شهدت مظاهر وداع واستقبال الحجاج والتي توارثتها الأجيال حتي من قبل ظهور الإسلام حين كان العرب "يحجون" إلي بيت الله الحرام.. تغييرات جذرية نتيجة عدة عوامل اجتماعية واقتصادية وأيضا بسبب التطورات التكنولوجية حتي اننا صرنا نجد بعض مظاهر الوداع والاستقبال مقصورة علي النت والفيس بوك. "عقيدتي" قامت بجولة تاريخية رصدت خلالها تلك المظاهر ومراحل تطورها. يقدم الدكتور عبدالمقصود باشا رئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر عرضا تاريخيا فيقول: منذ بني سيدنا إبراهيم -عليه السلام- البيت الحرام وقلوب الناس تهفو إليه. له مراسم معينة أو مايسمي في عصرنا الحالي بروتوكولات خاصة. سواء في الوداع أو الاستقبال. وقد اختلف الوداع والاستقبال عبر الزمان والبيئات والموقع الجغرافي. فالعرب قديما قبل الإسلام كانت تسير قوافلهم قاصدة الحج والعمرة. يجتمعون زرافات ووحدانا من سائر فروع القبيلة وعليها حراس أشداء تمرسوا علي مقاومة الخارجين علي القانون. كما كان الحج فرصة للتجارة خاصة في الأسواق المشهورة التي كانت تتخذ محطات لتحقيق بعض الأرباح ثم الوصول لبيت الله الحرام ثم العودة. مثل أسواق ذي المجنة وذي المجاز وعكاظ. وكانت تقام ليالي السمر والطرب البدوي كوداع لهذه القوافل المتجهة للبيت المقدس. عادات متوارثة يستطرد د.باشا قائلا: أما حينما دخل الإسلام فقد كانت نفس الأمور تتخذ مع المسلمين من الإيقاعات التي تطرب النفس وتشجي القلب مع أهازيج أشعار في تاريخ البيت الحرام ومدح سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. وفي مصرنا بعد دخول الإسلام كان نفس الشيء أيضا يحدث تقريبا خصوصا أن العدد القليل من العرب الذي استقر في مصر ترك أثرا طيبا في نفوس المصريين فتبعوهم في دينهم وأهازيجهم ووداعهم واستقبالهم للحجاج. فكان تجهيز القوافل وعلي رأسها المحمل الشريف ويخرج الناس من أنحاء مدينة القاهرة أو الفسطاط أو القطائع يضربون بالدفوف والناي "المزمار البلدي" حتي ان التاريخ يذكر لنا أن المزمار البلدي المصري كان يعشقه بدو الجزيرة العربية حينما يتقابلون مع وفد الحج المصري ويتقدم المحمل أرباب الطرق الصوفية وشيوخهم وأعلامهم المزركشة والملونة والرقصات الجميلة من الشباب الفرح والنساء يطلقن الزغاريد من المشربيات وشبابيك البيوت وكأن السماء تحتفل مع الأرض بهذا المشهد الرائع الجميل ويظل الأمر علي ذلك إلي أن يصل الركب إلي العباسية فيستقل الجميع القطار للسويس ثم في المراكب والسفن في البحر الأحمر إلي جدة والجميع تغمرهم الفرحة والسعادة. فإذا لاح أمامهم بيت الله الحرام علت الأهازيج وزرفت الدموع ثم بعد أداء المناسك يتجه الجميع إلي المدينةالمنورة لينزلوا من جدة إلي أقرب المرافئ والموانئ للمدينة المنورة حيث تنزل القافلة مرة ثانية إلي البر لزيارة قبر المصطفي صلي الله عليه وسلم والصحابة ومواطن الغزوات الأولي. ثم العودة للمدينة ثانية. ثم الإبحار لجبل الطور. يضيف د.باشا قائلا: وقد يأخذك العجب حين تعلم أن الطور كان هو المحجر الصحي ويقف علي أبواب الميناء شيوخ القبائل وعلماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي يستقبلون الحجاج في الطور حيث تعزف الموسيقي السلام السلطاني ثم السلام الخديو وتعلو رنات المزمار ليبدأ الحفل بكلمة تمتلئ بالسرور يلقيها أحد الرهبان في استقبال الحجاج. وتتوالي الكلمات ثم تختتم بكلمة عالم إسلامي من المتواجدين. ثم يبحر الجميع إلي السويس فالعباسية فالقلعة حيث تنزل صناديق المحمل لكي تخزن في أماكنها للعام التالي ليعود كل حاج إلي قريته ومدينته وبيته فيستقبل استقبال الفاتحين. ويلتمسوا منه البركات لأنه رأي ومسح بجلبابه أرض الحرم أو جسم الكعبة أو الحجرة النبوية الشريفة. لتقدم المشروبات خاصة الشربات وغيره من المشروبات الطيبة الممزوجة بماء الورد. ويجتمع الناس للترحيب وأخذ البركة من هذا الحاج. وتدور عصا التحطيب في الوجه القبلي والأهازيج والأشعار في الوجه البحري. بينما تتجمع فتيات القرية ونساؤها وتنطلق أصواتهم الجميلة بزغاريد تشجي النفس وتريح القلب وكأن السماء تهنيء الأرض بعودة هؤلاء الحجيج. الحج السريع يستدرك د.