بالرغم من ان الإعلام المصري لعب دورا كبيرا وخطيرا خلال السنوات الماضية. إلا أنه يمر الآن بمرحلة فوضوية عارمة علي كل شاشاته سواء في التليفزيون المصري أو في القنوات الفضائية الخاصة. لا يوجد صد أو رابط للتجاوزات المتعددة التي أصبحنا نشاهدها يوميا فقد تحول الإعلام من وسيلة للتعبير عن الجماهير إلي أجندات خاصة وسياسات غير معلنة. رصدت ¢المساء الأسبوعي¢ آراء بعض الخبراء في المجال الإعلامي حول هذه الظاهرة. وتساءلت: هل يكون للجمهور والمشاهدين يد لوقف هذه المهازل أم لابد من اصدار ميثاق شرف إعلامي للحد من التجاوزات؟ شهدت الفترة الأخيرة بعض الوعي من الجمهور الذي أعلن رفضه لبرامج بعينها وقام بمقاطعتها وبالتالي خسرت ماديا وتم وقفها بداية من برنامج ¢فيفا لا سوستا¢ الذي كان مخصصا للكبار فقط. وكان يقدمه أكرم الشرقاوي. مرورا بأزمة برنامج ¢الراقصة¢ للفنانة دينا. وبرنامج ¢مع إسلام¢ الذي كان يقدمه إسلام البحيري. وصولا لبرنامج ¢نفسنة¢ والتجاوزات التي حدثت علي لسان الفنانة انتصار. وبرنامج ¢صبايا الخير¢ للإعلامية ريهام سعيد. 1⁄4 أكدت الإعلامية نهال كمال رئيس التليفزيون الأسبق علي أن الإعلام يعيش بالفعل فترة مضطربة. ولا يوجد أي تناغم بين القنوات والتنسيق فيما بينهما. وأصبح الجميع يعمل ما يحلو له. أضافت: نحن نحتاج إلي قوانين مهنية نظرا لعدم وجود ميثاق شرف إعلامي والذي طالبنا به منذ مئات السنين. ولا يتم تفعيله. لذلك علي كل إعلامي أن يتحري الدقة والصدق في الأخبار التي ينشرها ويبثها. ويراعي ضميره في الموضوعات التي يقدمها للجمهور. أشارت كمال إلي أن الجمهور أصبح واعيا ويستطيع الفرز بين الصالح والطالح وهذا ما شهدناه الفترة الماضية. حيث أصبح الجمهور في عصر الاختيار. وبالتالي يستطيع المشاهد أن يختار ما يريد وينتقي من يريد متابعته. 1⁄4 أوضحت د. مني الحديدي أن هناك عشوائية وزحاما كما وليس كيفا علي القنوات الفضائية الخاصة والحكومية حيث قالت.. لا توجد لكل قناة هوية خاصة بها. ولا سياسة معلنة. والدليل علي ذلك عندما يكون هناك أي خبر علي قناة نلاحظ انتشاره وتداوله علي جميع القنوات الأخري. وهذا يؤكد علي عدم وجود أجندة خاصة لكل قناة. أكدت الحديدي أن هناك عوامل متشابكة ومتعددة لحل هذه الأزمة. وليس هناك حلا واحدا. حيث يجب فصل الملكية عن الإدارة بحيث لا يتدخل مالك المحطة فيما يتم إذاعته. كما يجب الفصل بين الإعلانات والمضامين الإعلامية. والإسراع بإنشاء نقابة للإعلاميين لتكون هي المسئولة عن محاسبة المخطئ. أضافت: لابد ألا يكون العمل التليفزيوني مفتوحا بهذا الشكل. ويعمل به كل من هب ودب. حيث هناك أكثر من لاعب كورة مشهور يقدم برامج ويتدخل ويقول آرائه السياسية علنا. واختتمت الحديدي حديثها قائلة: يجب أن يتم تثقيف المشاهد ببرامج تعليمية وثقافية ونشرات أخبار.. وغيرها. ولا يتم احتكاره لوسيلة واحدة فقط يتابع منها ما يحدث حوله. 1⁄4 واتفق معها الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز في أن الأداء الإعلامي متدني جدا وفوضوي وحافل بالممارسات الخاطئة. حيث أكد إنه لا يوجد حل فردي لمثل هذه المشكلات المعقدة. بينما يكون الحل عبر مجموعة من الإجراءات والسياسات المتكاملة. بدأ عبدالعزيز رؤيته حول الحل قائلا: لابد من تطبيق القوانين التي تختص بالشأن الإعلامي وتنظيم المجال الإعلامي. بالإضافة لترجمة الاستحقاقات الدستورية المنصوص عليها في الدستور بالمواد 65 و68 و70 و71 و72 و77 وإنشاء الهيئات الإعلامية المستقلة ذات القيم المهنية منها مواد: 211 و212 و213. وأثني عبدالعزيز علي دور الجمهور لما فعله نتيجة التجاوزات التي حدثت في الفترة الماضية. مشيرا إلي أهمية إنشاء نقابة للاعلاميين والمنوط بها تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي. حيث ان الحل يكمن في عمل تشاركي تنخرط فيه كل المؤسسات. 1⁄4 أكد الإعلامي حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة الأسبق إن الحل الأمثل والعملي في مثل هذه الظروف هو إصدار ميثاق شرف إعلامي يلتزم به الجميع. بالإضافة لمدونة للسلوك الإعلامي. حيث تعتبر الجهة المتصدرة والمسئولة عن إصدار هذه القوانين هي جهة المجتمع المدني والتي تتمثل في نقابة الإعلاميين. قال الكنيسي: لدينا نقابة للإعلاميين ولكنها مازالت تحت التأسيس وتنتظر قانونا يصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي حتي تأخذ شكلها القانوني والدستوري وتبدأ في ممارسة واجباتها وعملها. حيث يوجد داخل النقابة ميثاق شرف ومدونة جاهزين للعرض ثم التطبيق. وعن دور الجمهور في مقاطعة النماذج المتجاوزة قال الكنيسي: مقاطعات الجمهور لا بأس بها. ولكنها ليست الحل الأمثل. لذلك فالإسراع من إنشاء نقابة في الوقت الحالي وإنشاء كيانات وطنية لتنظيم الصحافة والإعلام أصبح شيئا مفروغا منه. لأن الجمهور ثار وبدأ المقاطعات. ومن جانبها أكدت الإعلامية مني الحسيني أن هذه الأزمة ليس سببها الإعلاميين فقط. ولكن السبب الحقيقي هم القائمون علي عملية الإعلام. لذلك لابد من تدخل الدولة. بالإضافة لعمل إعلام موازي للأفكار التي يتم نشرها من خلال بعض الفضائيات التي قد يكون بعضها ممنهجا أو ممولا أو لديهم أجندات خاصة. أشارت الحسيني إلي أنه لابد أيضا من تدخل المستشار النائب العام وفتح ملفات جميع المذيعين. وعمل عمليات فرز لتنقية الإعلام. وذلك عن طريق انتخاب اعلاميين حقيقيين في مصر ويتم إنشاء مؤسسة تكون مسئولة عن الإعلام بشكل كامل وتطبق القوانين واللوائح. الفنانة رانيا محمود ياسين أكدت أنها تقدم برنامجها بصفتها الإعلامية وليست الفنانة. وعلقت ياسين علي هذه الأزمة معبرة عن استيائها من عدم وجود نقابة للإعلاميين لكي تضبط العمل الإعلامي. أكدت ياسين أن مقاطعة الجمهور ليس حلا ولا يكفي. ولكن لابد من وجود مؤسسة تعمل بالقوانين واللوائح نظرا لما يتم بثه من سموم علي الشاشات.