أوضح المحللون أن تبني تنظيم¢ داعش¢ لاعتداءات باريس يعكس مرحلة جديدة أطلقها جهاديوه خارج الحدود السورية والعراقية ليمد نفوذه أكثر فأكثر باتجاه دول بعيدة مستفيدا من شبكة متمكنة وواسعة. أعلن المدعي العام الفرنسي أن 129 شخصا لقوا حتفهم في سلسلة الهجمات التي استهدفت عدة أماكن في العاصمة الفرنسية والتي تعد أعنف هجمات تشهدها اوروبا منذ الاعتداءات علي قطارات مدريد عام .2004 قال المحللون إن الاعتداءات أظهرت الامكانات الهائلة التي يملكها ¢ داعش¢ والتي جعلته قادرا علي تنفيذ هجمات منسقة بهذا الشكل بعدما كان هدد منذ اشهر عدة باريس ب¢كابوس¢ لمشاركتها في التحالف الدولي ضد الإرهابيين في العراقوسوريا. أعرب شارلي وينتر- الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية- عن اعتقاده بأن هذا هو المسار المنطقي في استراتيجية ¢ داعش¢ قائلا إن التنظيم الإرهابي يبتعد حاليا عن التوسع والتثبت في سورياوالعراق ليضمن ان لديه الزخم الكافي عبر تنفيذ اعتداءات في دول اجنبية مثل لبنانوفرنسا. يري كلينت واتس- الباحث في معهد السياسات الخارجية- أن ما يحصل يمثل علي الارجح المرحلة الثانية لداعش قائلاً: إن التنظيم مقيدون اليوم ويخسرون ميدانيا في سورياوالعراق. ولذلك سنراهم يبتعدون عن عمليات توسيع النفوذ في هذين البلدين في اتجاه عمليات ذات طابع مختلف مستغلين فيها شبكتهم الواسعة. تجدر الإشارة إلي أن ¢داعش¢ مني مؤخرا بخسائر ميدانية في مناطق انتشاره. اذ تمكنت قوات البشمركة الكردية من ¢تحرير¢ مدينة سنجار في شمال سوريا من ايدي مسلحي التنظيم الإرهابي بدعم من غارات التحالف الدولي. وفي سوريا المجاورة. فكت قوات النظام بدعم من الطائرات الروسية حصارا فرضه التنظيم المتطرف لاشهر عدة علي مطار استراتيجي في شمال البلاد. يقول واتس": "إذا وجد تنظيم داعش نفسه من دون انتصارات في مناطق عملياته. فانه سيوسع دائرة العنف اقليميا وباتجاه الغرب¢ مشيرا الي انه في حال لم يسجل اي تقدم في سورياوالعراق فسيبحث عن انتصارات في مناطق اخري وفرنسا تبدو مكانا مناسبا لذلك". بالنسبة لأيمن التميمي- الخبير في شؤون الجهاديين في سورياوالعراق- فان تلك الحوادث تثبت أن ¢داعش¢ لم يغير من استراتيجيته بل بدأ يحقق نتائج ملموسة. ويقول التميمي إن ما حصل لا يعني تحولا في استراتيجية داعش بل تحولا في معدلات نجاحه. يضيف التميمي إن هجمات باريس استهدفت مسرح باتاكلان ومنطقة مجاورة لاستاد فرنسا في الضاحية الشمالية للعاصمة وشوارع عدة في باريس. وتظهر العمليات المنسقة في باريس امتلاك التنظيم لشبكة متطورة في القارة الاوروبية وليس مجرد عمليات فردية وهذا الامر يؤكده أيضا وينتر اذ يري ان العملية المحبوكة بهذا الشكل تظهر انه تم التحضير لها جيدا فضلا عن كونها منسقة وسبقتها تدريبات. يقول واتس إن داعش يعتمد علي حملة دعائية ضخمة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص. وهو يروج لانتصاراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأمر الذي أمن له عددا كبيرا من المؤيدين والمناصرين الراغبين بالانضمام اليه في القارة الاوروبية. اتخذت دول اوروبية عدة من بينها فرنسا اجراءات مشددة هدفها منع انضمام المتطرفين إلي صفوف الجهاديين في سورياوالعراق. الأمر الذي قد ينعكس سلبا