باشا قائلا: أما الآن فقد ما يعرف بالحج السريع أو بالطائرات ولا ندري مستقبلا أيكون الحج بالصاروخ أم ماذا؟ فأصبحنا لا نعرف الذاهب من الجالس والقائم من القاعد للحج. خاصة أن الناس قد أغلقوا علي أنفسهم أبواب بيوتهم وأصبح الاختلاط بسيطا فلا ندري إلا فلانا قد عاد.. من أين؟ من الحج؟! فيقولون له: مبروك. حج مبرور وذنب مغفور.. ولا يقترب من بيته مهنيء إلا من كان علي صلة وثيقة جدا به. وهكذا تمضي الأيام تغيرت الأوضاع بين عشية وضحاها وأصبح ما يثير النفس بالأمس لا يشجيها اليوم ولا يطربها بل عكف الناس أمام التليفزيون والراديو يستمعون أخبار الحجيج والأصوات تعلو بالتكبير والتهليل سواء في عرفة أو من مني أو المزدلفة أو غيرها من الأماكن. وتدور الأيام.. لكن ما أجمل الذي كان يحدث بالأمس؟! وما أبعد الذي يحدث اليوم؟! أمس تآلف وتواد ورحمة وتهاني ووداع. أما اليوم فلا استقبال ولا وداع وكأن الذاهب للحج لا يعني إلا نفسه!! وقد يزوره من اقترب منه فيعطيه شربة ماء من زمزم وفقط. لكن لايزال الاستقبال والوداع له طعم في عدد من الدول مثل ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة واستراليا والأمريكتين وأوروبا ومازال الوضع فيه شيء من الجمال والرخاء والتهاني والتبريكات فهل يمكن لهذه الأيام الجميلة أن تعود لمصرنا الحبيبة؟! تغير الأحوال يلتقط خيط الحديث فضيلة الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل أول وزارة الأوقاف سابقا فيقول: المسلمون في حياتهم يحافظون علي مشاعر دينهم وأهمها ما فرضه الله علينا ومنها الحج. وكان في الماضي له مراسم ومظاهر اختلفت عنها في هذه الأيام ففي الماضي كان الحاج قبل خروجه من البيت للتوجه إلي الأراضي المقدسة يمكث في بيته ثلاثة أيام لا يخرج إلا للصلاة. بغرض استقبال المهنئين فكان الناس يهنئونه ويطلبون منه الدعاء هناك وهذا من السنة النبوية فالرسول عليه الصلاة والسلام قال لأحد أصحابه وهو متوجه لأداء الحج: "لا تنسانا من دعائك يا أخي" وعن بن الخطاب رضي الله عنه ثبت عنه كان إذا التقي أحد الأشخاص المسافرين لأداء الحج أو العمرة يقول له: لا تنسانا من دعائك. كذلك كان يذهب إلي بعض بيوت الذين سيذهبون لأداء الحج أو العمرة يذكرهم بالدعاء له ولمن أحب. هذا المظهر الجميل كان فيه تآلف وترابط ومحبة وإخاء يتجلي هذا في هذه المشاعر الطيبة. الذين جاءوا من كل فج عميق من القرية أو المدينة يصافحون المسافر ويسألونه الدعاء في الأراضي المقدسة. عودة الحاج يضيف الشيخ الرفاعي: أما في العودة فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول فيما رواه البيهقي: "إذا قضي أحدكم حجه فليتعجل إلي أهل فإنه أعظم لأجره" وكان دائما وهو خارج من مكة يردد: اللهم لا تجعل هذا آخر عهدي ببيتك الحرام. واكتب لي العودة بعد العودة والمجيء بعد المجيء. اللهم ودادا لا وداعا. فإذا ما وصل الحاج إلي بيته كان الناس يذهبون إليه أفواجا يهنئونه ويحتضنونه ويقبلونه لأنه عاد كيوم ولدته أمه فهو طاهر ودعاؤه مقبول لأن آثار السفر عليه لأنه آت من أفضل الأماكن والمزارات الطيبة المباركة. والناس يحتضنونه ويقبلونه ويسألونه الدعاء لأن دعاءه مقبول ففي حديث لرسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له" أخرجه أحمد والحاكم. كما أن من السنة أن يقيم أهل الحاج مأدبة يوجهون الدعوة إلي الزائرين له ليأكلوا منها وهو طعام مبارك. ولقد نبه رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي إطعام الطعام. فقد سأله رجل فقال: أي الإسلام خير؟ فأجابه: "أطعم الطعام" واقرأ السلام علي من عرفت ومن لم تعرف" متفق عليه. والوليمة معروف أنها تقام في المناسبات الطيبة وليست هناك مناسبة أعظم من عودة الحاج سالما وهو يشعر بالرضا عن الله الذي وفقه لأداء هذه المهمة وقام بأداء الحج وهذه الوليمة اقتداء برسول الله فإنه لما قدم المدينة بعد حجة الوداع نحر جزورا أو بقرة" رواه البخاري. ومما لا شك فيه أن الصحابة قدموا وأكلوا وطعموا وشربوا فرحة بقدوم النبي عليه الصلاة والسلام وبأداء الحج . تزيين البيوت يستطرد الرفاعي قائلا: إذا كان المصريون في الماضي يقومون بعمل ترميم للبيت ودهانه ورسم بعض المناظر الجميلة علي واجهة البيت والتي تذكر الإنسان بالحج كالجمل والسفينة ويكتبون بعض الآيات القرآنية المتصلة بالحج إظهارا للفرحة بالحج وإعلانا عن البهجة والسرور. بل كان بعض أهالي الحي يقومون بكنس الشوارع المحيطة ويرشونها بالماء ويفرشونها بالرمال ويعلقون الزينات ويرفعون الرايات فرحة بالقادم المغفور له لأننا ندرك معني حديث رسول الله "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" متفق عليه. وهذه الفرحة اختفت الآن من دنيانا ونتساءل: ما السبب؟ جلسنا مع المحللين النفسيين واتفقوا علي عدة آراء الأول: ضعف الإيمان الذي جعل المسلمين يتفرقون وكل واحد يعيش في واد وحده حتي أهل البيت الواحد يعيشون في جزر متقطعة فهذا يجلس أمام النت والآخر أمام الفيس بوك وذاك أمام التليفزيون هذه مشغولة بالمحمول!! كل واحد يقول: نفسي. نفسي. الثاني: انشغال الناس بجمع المال والجري وراء المصالح الشخصية ولا يعنيهم أمر أحد من الناس ونسوا في غمار ذلك ما وجهنا إليه رسول الله: "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه". الثالث: قلة المدة التي يغيبها الحاج. كان في الماضي الحج ستة أشهر علي الأقل أما اليوم فقد يخرج بعض الناس لأداء الحج ولا يغيبون أكثر من أربعة أيام وأطلقوا عليه "الحج السريع" فيعود الحاج ولم يشعر بالروحانيات ولم ير المعاني حول البيت الحرام ولا علي عرفات الله ولا في الروضة. ولذلك عاد وهو قاتم النفس وحده ويخرج وحده ويتكتم الخبر فلا يشعر به أحد. ومن هنا اختفت المظاهر التي كانت تحقق التآلف والتضامن والترابط والمودة وعاش الناس وكأنهم أصحاب كهف في عميق ثبات. زفاف الحاج يشير فضيلة الشيخ صلاح نصار -خطيب الجامع الأزهر ورئيس اتحاد الأئمة- إلي أن هذا تقليد اجتماعي. جري عليه العرف. وكان الحاج عندما يذهب لأداء الفريضة ليست بالصورة الميسرة مع كثرة عدد الحجاج فكان الحاج يتم زفافه لذهابه إلي مكان وشيء عظيم ثم إن الناس الذين كانوا يفعلون ذلك بصورة بعيدة عن ضجيج المجتمع ولم ينشغلوا بما ينشغل به المعاصرون من مشاغل الحياة الكثيرة. والناس سابقا لم يكونوا مشغولين ولا مضغوطين كانوا يفرحون بأداء الفرائض ويسعدوا بخبر الحاج والحجاج. وفي القري والريف تكثر الزينات ويرسموا علي بيت الحاج الجمل والسفينة ثم الطائرة تعبيرا عن الفرحة التي تعم القلوب وهذا قل كثير بسبب صعوبات الحياة ولم تعد بشكلها السلس وهذه فرحة للحاج الذي رجع كيوم ولدته أمه. والحالة النفسية والروح العالية لهؤلاء الناس