الفنان أشرف عبد الباقي يتمتع بمواصفات الفنان الشامل الذي يجيد كوميديا الموقف وهي أصعب أنواع الفن وأكثرها رواجاً وقبولاً لدي المشاهدين وهي الكوميديا التي برع فيها من قبل أساتذة الكوميديا أمثال نجيب الريحاني واسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي ومن بعدهم سمير غانم وجورج سيدهم ومحمد صبحي ومؤخراً أشرف عبد الباقي وأحمد حلمي وهاني رمزي وغيرهم. أشرف عبد الباقي له أدوار متميزة تخاطب فكر وعقل المشاهد . وتدخل مناطق لم يتطرق إليها غيره جعلته أقرب لمشاهدي هذه الأيام . وكان آخرها تحمله رسالة اكتشاف مواهب كوميدية جديدة يضخها في عالم الكوميديا من خلال برنامجه "تياترو مصر" الذي أصبح الآن "مسرح مصر" واستطاع تقديم مجموعة من شباب الكوميديا سوف يكونون علامة بارزة في تاريخ الكوميديا المصرية قريباً جداً . بدأ عبد الباقي مواسم تياترو مصر بموضوعات مسرحية اجتماعية جذبت كل أفراد الأسرة من آباء وأمهات وأبناء من الجنسين . فكانت الاسرة بكل أفرادها تجلس تشاهد مسرحية من مسرحيات تياترو مصر بلا خوف من سماع لفظ خارج أو ظهور مشهد جارح أو تناول موضوع حساس لا يصح عرضه علي أطفال لم يصلوا بعد مرحلة البلوغ. الآن ومع كل أسف أصبحت مسرحيات "مسرح مصر" تقترب من حلقات "البرنامج" الذي كان يقدمه الإعلامي باسم يوسف والذي خرج به عن مسار اللياقة ومراعاة الذوق العام فتناول من الألفاظ الخارجة والتلميحات القبيحة ما تناول حتي انصرف عنه عدد كبير من المشاهدين قبل أن يتوقف "البرنامج" نهائياً لأسباب نعلمها جميعاً. الفنان أشرف عبد الباقي بوصفه قائد هذه الفرقة المسرحية والمتحكم فيما تتناوله من موضوعات وما يرد علي ألسنة أبطالها من عبارات ضمن الحوار المكتوب أو المضاف للمكتوب أخشي أن يكون مصيره في النهاية هو مصير برنامج باسم يوسف نفسه . خاصة بعد زيادة معدل العبارات الجارحة والخادشة للحياء في مسرحياته . وهو يعلم جيداً أن مسرحيات "مسرح مصر" أصبحت الآن تكتسح سوق الكوميديا . وينتظرها كل أفراد الأسرة للترفيه والترويح عن أنفسهم بعد معاناة العمل والمذاكرة طوال أيام الأسبوع . حتي أن الأطفال يضطرون لمشاهدة مقاطع من مسرحيات سابقة للفريق نفسه لمجرد إعادة الضحك والخروج من جو المذاكرة أو ضغوط العمل. أشرف عبد الباقي أصبح الآن يسير علي طريق الفنان هاني رمزي الذي أصبحت أفلامه كلها تخاطب الغرائز فانصرفت عنها الأسر . وتبعه أيضاً الفنان أحمد حلمي الذي كانت الأسر تصطحب أطفالها لمشاهدة افلامه أياً كانت حتي ظهر آخر فيلمين له فانصرفت عنه الأسر أيضاً . إذا لم يلحق الفنان أشرف عبد الباقي نفسه ويعود لسابق عهده من تنقية ألفاظ وعبارات مسرحياته فسيكون مصيره هو نفس مصير أعمال هاني رمزي وأحمد حلمي ومن قبلهما برنامج باسم يوسف. هذه ليست انطباعاتي وحدي فقط عن مسرحيات أشرف عبد الباقي . ولكنها انطباعات الكثيرين من الآباء والأمهات الذين أبدوا امتعاضاً واعتراضاً علي مسرحيات عبد الباقي الأخيرة التي اختلفت عن بداياتها والتي كانت سبباً في عودة الأسر إلي دور السينما والمسارح لمشاهدة أعمال أشرف عبد الباقي فقط بوصفه الحريص علي الذوق العام والذي يراعي وجود أطفال وسط المشاهدين. أعتقد أنني وأسرتي ومعي الأسر الممتعضة من مسرحيات أشرف عبد الباقي لن يكون أمامنا سوي العودة من جديد لمشاهدة أفلام الكارتون.