ورجال الأعمال الزراعيين بالتقدم والاستثمار فى المشروع سواء فى مراحله الأولى أو المراحل المقبلة لاستصلاح مليونين ونصف المليون فدان، فى إطار خطة الدولة لاستصلاح 4 ملايين فدان. وقال الرئيس، موجها حديثه للمستثمرين الزراعيين، "إن الحكومة تستطيع تلبية طلباتكم بتخصيص أراضى كبيرة وتنفيذ دراساتكم إلا أنه يجب تنفيذها فى مدة زمنية محددة لا تتجاوز 4 سنوات وبمجرد استلام الأراضى فعليكم الإنجاز والعمل فورا”. واستعرض الرئيس عددا من المشروعات القومية الكبرى التى تعهدت الدولة بتنفيذها ومنها مشروع إنشاء مدينة الرخام فى سيناء، الذى وجه منذ أيام بإقامتها فى مدة تتراوح بين 6 أشهر وعام، والتى تأتى كخطوة ضمن عدة مشروعات للتنمية فى سيناء سيتم تنفيذها خلال الأشهر المقبلة. وأعلن الرئيس أنه يتم التخطيط حاليا لإقامة مشروع متكامل بالنوبة، سيتم الإعلان عن تفاصيله بعد أن يتم إنجاز جزء كبير منه. وأوضح أن المشروعات الكبرى بالمنطقة الغربية ومنها مدينة العلمين الجديدة ومحطة الضبعة للطاقة النووية يتم العمل عليها حاليا بشكل جيد. كما أشار إلى أنه يتم حاليا تنفيذ مدينة دمياط للاثاث، بالإضافة إلى مدينة الجلود بمنطقة الروبيكى والتى سيتم الانتهاء منها خلال ما بين 6 إلى 12 شهرا. وأضاف أنه سيتم التركيز أيضا على صناعات أخرى مثل صناعة السجاد فى بعض المحافظات، مشيرا إلى أنه كلف وزير الصناعة بسرعة إنجاز المناطق الصناعية المختلفة على مستوى الجمهورية. وأعرب الرئيس، خلال الكلمة، عن سعادته لإتمام الجزء الأول من المرحلة الأولى لمشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، متمنيا أن يكون له صدى طيب فى نفوس المصريين. وأكد أن ما يتم فى مصر من عمل بجهود المصريين يعد خطوة عظيمة وجهدا ضخما ستظهر نتائجه المبشرة قريبا. وقال إنه ينبغى التحرك بسرعة فى إنجاز المشروعات المهمة، لأننا تأخرنا بعض الوقت، فضلا عن الزيادة السكانية المضطردة، مطالبا بزيادة معدلات الإنجاز حتى يشعر المواطن بتحسن فى حياته المعيشية. وشدد الرئيس على أنه سيكون هناك متابعة صارمة لتنفيذ مشروع المليون ونصف المليون فدان لتحقيق تنمية مجتمعية متكاملة، مشيرا إلى أن الدولة ستقوم بمتابعة جميع تفاصيل المشروع وستساعد المنتجين فى عمليات التصدير. وطالب أيضا بزيادة إنتاجية المحاصيل ومضاعفتها عن طريق استخدام البذور الجيدة التى ستسمح بزيادة كمية المحاصيل على نفس الرقعة الزراعية، مما سيتيح دخلا إضافيا للمزارعين. وتقدم الرئيس بالشكر للقائمين على مشروع الاستصلاح سواء الحكومة أو القوات المسلحة الذينعملا ليل نها بجهد كبير لأكثر من عام حتى ظهرت بشائر هذا المشروع، معربا عن أمله فى أن يتم استصلاح المليون ونصف المليون فدان خلال عام ونصف. وأشار الرئيس إلى أنه حضر إطلاق المشروع أمس بعد اتخاذ خطوات كبيرة لتنفيذه باستصلاح 10 آلاف على أرض الواقع كجزء من المرحلة الأولى للمشروع. وقال إن متوسط زراعة الأراضى فى مصر على مدار 60 عاما مضت بلغت نحو 50 ألف فدان فى السنة، مما يؤكد حجم التحدى لزراعة المليون ونصف المليون فدان خلال عامين. وأضاف