يرتبط الحج بعادات وتقاليد ووجدان شعبي مازال أهالي محافظة سوهاج يحافظون عليها فما إن يتم الإعلان عن اختيار الشخص لأداء فريضة الحج حتي تنطلق الزغاريد وتدق طبول الأفراح والليالي الملاح بمكان عائلته وقريته ويتحول بيته إلي قبلة يزوره الأهل والجيران والأحباب والأصدقاء من قريته والقري المجاورة أو منطقته بالمدينة والأماكن المجاورة ليقدموا له التهاني علي اختياره لأداء مناسك الحج وتري المهنئين أفواجا يهلون علي منزل الحاج حتي موعد سفره وتنشد الأغاني الدينية وتستمر الأفراح طوال تلك الفترة داخل منزل الحاج حتي موعد سفره للأراضي المقدسة ويوم السفر وهو يوم وداع الحاج يحظي باهتمام خاص حيث تخرج أسرة الحاج وأقاربه وجيرانه رجالا ونساء وتودعه بالأغاني والطبل والزغاريد وتذهب كل عائلة الحاج وأهله وجيرانه وأصدقائه وممثلين عن كل عائلة وأيضاً عن كل قرية يستقلون السيارات بجانب سيارة خاصة تقل الحاج وكأنه يوم عُرس وتعلق الرايات والأعلام البيضاء علي السيارات مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" حتي مكان مغادرة الحاج للأراضي الحجازية والكل يطلب من الحاج أن يخصه بالدعاء أثناء أداء مناسك الحج وتذرف الدموع عند الوداع من الجميع. بعد وداع الحاج تبدأ رحلة أخري من عادات وتقاليد الحج لدي أبناء سوهاج قبل أيام من عودته من الأراضي الحجازية وهو قيام أهل منزل الحاج أو الحاجة بتبييض ودهان المنزل خاصة من الخارج وهي عادة يحرص عليها أسرة من يحج بيت الله حيث يتم الاستعانة بمبيض ورسام ومعه الخطاط لكتابة ورسم تلك المناسبة علي جدران المنزل خاصة الواجهة الأمامية. فإذا كان الحاج مسافرا بالجو يتم رسم الطائرة وإذا كان مسافرا برا يتم رسم الباخرة وبجوارها يتم رسم الكعبة والحرم في صورة جميلة علي أن يتم كتابة الآيات القرآنية الخاصة بمناسبة الحج مثل "ولله علي الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا" والأحاديث النبوية الشريفة مثل يقول صلي الله عليه وسلم: "من زار قبري وجبت له شفاعتي" وهناك عبارات تكتب علي الجدران وتزين العديد من واجهات المنازل بسوهاج مثل "حج مبرور وذنب مغفور" و"الله أكبر ولله الحمد" كما يتم كتابة اسم الحاج وتاريخ حجه فوق باب كل بيت وتعتبر الرسومات الجدارية جليلة بمثابة إعلان عن قيام صاحب الدار بأداء فريضة ومناسك الحج. فيما المحطة الثالثة وهي رحلة العودة من الحج ومثلما تم وداع الحاج يتم استقباله حيث تحرص أسرة الحاج وأقاربه وأصدقاؤه وجيرانه وعائلته وأفراد من عائلات أخري بالقرية أو المدينة علي استقلال السيارات لاستقبال الحاج سواء من المطار أو من الباخرة وتعلق الزينات علي كل سيارة وفي معظم قري سوهاج هناك عادة استقبال الحاج بالمزمار والطبل البلدي وعندما يصل إلي أول بلدته يستقبل بالزغاريد والأغاني حيث يردد أهالي الحاج نشيد مشهور "سالمة يا سلامة والحاج رجع بالسلامة". "سالمة يا سلامة والحاج جانا بالسلامة". سالمة يا سلامة والحاج عاد لنا بالسلامة". "سالمة يا سلامة. سالمة يا سلامة" فيما يقوم بإطلاق الأعيرة النارية فرحا بقدوم الحاج حتي يصل إلي منزله بسلامة الله ويتوافد عليه المهنئون من كل مكان ويسلمون عليه بالأحضان لمدة اسبوع وعلي الحاج أن يقص أو يحكي عن رحلته منذ مغادرته أرض الوطن حتي العودة حيث يستشعر الحاج بأنه عاد إلي الحياة بلا ذنوب فما أجملها رحلة أدي فيها المناسك وارتدي ملابس الإحرام وطاف بالبيت ووقف بعرفة وسعي بين الصفا والمروة ويقوم الحاج بتوزيع بعض الهدايا التي أحضرها معه من مكةوالمدينة من "ماء زمزم والتمر وسبح وطواق ومصليات وبخور وسواك علي أهل بيته وجيرانه وأصدقائه". ومن العادات التي مازالت تتواجد بقوة بمحافظة سوهاج خاصة قراها بعد أداء مناسك الحج وعودة الحاج من الأراضي الحجازية هو عمل احتفالية كبيرة يقيم فيها أهل الحاج وليمة بعد عودته بأسبوع في الليلة السابعة يدعو فيها كل أقاربه وأصدقائه وجيرانه وكل من قام بتهنئته والذهاب إليه في منزله لتهنئته بسلامة العودة وفي تلك الليلة يتم تقديم الأكل والمشروبات للجميع ويحضر الحاج في تلك الليلة أحد المقرئين ليتلو علي الحاضرين آيات من الذكر الحكيم وهناك من يحضر أحد المنشدين لينشد الأناشيد الدينية ويحمل الشخص الذي أدي مناسك وفريضة الحج أجمل لقب وهو "الحاج" يزين به طوال حياته ويكون هذا اللقب جزءا أصيلا من هويته.