في كل شارع بمصر أصبحنا نري سيدة ترتدي جلبابا أسود.. منتقبة أو غير منتقبة.. وبجوارها أو علي رجلها طفل أو طفلة وتستجدي الناس والكل علي نغمة واحدة : ساعد الأيتام يا بيه..!! هذا المشهد المقزز في حد ذاته جريمة والمؤكد وراءه كارثة : * جريمة ثلاثية الأبعاد في حق البلد والحكومة والمجتمع.. إذ كيف نترك متسولين يتصدرون المشهد في الشارع ويتم نقله علي شاشات العالم؟؟.. فضيحة وأين الوزارات والأجهزة المعنية من شئون اجتماعية وداخلية ومنظمات حقوقية لا هم لها سوي تقطيع فروة البلد والدفاع عن حقوق الارهابيين والخارجين علي القانون؟؟.. مصيبة وماذنبي وذنبك أن نري مشهدا كهذا؟؟.. اغتيال معنوي. * وكارثة.. لأن هذا الطفل والطفلة ليسا ابني تلك السيدة وغالباً مخطوفان من محافظة أخري.. ولعلنا تابعنا جميعاً أول أمس علي مواقع التواصل الاجتماعي صورة تلك المرأة التي تجلس علي الرصيف أمام أحد محلات الوجبات السريعة وبجوارها طفل لا يشبهها في أي شيء ويرتدي ملابس جيدة لا تنم عن فقر أبداً وتابعنا أيضاً صورة هذه السيدة السمراء أوي والتي تم ضبطها في شبرا الخيمة ومعها طفل أشقر وشعره أصفر وهي "تشحت" به وتابعنا كذلك واقعة الرجل الذي حاول خطف طفل أمام أمه في "كايروفيستفال" وهي تدفع الحساب ولولا صراخها لتمت الجريمة.. الكارثة هنا ليست في التسول فقط بل في أسرة طفل مخطوف تموت كل يوم وهو بعيد عنها "86 ألفا و400 مرة" عدد ثواني اليوم الواحد.. ما هذا الجبروت وانعدام الإنسانية والضمير والدين الذي يتسم به هؤلاء الخاطفون المجرمون..؟؟!!! هذه الكارثة تنجب كارثة أبشع منها وهي ان كثيرا من هؤلاء الخاطفين يخدرون الأطفال خاصة الرضع منهم فتراهم نائمين بصفة دائمة علي أرجل الخاطفات بلا أكل أو شرب مما يعرضهم للموت.. والبعض منهن تبعن الأطفال لعصابات "نقل الأعضاء" التي انتشرت.. ولعلنا تابعنا علي المواقع قصة الفتاة التي استنجدت بها سيدة عجوز آخر شياكة لتوصيلها إلي ابنها الذي تعرض لحادث وبمجرد أن استقلت السيارة خدرت الفتاة وخطفتها ونقلتها إلي فيلا بالتجمع الخامس وتبين انها كانت ضمن 19 فتاة أخري تم اختفاء 16 منهن بعد نقل أعضائهن..!!! بصراحة.. أنا لا أعرف مدي صحة أو عدم صحة هذه الواقعة لأني لا أثق في غالبية ما تطرحه مواقع التواصل الاجتماعي.. لكنها في كل الأحوال "رواية" يمكن حدوثها باستغلال شهامة الناس ونحذر أولادنا وبناتنا من أن يسمحوا لأي غريب بركوب سياراتهم تحت أي ذريعة إنسانية فقد ماتت ضمائر الكثيرين وأخذ الدين إجازة مفتوحة من قلوبهم. المفروض ألا يترك هؤلاء المجرمون.. بأن تؤدي الجهات المسئولة دورها الرسمي والإنساني تجاه المتسولين إما بتوفير أعمال لهم أو صرف معاشات ضمان اجتماعي.. والقبض فوراً علي كل من يتسول ومعه طفل حتي يثبت درجة قرابته منه ثم محاسبته.. وساعتها من المؤكد ان أطفالاً كثيرين مختفين سيعودون إلي أسرهم. والله الموفق