العمل الجاد والإرادة القوية التي لا تعرف التقاعس أو التكاسل بأي شكل من الأشكال هي الطريق الأمثل للرقي والتقدم والسعي نحو النهضة وبناء حضارة تعتمد علي قواعد صلبة وضوابط تحدد المهام لكل إنسان في أي جهة أو مصلحة حكومية أو قطاع عام أو خاص. كما تتضمن تلك الضوابط تكليف رؤساء وقيادات لديهم العزيمة والنوايا الخالصة لإدارة هذه الجهات والإدارات بصورة لا تعرف العوائق وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب علي جميع العاملين بلا استثناءات والضرب بيد من حديد لنسف الروتين وتشغيل جميع العاملين كل في مجال اختصاص بلا تهاون أو مجاملة والتحرر من كل المعوقات التي تعطل مسيرة العمل واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن تيسير العمل ومنح المجتهدين مكافآت. في نفس الوقت يجب إلزام هؤلاء الرؤساء بوضع خارطة طريق تتضمن ضوابط صارمة لتقييم الأداء بصفة مستمرة علي فترات متقاربة وإجراء مواجهة صريحة وشفافة مع العاملين ومراعاة ظرف كل موظف أو عامل. ومتابعة الانجازات أو الأهداف التي يساهم كل موظف في تحقيقها.. إن الترهل الذي أصاب الأجهزة الإدارية بمختلف المصالح والمؤسسات والجهات الحكومية بالإضافة إلي الفساد الذي تغلغل في كل الإدارات ولابد من الضرب بيد من حديد علي كل الفاسدين وتحديد أوجه التلاعب التي يلجأ إليها هؤلاء والسعي بكل جهد لسد الثغرات التي يستغلها أصحاب النفوس الضعيفة في تحقيق أغراضهم الخبيثة. ولابد من اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية التي تمنح المسئولين سلطة اتخاذ القرار المناسب مع أي متقاعس أو مهمل. ومالم نتحرك بهمة ونشاط فإن الأمور سوف تتطور للأسوأ وستظل الصورة كما هي بلا تغيير. فلابد من مبادرة تحدد القواعد التي تعيد الحياة للأجهزة الإدارية. إن محاربة الفساد هي أول خطوة نحو الإصلاح في كل شئون حياتنا خاصة الأجهزة الإدارية التي تتولي تنفيذ المهام في كل القطاعات. إن تحقيق نقلة حضارية في مسيرتنا لن يأت من فراغ وإنما بجهد وعمل دءوب لا يعرف التهاون بأي شكل من الأشكال. تصوروا.. إن لدينا نحو 7 ملايين موظف بالجهاز الإداري للدولة لكن الترهل والفساد استشري بصورة تؤكد ضرورة المواجهة بحسم وحزم حتي نري تنفيذا علي أرض الواقع.. ولعل أبلغ الصورة السيئة تبدو في أجهزة المحليات ورؤساء المدن والاحياء تحركاتهم بطيئه ويكفي ان نلقي نظرة علي الشوارع لكي نري مدي التدهور والإهمال الذي أصاب كل ركن في شوارعنا. المخلفات والقمامة والعشوائيات لا تخفي علي أحد. حقيقة أشار إليها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي حين قال: إن العمل يمكن أن يمضي بصورة أفضل بربع هذا العدد. يا سادة ليتنا جميعا نستوعب الدروس والنتائج في حفر قناة السويس الجديدة. حقيقة إذا استطعنا استيعاب هذه الدروس فإن الأمل سوف يشرق ونري عملا لبناء مصر الحديثة.. محاسبة النفس والمواجهة الصريحة لكل أنواع الخلل هي أول خطوة نحو الإصلاح.. دعونا نتأمل وننتظر لعلنا نري عملا وإنجازا قريباً.