في ظلال سماحة الإسلام ومبادئه التي تقطر مودة ورحمة ينعم البشر بمختلف أجناسه وطوائفه بالتقدير والاحترام فالإنسانية هي الواحة الوارفة التي يستظل بها أبناء آدم منذ بدء الخليقة وقد جاءت قيم الدين الحنيف لتؤكد هذه الحقيقة وتضع أمام العالم أجمع أن الإنسانية قد كرمها الله وأحاطها بسياج منيع ووضع ضوابط لحماية بني الإنسانية من التسلط أو السيطرة تحت أي لون أو شكل من الأشكال يقول القرآن الكريم: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلاً" 70 الإسراء كما أن الله الذي أنزل هذه القيم الخالدة في كتابه الكريم أكد بما لا يدع مجالاً لأي شك أن المسيطر علي العباد هو الله وحده وهو يختص بذلك دون غيره فقد قال في الكتاب الكريم مخاطباً النبي محمد صلي الله عليه وسلم وسائر البشر "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" "21. 22 الغاشية" وقال في صراحة ووضوح في سورة الأنعام: "ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاً وما أنت عليهم بوكيل" وقوله في سورة يونس: "أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" وقوله: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" إنها مبادئ النهضة والتقدم وعلاج لقضايا كل عصر. في رحاب هذه السماحة وتلك المبادئ والقيم انتشر الإسلام وغزا كل دول العالم وفي أعتي المناطق إلحاداً استقبل الناس الدين الحنيف بكل رحابة الصدر فقد وجدوا أن المبادئ التي تتضمنها تعليماته تتوافق مع طبائع كل البشر "فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون" "30 الروم". ومن يتأمل العالم يجد أن الإسلام ينتشر بأسرع مما يتصور خصومه ودعاة الإلحاد فها هو الدين الحنيف ينتشر في كل أنحاء الدنيا.. وليس ببعيد مركز "الوئام" في سنغافورة الذي جمع كل الطوائف في حوار إنساني كريم واستطاعت قيم الدين الخالدة جمع أتباع مختلف الديانات في رحاب هذه السماحة وفي ظلال تلك المبادئ السامية: "لكم دينكم ولي دين" لكننا نشترك جميعاً في الإنسانية "كلكم لآدم وآدم من تراب" وفي داخل الأزهر ومعاهده طلاب من سائر دول العالم أوفدتهم بلادهم لدراسة تلك المبادئ التي تظلل كل البشر بالمودة والسماحة وفي رحاب هذا التآلف ورحابة الصدر. اجتمع أبناء هذه الدول في مودة والسعي بكل جهد رغم اختلاف الديانات من أجل رفعة بلادهم وتقدمها ولعل ما جري في تلك الدولة الصغيرة والمبهرة للعالم بتقدمها ونهضتها مما يؤكد حقيقة أن الإسلام يغزو القلوب والعقول بتلك المبادئ.. ليت أولي الألباب يدركون هذه الحقائق وتتوقف أعمال خصوم الإسلام ودعاة العنف والتطرف لأن أفعال هؤلاء قد شوهت هذه السماحة. لكن مهما تمادوا في غلوهم وغيهم فإن النصر في النهاية لسماحة الإسلام وقيمه الإنسانية السامية.