بسط الثوار الليبيون سيطرتهم علي بلدة الغزايا الاستراتيجية القريبة من الحدود التونسية وعززوا من مكاسبهم في مناطق الغرب الليبي وذلك في طريقهم نحو العاصمة طرابلس معقل العقيد معمر القذافي. تستعمل قوات القذافي مدينة الغزايا التي تبعد عشرة كيلو مترات عن الحدود التونسية. قاعدة لقصف المنطقة الحدودية ومدينة نالوت التي تبعد 230 كيلو مترا غرب العاصمة ويسيطر عليها المتمردون. الأمر الذي جعل السيطرة علي المدينة مهما لتمكين الثوار من مواصلة تقدمهم باتجاه طرابلس. تأتي هذه العمليات العسكرية عقب تراجع الآمال في التوصل الي تسوية من خلال التفاوض بعد نشاط دبلوماسي كبير في الأسابيع الأخيرة لم يسفر عن تقدم ملحوظ بسبب اصرار المعارضة علي ضرورة تنحي القذافي كخطوة أولي فيما تقول حكومة طرابلس إن دور الزعيم الليبي ليس محل تفاوض. وسيطر الثوار الليبيون علي مساحات كبيرة من الأراضي الليبية منذ بدء انتفاضتهم ضد حكم القذافي الممتد منذ 42 عاما لكنهم مازالوا يفتقرون للتنظيم والتسليح الجيد مما حال دون تمكينهم من الوصول الي العاصمة رغم الضربات الجوية المكثفة لحلف شمال الأطلسي علي مدي أربعة أشهر. كانت الولاياتالمتحدة و30 دولة أخري قد اعترفت بالمعارضة ممثلاً شرعياً للشعب الليبي الأمر الذي سيؤدي الي الافراج عن مليارات الدولارات الليبية المجمدة مما سيعزز من وضع الثوار. من جهته قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية لين باسكو إن مقاتلي الثوار حققوا بعض المكاسب علي الأرض في مواجهة قوات القذافي. لكنها مازالت مكاسب محدودة. أضاف في احاطة قدمها لأعضاء مجلس الأمن أن الحكومة الليبية والمجلس الانتقالي الوطني قدما التماسا الي الأمين العام للأمم المتحدة برفع الحظر المفروض علي الأصول الليبية. من أجل الانفاق علي الحاجات الإنسانية للشعب الليبي. وأن الأمين العام قام بالفعل باخطار لجنة العقوبات بمجلس الأمن بالأمر. نوه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية الي أن الأمين العام ومبعوثه الخاص الي ليبيا عبدالاله الخطيب أكدا علي أنه لا يوجد حل للأزمة في ليبيا سوي الحوار السياسي بين الطرفين. قد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه في الوقت الذي لم تظهر فيه بوادر رضوخ من القذافي للمطالب الغربية. تبني دبلوماسيون من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا تكتيكاً جديداً خلال الأيام القليلة الماضية بعرض فرصة لبقاء القذافي في البلاد حال قام بحل حكومته وتنحيه عن السلطة. قالت الصحيفة إن العرض الذي قدمه الوفد الدبلوماسي الأمريكي للحكومة الليبية خلال اجتماعهم في تونس في 16 يوليو الجاري جاء مع تحذيرات شديدة. منوهة الي وجوب موافقة الثوار في شرق ليبيا عليها.