رغم أن إقامة دور الأيتام عمل خيري في ظاهره.. إلا أن البعض حوله إلي سبوبة لجمع الأموال دون أي اهتمام أو رعاية للأطفال.. بل يصل الأمر إلي تعذيبهم وتشريدهم. الأمثلة كثيرة ومتعددة.. لكن يحدث في منطقة العجمي بالاسكندرية فاق الخيال حيث ألقي فاروق حمودة صاحب دار السلام للأيتام شباكه ليصطاد أطفال الشوارع ويخطف بهم أصحاب القلوب الرحيمة من المقتدرين ماليا فمنهم من قدم له أرضا ومنهم من منحه بيتا أو مالا.. اعتقادا منهم أن هذه التبرعات تذهب لليتامي.. إلا أن الحقيقة الصادمة غير ذلك تماما كما ترويها ل"المساء" حسيبة السيد احدي المتبرعات. قالت المتبرعة إن صاحب الدار. بدأ سيناريو التخلص من الأطفال منهم عن طريق تلفيق التهم لهم بالسرقة واقتيادهم إلي قسم الدخيلة. لاتخاذ الإجراءات القانونية. وأنها قامت بإبلاغ المسئولين عن الشئون الاجتماعية. والذين توسطوا لإخراج الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم "14" عاما من القسم. وقام مسئولو الشئون الاجتماعية بتحريك دعوي قضائية ضد صاحب الدار. وفي هذه الأثناء قررت غادة والي. وزيرة التضامن الاجتماعي. حل مجلس إدارة الدار. في أعقاب تزايد الاستغاثات والشكوي من الأطفال التابعين للدار علي مكتبها. بخلاف المعلومات الموثقة التي وصلت لها عن طريق مديرية الشئون الاجتماعية بالإسكندرية. بينما لم يعبأ صاحب الدار. بقرار الوزيرة. وواصل مشواره في طريق اضطهاد الأطفال بطردهم من الدار. ليضطروا إلي العمل سائقي "توك توك". أو عمالاً باليومية. ويقضون ساعات الليل علي الأرصفة. وامتنع عن تقديم أوراق الأطفال الحاصلين علي الاعدادية في المدارس الثانوية. بخلاف أنه نقل محتويات الدار إلي مكان غير معلوم. وبدأ في "تطفيش" الموظفين في الدار عن طريق عدم صرف رواتبهم. رغم التبرعات التي تنهال علي الدار. أضافت "حسيبة": " مللت من التجول في مكاتب موظفي الشئون الاجتماعية. الذين لا يملكون مواقف رادعة. ويتحدثون بنفس لغة الموظفين في خمسينيات القرن الماضي. دون اتخاذ أي خطوات جادة في مواجهة هذا الظلم الفادح". ويروي علي طارق حسن "14 سنة" أحد أطفال الدار. تفاصيل المأساة. مؤكدا انهم يتعرضون لشتي أنواع الإذلال والتعذيب. بداية من الشتائم بأبشع الألفاظ. ووصف أمهاتهم ب ¢ العاهرات¢ مرورا بتعذيبهم ب"عصا كهربائية" و"خراطيم غليظة". وتحويلهم من مدارس خاصة إلي حكومية. نهاية برفضه تحديد أماكن أهاليهم رغم علمه. قال يوسف جمال حسين "15 سنة". صاحب الدار يريد التخلص مننا بأي طريقة. ليستولي علي تبرعاتنا والأملاك التي آلت إلينا عن طريق تبرعات أهل الخير. ويلفق لنا تهماً بالسرقة للقضاء علي مستقبلنا ونتحول إلي مجرمين. بينما يدعي التقوي والإيمان لإقناع أهل الخير بمزيد من التبرعات. ليحولها لحساباته الخاصة. بطرق غير قانونية. أكد. سامح عصام العجمي "15 سنة" طفل بالدار. أن الطباخ الذي يقوم بإعداد الطعام لهم مصاب ب"فيروس سي". الأمر الذي يجعلهم مهددين بالعدوي. وقال: "الطعام الذي يتم تجهيزه لنا غير آدمي. والحيوانات نفسها لا تقبل أن تتناوله. رغم أنه يجمع تبرعات ضخمة تصل إلي قرابة 80 ألف جنيه شهريا".