الذين عادوا طاهرين مطهرين. يضيف الشيخ نصار: وبسبب عودة الحاج طاهرا مطهرا من الذنوب فدعاؤه مستجاب عند الله عز وجل وهذه من الحالات التي يستجاب فيها الدعاء. الطهر والنقاء. لذا وصي الحجاج بالسلام علي سيدنا رسول الله وكثير من الآثار التي تؤكد قبول دعاء الحاج. ومأخوذ من الحديث الشريف: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" والآخر "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" ومن هنا جاء الدعاء المأثور للحاج بالقبول وللناس بالتوفيق والصلاح فنقول: حج مبرور وذنب مغفور. ونحن في هذه الأيام نوصي الحجيج بالدعاء لمصر بالأمن والأمان والسلامة والإسلام وأن يردها الله إلي حظيرته سبحانه وتعالي أن يؤمنها من كل شر وسوء. "تسونامي" الاجتماعيات! من جانبه يؤكد د.الوليد العادل استشاري العلاقات الاجتماعية أن عدد الثوابت في حياتنا أصبح أقل بكثير من عدد المتغيرات حتي المطلق طالته يد النسبية وهنا مد جارف "تسونامي" من إعلاء المادة كوسيلة لفرز وتقييم الأشياء والأشخاص والمواقف وفقا لمقدارها ومقدرتها ونتائجها وفائدتها المادية البحتة والآنية دونما اعتبار للمعني أو القيمة الإنسانية أو الأخلاقية أو الوجدانية. وهناك أيضا اختزال فادح ومعيب للعلاقات الإنسانية ووسائل التواصل والتعبير النابعة من هذه العلاقات والرافدة لها في ذات الوقت فالزيارة الشخصية اختزلت إلي مكالمة تليفونية وهذه اختصرت إلي رسالة نصية "إس.إم.إس" وحتي هذه قد يستعاض عنها بمجرد.. "رنة" وهناك حالة سائدة بصورة زائدة من اختلاف بل واختلال الأولويات ف"الآنا" تفاقمت وتورمت خصما من "الآخر" أيا كانت قيمته.. فالمهم فائدته مما يستتبع الإغراق والاستغراق في الذات بقدر من قصر النظر يصل إلي حد العمي عن صلة الآنا بالآخر. كل ما سبق أفرز نمطا شائها وشائعا من سلوكيات يتعجل الفائدة المباشرة للعلاقات دون النظر إلي القيمة المعنوية لها أو حتي الفائدة الآجلة غير العاجلة وهذا بدوره أدي إلي عزلة طوعية للفرد داخل ذاته لا يخرج منها ولا يطل علي ما حوله أو منحوله إلا لحاجة وضرورة مرتبطة بهذه الذات وتلك اللحظة وفقا لمؤثرات خارجية أو دوافع داخلية مرتبطة بدورها بعوامل ظرفية لحظية. أما الأسي والأسف علي ما جري لنا وما يجري ويتسرب من بين أيدينا فهو لجيلي ومن سبقه من أجيال تكونت بنيتها الأساسية النفسية والروحية والوجدانية والاجتماعية والأخلاقية علي المشاركة والاقتسام بدءا من القرش واللقمة والحدث والقصة والضحكة والغصة. يضيف د.الوليد: عاصرت قرانا في الصعيد وفي الشمال تتحول بكاملها بكل ما فيها ومن فيها إلي عرس كبيرا أو مأتم كبير لمجرد أن أحدهم سيزف إلي عروسه أو إلي القبر.. الكل يشارك بشعور حقيقي وبتقديم الطعام والتطوع لأداء كل ما بالوسع للتخفيف عن أصحاب المناسبة السعيدة أو الحزينة وكانت تجليات تلك المشاعر تبدو بكامل بهائها وروائها في مواسم الحج.. فالقرية تخرج عن بكرة أبيها لتهنيء الحجيج ويقومون بتوصيله أما بالدواب أو السيارات أو القطارات وفق ما هو متاح إلي ميناء السفر مزودين الحاج بالزاد والنصائح والدعوات أما عند عودة الحجيج فإنك تري الزينة والأضواء والرايات والمدائح والأناشيد والمآدب ولا ننسي إعادة طلاء بيت الحاج ورسم تلك الأشكال الساذجة الجميلة من رجال وجمال والكعبة المشرفة وآيات مباركات من القرآن تتعلق بفريضة الحج مقرونة بعبارات التهنئة والتبريك. ويبقي السؤال المقلق والمؤرق: أي الزمانين أحلي.. وأي العلاقات أغلي.. وأي المشاعر أعلي؟! إن كان العناق ودموع اللقاء والفراق تستوي مع رنة باردة أو نغمة شاردة علي "الموبايل" فتلك قصة أخري!