نشأنا علي أفلام الكوميديا للنجوم والراحلين نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري وفؤاد المهندس وأبناء جيلهم من عظماء الكوميديا. وكانت سعادتنا عندما نجلس نتابع أفلام أي من هؤلاء النجوم بلا أي حرج و نحن واثقون أننا لن نفاجأ بمشهد يجرح مشاعر الأسرة أو يخدش حياء نسائها أو بناتها. ومع مرور الوقت ظهر نجوم كوميديا جذبوا الأنظار بأدوارهم التي رأينا فيها إمداداً لنجوم الكوميديا الكبار وهم محمد هنيدي وأحمد حلمي وهاني رمزي وأشرف عبد الباقي ومحمد سعد. كنت أصطحب أسرتي لمشاهدة أي فيلم لهؤلاء النجوم في بدايتهم حيث كانوا حريصين علي أن تقبل الأسر علي أعمالهم بكل أفرادها ولكن شيئاً فشيئاً خرج هؤلاء النجوم عن الخط وأصبحت أفلامهم تتضمن مشاهد يخجل منها الرجل أكثر من المرأة والطفل في الأسر المحافظة وهي معظم الأسر المصرية. أفلام أحمد حلمي وهاني رمزي ومحمد سعد وأشرف عبد الباقي أصبحت لا تري من كثرة ما تحتويه من مشاهد عري وإيحاءات خارجة تجاوزت مرحلة التلميحات الي مشاهد اقتربت كثيراً من الخطوط الحمراء فعزفت عنهم الأسر واكتفوا هم "أبطال الأفلام" بالشباب المراهق الذي اصبح جمهورهم الوحيد لهذه الأعمال ذات المشاهد والأغنيات الهابطة. ولأن السينما أحد الفنون الراقية لو أحسن استغلالها فقط رأيت منذ عدة سنوات ومع بداية طغيان موضة الإسفاف أن أكتفي بمشاهدة أفلام الكارتون في دور العرض السينمائي وكانت البداية بفيلم "القدم السعيدة " أو "happy feet) ويا له من فيلم رائع ذي قيمة ومغزي وتأثيرات بصرية وصوتية ملهمة. وبعد سنوات قررت تكرار التجربة لكن أصدقائي نصحوني بأن أفلام الكارتون هذه أيضاً تحتوي علي مشاهد حب وغرام وقبلات ربما أكثر من ذلك بين أبطالها. هنا حمدت الله أن بعض القنوات الفضائية مازالت تعرض أفلام نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وفؤاد المهندس وعبد الفتاح القصري فقد كانوا يعرفون جيداً معني ان تقدم عملاً فنياً يشاهده كل أفراد الأسرة فكانت مشاهدهم قمة في الكوميديا ولكنها في الوقت نفسه قمة في الاحترام عكس الأفلام والمسرحيات الكوميدية هذه الأيام. ولأن الشئ بالشئ يذكر فقد علمت أن جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية قرر منع عرض اعلان "برومو" أحد الأفلام الجديدة لما يتضمنه من عبارات ومشاهد تخدش الحياء. ولكن الرقابة فوجئت بمنتج الفيلم محمد السبكي يعرض البرومو الممنوع علي القنوات التليفزيونية التي تدخل كل منزل بما فيه من محظورات طلبت الرقابة حذفها. أتساءل ماذا فعلت الرقابة علي المصنفات عندما علمت بمخالفة المنتج لتعليماتها؟ هل اكتفت بعمل محضر مخالفة. أم اعتبرت نفسها كأنها لم تر شيئاً؟ *** حسبنا الله و نعم الوكيل فيما يقدم هذه الأعمال القذرة من منتجين وممثلين ومخرجين وفنيين وأصحاب القرار في عرض الاعلان عن هذه الأفلام بالقنوات فمهما كانت حجتهم فإنه يجب ألا نشاهد أو نسمع مشاهد أو ألفاظاً تخدش حياء أسرنا في بيوتنا. ملعون أبو الفن إذا كان من هذا النوع.