شدني جمال خطه ورشاقة أسلوبه. وأشفقت من كم الهموم التي مرت بحياته ولا تزال لتأتي رسالته إلي النافذة باحثة عن طوق نجاة أو بارقة أمل تنزعه من حالة اليأس التي تكاد تتملكه.. بدأ قائلا: أنا من المتابعين لهذا الباب وكم استوقفتني مقدمته ورأيت فيها تحديًا لمن في مثل ظروفي حين تقولين "إذا أردت أن تكسر حاجز اليأس وتواصل طريقك في.. ولا أدري كيف أقهر الإحباط في حياتي وأحطمه وكل شيء في حياتي يزيده صلابة وإحكامًا!! فأنا حين انتهيت من دراستي الثانوية ببورسعيد أهلني المجموع للالتحاق بكلية الهندسة بالقاهرة لكن لظروف مرت بها الأسرة آنذاك لم أكمل دراستي الجامعية وعدت إلي بورسعيد حزينا علي حلم ضاع إلا أنني تغلبت عليه بالانشغال في العمل فاشتغلت فرانًا بأحد المخابز تلك المهنة التي أعانتني علي تأثيث شقة ثم الزواج.. زواج أثمر ولدين حرصت علي توفير رعاية كريمة لهما ولم يؤثر انفصالي من أمهما علي علاقتي بهما واهتمامي حتي بعد سفري للعمل بليبيا عام 99 تم زواجي بعد ذلك وقدوم ابني الثالث عمره الآن خمس سنوات لم أتخل عن واجباتي نحوهما ونزولي بشكل دوري لرؤيتهما ومتابعة أحوالهما. وفي ليبيا عملت في مجال المقاولات لكن بسبب التوترات التي تمر بها الآن قررت النزول مع زوجتي الجديدة وصغيرنا بعد أن تدهور بنا الحال هناك كثيرًا!! يواصل: عدنا في أبريل الماضي واستقبلتنا مطلقتي في شقتها بشكل مؤقت واحتفي بقدومي ولديّ اللذان بلغا سن الشباب ولا يزالان عاطلين حتي الآن مع أن أحدهما "مؤهل عال" والآخر فوق المتوسط.. أعود لأقول أنه لم تمض ثلاثة أسابيع علي إقامتنا مع مطلقتي حتي كانت المأساة فقد رحلت أم الولدين بعد أن اشتد عليها المرض وكأنني عدت لوداعها رحمها الله .. وبوفاتها تركت الشقة وأخذت أبحث عن مسكن مستقل لزوجتي وصغيرنا خاصة انني عدت لمزاولة مهنتي السابقة "فران" ما يستدعي وجودي في المخبز ما لايقل عن 12 ساعة!! ولن تصدقي لو قلت لك انني ترددت علي ديوان عام المحافظة عشرات.. عشرات المرات وفي كل مرة أترك طلبًا ليأخذ رقمًا ثم يستتبعه خطاب بالحضور وحين أذهب إلي المحافظة ويراني موظفو خدمة المواطنين يبادرونني قائلين: "انت مش كنت هنا قبل كده. .. روحَّ الآن وسنبعتلك الرد علي البريد.. ويأتيني الرد: "عليك التقدم لأحد المشروعات المستقبلية"!! ومن عينة هذه الطلبات رقم 745 « مرفقات بتاريخ 28/7/2015. ورقم 873 مرفقات بتاريخ 26/8/2015"!!" لقد ضاقت بي كثيرًا وتشتت أسرتي الصغيرة فزوجتي أرسلتها لتقيم مع زوجة صاحب المخبز الذي أعمل فيه وبناته وابني يعيش مع عمته. أما أنا فأبيت داخل الفرن!!! ولولا إيماني بالله وخشية عذابه لأقدمت علي التخلص من حياتي لكن أقصي ما أفعله هو انني أمشي في الطريق "أكلم نفسي".. فبالله عليك كيف يمكنني اجتياز حاجز اليأس في ظل عدم المبالاة من المسئولين بعذاب مواطن لا يجد ما يستر به أهل بيته ويجمع شملهم في حين أمامه عمارات حديثة لا حصر لها إيجار أصغر شقة فيها 1200 جنيه!! فإلي من يستطيع حسم مشكلتي أرجوك تقدم ولا تتأخر.. فحال أسرتي لا يسر عدواً أو حبيباً؟!! رأفت حسن عسكر بورسعيد حي الزهور المحررة : لم يشفع لك خطك الجميل وأسلوبك الرشيق في إتمام دراستك الجامعية بسبب ظروف خارجة عن إرادتك لم تفصح لنا عنها.. ظروف أجدها تلاحقك مثل ظلك في كل من محطات حياتك.. فزيجتك الأولي لم تستمر ورحلتك إلي ليبيا رغم ما أنجزت فيها عدت منها خالي الوفاض. حتي.. حتي الباب الذي وجدته مفتوحا لاستقبالك وأسرتك الجديدة سرعان ما أغلق بالرحيل المفاجئ لأم ولدّيك ليصبح استمرار بقائك في شقتها أنت وزوجتك الشابة بخلاف ابنكما الصغير أمرًا غير مقبول ولأسباب لا تحتاج مزيدًا من الشرح والتوضيح. ولظروف خارجة عن إرادتك أيضًا لم تجد أي رد من المحافظة المنوط بها توفير شقق للحالات القاسية مثلك والرد جاهز: "عليك التقدم لأحد المشروعات المستقبلية" وكأنها تخاطب شابًا مازال العمر أمامه وليس رب أسرة "علي باب الله" لا يملك سوي قوت يومه!!! تريد الستر لأهل بيتك وهذا حقك الذي ينبغي علي المسئولين بديوان عام المحافظة أن يضعوه نصب أعينهم فمن المؤكد أن لديهم الحل.. وإن تعذر فعلي الأقل ساعدوه علي استئجار شقة بقيمة تتناسب وإمكانياته.. وإلي أن يتحقق ذلك عن قريب بإذن الله فقط عليك يا "أبوالعربي" أن تردد هذا الدعاء الذي وصانا به الحبيب المصطفي حينما تضيق بنا: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن غلبة الدين وقهر الرجال". تفاءل بالخير.. ولا تقنط.