مركز الأورام بجامعة المنصورة هو ثاني أكبر مراكز الأورام علي مستوي القطر المصري. حيث يخدم نحو 40% من مرضي الأورام علي مستوي الجمهورية من محافظاتالدقهلية والغربية والشرقية ودمياط وبورسعيد والغربية والبالغ عددهم 95 ألف حالة سنوياً للعلاج وإجراء العمليات الجراحية لما لديه من تطبيق المعايير الطبية الخاصة لتلبية الاحتياجات والمتطلبات بالمواصفات العالمية. حصل المركز علي شهادتي الجودة والايزو وعلي الرغم من ذلك فإن هناك هوة واضحة بين معدل الاعتمادات المالية وحجم النفقات السنوية تحد من سقف تطلعات وطموحات إدارة المركز ومما يضاعف من حجم المشكلة ان التأمين الصحي بالدقهلية بصفة خاصة يرفض الموافقة علي اعتماد بعض الأدوية لتلاميذ المدارس حتي أصبح هناك فروق في أسعار هذه الأدوية تقدر بنحو عشرة ملايين جنيه يرفض دفعها هذا إلي جانب مرضي العلاج علي نفقة الدولة.. في بعض الأحيان لا يتم تحويل نفقات علاجهم إلي ميزانية المركز الأمر الذي يؤدي إلي حدوث خلل في الميزانية. ويؤثر بشكل مباشر في عدم الانطلاق لتقديم خدمات طبية أشمل. نور أيمن 8 سنوات مصابة بسرطان بالدم تطالب والدتها بضرورة وجود أحد الأساتذة علي الأقل مرتين أو ثلاث مرات بعنابر المرضي لكونهم أكثر خبرة ودراية من النواب وتشير إلي أن التأمين الصحي رفض صرف حقنة "الأسبراجنيز" بحجة عدم توافرها حالياً وابنتي محتاجة إلي 6 حقن قيمة الواحدة "795" جنيهاً فمن أين أدبر تكاليف علاج ابنتي الذي لا بديل لعلاجها سوي تعاطي هذه الحقنة.. محمد ناصر 5 سنوات مصاب بورم بالغدد الليمفاوية والده فلاح وأحواله المادية لا تسمح بدفع خمسين جنيها في كل مرة يذهب فيها إلي التأمين لصرف نوع من العلاج ورفضهم صرف النوع الآخر. منة الله علي عسران 8 سنوات مصابة بسرطان في الدم وأصيبت بجلطة نتيجة تركيب جهاز بشكل خاطئ وحالتها تسوء يوماً بعد يوم والدتها تشكو من عدم توفير التأمين الصحي لها "الألبومين" والمضادات الحيوية. ** الدكتور أحمد ستيت أستاذ جراحة الأورام مدير مركز الأورام بجامعة المنصورة أشار إلي أن هذا المركز قد أقيم علي مساحة 2500 متر مربع ويتكون من "11" طابقاً بسعة "500" سرير وافتتح في عام 2004 وهو الآن يقدم خدماته لمرضي محافظات الدلتا من مختلف الأعمار حيث تشير الإحصائيات إلي تزايد أعداد المرضي بشكل ملحوظ فعلي سبيل المثال استقبلنا العام الماضي 95 ألف مريض بالعيادة الخارجية تم دخول 43 ألف حالة منهم وتم إجراء عمليات جراحية لحوالي 4 آلاف حالة.. وأضاف: ان المركز يضم نخبة متميزة من الأساتذة الطموحين بلا حدود لتقديم خدمة متجددة ومتميزة إلا أن نفقات المركز بصفة عامة هي العائق فعلي سبيل المثال تبلغ ميزانية العام الحالي 24 مليون جنيه منها 10 ملايين للأدوية ونحن نحتاج فعلياً إلي 70 مليون جنيه هذا العام وبالتالي لا يكون لدينا بديل سوي الاعتماد علي قرارات العلاج علي نفقة الدولة من ناحية والتأمين الصحي من ناحية أخري ونظراً لأن المرضي لا يحتملون التأجيل في العلاج أو الجراحة فإننا من باب الإنسانية نقدم لهم الخدمة الطبية وحينما نطالب نفقة الدولة بتسديد القيمة ترفض أحيانا التسديد وأحياناً أخري لا توافق علي استكمال العلاج. ونظراً لأن أهم نوعين للسرطان بمنطقة الدلتا هما سرطان الكبد والثدي فإن لدينا معامل متقدمة لدلالات الأورام والفحص بالموجات الصوتية للمصابين بتليف الكبد. أما بالنسبة لسرطان الثدي فقد أقمنا مشروعاً خلال العامين الماضيين للكشف المبكر عن سرطان الثدي بالدقهلية تم خلاله فحص "13" سيدة كما تم علاج 7 آلاف طفل من سرطانات الأطفال والدم والغدد الليمفاوية وسيتم تشغيل وحدة الكشف من خلال مناظير الجهاز الهضمي والمثانة والقصبة الهوائية والرئتين إلي جانب جهاز مامو جرام لأشعة الثدي. د. وليد النحاس نائب مدير المركز يشير إلي أن مشكلتنا مع التأمين الصحي تتلخص في عدم الموافقة علي صرف معظم الأدوية الخاصة بالأطفال وفي نفس الوقت فإنهم لا يرسلون إلينا مكاتبة لتوضيح أسباب الرفض حتي لا يتحملون المسئولية ادعاء بأنه لم تصلهم مخاطبات هذا الأمر في فرع التأمين بالدقهلية نظراً لأن جميع فروع التأمين بمختلف المحافظات. تستجيب بسرعة الموافقة. ومن ثم فقد وصلت مديونيات المركز لشركات الأدوية الخاصة بالتأمين الصحي حوالي عشرة ملايين جنيه والحل من وجهة نظري يتمثل في ضرورة تواجد مندوب من التأمين الصحي داخل المركز لسرعة الموافقة علي متطلبات المرضي وخاصة الأطفال.. الدكتور مرهف الموجي مدير عام التأمين الصحي بالدقهلية أشار إلي أن التأمين الصحي ليست له ميزانية ومصدر إيراداته الوحيد هو قيمة اشتراكات المنتفعين والتي تنظمها اللائحة الموضوعة في عام 1964 وتقضي بتحصيل 2 4% سنويا من قيمة راتب الموظف و8 جنيهات للطفل قبل سن المدرسة و4 جنيهات سنوياً من تلاميذ المدارس وفي الوقت الذي يوجد لدينا مليونا تلميذ وتلميذة فلا نصل لأكثر من نسبة 20% فقط من الاشتراكات المطلوبة وفي نفس الوقت فإننا ندفع "90" ألف جنيه في عملية زرع القوقعة للتلميذ وعشرة آلاف جنيه في عملية تصلب الأعصاب وثلث تكاليف عملية زراعة الكبد للطفل.