أن المصريين يستطيعون تحقيق إنجازات طيبة، مشيرا إلى أنه طالب الوزراء بأن يلبوا حق المصريين فى معيشة كريمة ومياه نظيفة وصرف صحى جيد. وتطرق الرئيس، خلال كلمته، إلى ملف سد النهضة، وطمأن جموع الشعب بأن المفاوضات بشان السد تسير بشكل جيد ومطمئن، مشددا على أنه لم يضيع المصريين من قبل حتى يضيعهم مرة ثانية، وأكد أن الملف سيحمل كل الخير لمصر إن شاء الله. وقال إنه يشاطر جماهير الشعب قلقها بشان السد، لأن القضية تعد حياة أو موت، وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع الأشقاء الإثيوبيين على ضرورة تفهم أننا نرغب فى العيش كما يرغبون هم فى التنمية، واضاف أننا سنساهم ونتعاون معهم فى ذلك، مشيرا إلى ان هناك تفاوض لتحقيق المصلحة المشتركة لمصر وإثيوبيا. وقام الرئيس بغرس شجرة على أرض المشروع إيذانا ببدء تنفيذه، وذلك برفقة عدد من الوزراء ورئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، والمهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات الاستراتيجية، حيث شاركا الرئيس فى زراعة شجرتين. كما تفقد نماذج من الوحدات السكنية الجاهزة بالمشروع والمبنية على الطراز الريفي، وأدار حديثا مع احد المزارعين داخل وحدته السكنية، حيث جلس وتفقد الوحدة، وأعرب عن انبهاره بتصميم الوحدات وتأسيسها. وطلب الرئيس أن يتم تعديل تصميم الوحدات بحيث تكون منطقة تربية المواشى غير ملاصقة للحجرات، وطمأنه اللواء كامل الوزير بأن هناك تعديلا يجرى بالفعل على الحجرات، مشيرا إلى أنه فى المنطقة الخلفية للوحدات سيتم تربية الدواجن وما يحتاجه المزارعون من غذاء يساعدهم، وقال الرئيس السيسى مازحا: "إحنا هنتغدى معاكم بقي". وكان الرئيس قد أوضح أنه قبل تنفيذ المشروع كان قد تحدث مع العديد من المواطنين البسطاء فى ريف مصر، حتى يطمئن أن المشروع يسير على الطريق السليم، كما تحدث إلى كبار المستثمريين فى مجال الزراعة. وأشار إلى أنه كان من السهل أن يتم توزيع الاراضى على الناس، ولكن لن يتحقق الهدف من المشروع، إلى أن الدولة رأت أن تنشيء كيانا لأبنائها ومجتمع حقيقى لا يمرض من شرب المياه، بل ويضم نموذجا مثاليا من توفير الخدمات. وطالب الرئيس اللواء كامل الوزير بسرعة إنجاز المشروع كاملا وليس العشرة آلاف فدان التى تم تدشينها أمس فقط، وبكامل المرافق والخدمات. وقال إنه كان من السهل توزيع الأراضى على المزارعين، إلا أننا اتبعنا الخيار الأصعب، حيث توفر الدولة جميع المرافق بعد دراسات مستفيضة للمياه ودرجة ملوحتها، مشددا على أن الدولة تحافظ على المياه كحق للأجيال القادمة. وقال إن المواطن الذى سيقوم بالعمل فى المشروع لن يتحمل أى أعباء سوى العمل فقط والعيش مع أسرته، وقال إنه سيزور المنطقة بعد 3 سنوات ليرى ما تحقق من إنجاز. وأوضح الرئيس أن التكلفة على المزارعين لن تكون مرهقة أو تثقل من أعبائه، موضحا أن العديد من المزارعين أكدوا له أنهم سيشترون أراضى بالمشروع دون اللجوء إلى بيع أراضيهم المستصلحة. وقال إن شركة الريف المصرى ستكون ممولة من الدولة وانها ستوفر جميع الخدمات الاجتماعية والصحية.