تبدلت أحوال المزارعين كما تتبدل وتتغير فصول السنة كانوا في الماضي ينتظرون محصول القطن ليتزوج الشباب والفتيات من ريعه وتشييد الدور والبيوت وتتحلي الأسر بالملابس الجديدة والذهب ثم مضي القطن إلي حال سبيله فالتفت المزارعون إلي زراعات أخري كان من بينها الرمان وهذه الزراعات عوضت المزارعين ما فقدوه بغياب محصول القطن إلا أنه لم يدم شيء علي حاله فأصيبت زراعات الرمان بمرض خبيث أشبه بالسرطان لا يصيب الشجرة من جذورها بل يبدأ بإتلاف الشجرة من أعلاها إلي أسفلها. بعض المزارعين قالوا عنه الوباء ومن قال عنه الماحق وقليل منهم من يسمونه مرض الأوموتودا وهم لا يدرون هل هذه هي التسمية الصحيحة نقلوها عن أحد مهندسي الزراعة أم اسم شاع بينهم ولا يعرفون مصدره. استغاث بنا المزارعون لنري عن قرب ماذا حدث لزراعاتهم مصدر رزقهم الوحيد في البداية يقول سيد حسانين محمد أزرع حوالي 5 أفدنة رمان في جزيرة مجريس وهي منطقة مشهورة بزراعات الرمان من أجود الأنواع وظلت تصدر لجميع دول العالم وفوجئت منذ ثلاثة أعوام تقريباً بموت بعض الأشجار بعد ذبولها ثم نقوم باقتلاعها وغرس شجرة أخري مكانها رغم أننا نقوم باستعمال جميع المواد ورش هذه الأشجار للحفاظ عليها ولم نعرف السبب حتي الآن. يضيف حسن جمال عبدالله من جزيرة مجريس قائلاً أمتلك وأولادي 7 أفدنة مزروعة بثمار الرمان ونتعايش منها منذ حوالي 20 عاماً وفوجئت العام الماضي بإصابة أشجار الرمان ونتعايش منها منذ حوالي 20 عاماً وفوجئت العام الماضي بإصابة أشجار الرمان بمرض غريب حيث تصاب أوراق الشجر من أعلاها وتنزل الإصابة تدريجياً إلي الأسفل بموت الأوراق والفروع حتي جزع الشجرة الرئيسي وتنتهي بجذورها ثم نقوم باقتلاعها وحرقا واضطررت لإزالة فدان بالكامل وهو ما عرضني لخسارة كبيرة. يشير حمدي محمد حسن من جزيرة مجريس إلي أنه يمتلك قطعة أرض مساحتها 5 أفدنة في المنطقة المحصورة بين جزيرة مجريس ومركز البداري كنا نزرعها في الماضي بالمحاصيل التقليدية حتي استبدلتها بزراعات أشجار الرمان أسوة بجيراني المزارعين في المنطقة وهي من المحاصيل التي توفر دخلاً جيداً للمزارعين وخاصة الأصناف الجيدة منها التي تصلح للتصدير إلا أننا فوجئنا منذ 3 أعوام تقريباً بمرض يشبه السرطان يلتهم الشجرة من أعلاها إلي أسفلها ولم نعرف له علاجاً حتي الآن. ويتساءل سامي محمد عبدالرحيم من عزبة عطية مكي بمركز البداري عن دور مسئولي الزراعة في الأزمة التي نواجهها خاصة أن محصول الرمان الذي نعتمد عليه في حياتنا وأن ما يحدث له الآن يمثل خسارة فادحة للمزارعين ولأن خبرتنا بهذا المرض محدودة فلم نستطع إيجاد علاج له وهذا ما أكده صافي محمد عبدالحليم يمتلك 5 أفدنة وعاطف عبدالحميد حسن يمتلك قطعة أرض مساحة فدانين مزروعة بالرمان في ذات المنطقة أن العلاج لهذا المرض بات مستحيلاً في ظل عدم معرفة أسبابه. يعبر محمد سيد الرياني من صدفا عن أحزانه للحالة التي وصلت إليها زراعات الرمان بعد الإصابات الكبيرة والأمراض المتتالية التي تصيبها ولم تكن موجودة في الماضي ولولا الجهود الجبارة التي يقوم بها المزارعون لرش المبيدات وأنواع من الأسمدة الورقية بشكل دوري ومستمر تصل إلي 30 رشة في العام لكانت هذه الزراعات متهالكة وانتهت من الوجود وهو ما جاء علي لسان مؤمن عنتر عبدالله الرياني أن تواجد المزارع بشكل يومي ومستمر وسط زراعات الرمان جعله راصداً لأي تغيرات تطرأ علي الأشجار وهو ما يتبعه عمليات الرش العادية لإزالة المن أو المساعدة في التزهير أو السماد الورقي وغيرها من المواد التي تساعد في الإنتاج إلا أننا وقفنا عاجزين أمام مرض الأوموتودا الذي يقضي علي الشجرة في أيام معدودة ولم نعرف له علاجاً بعد. يقول الحاج حامد حسين عبداللاه أمتلك 15 فداناً بمجريس وأرض الجزاير والبداري وكلها مزروعة بالرمان وكانت تمثل لي المحصول الأول دوناً عن الفواكه الأخري لما له من مميزات عدة من أهمها تحمله لفترات التخزين الطويلة وهو ما يجعل المزارع مطئناً لبيع محصوله بشكل مربح بعكس الفواكه الأخري التي تتلف بسرعة فيضطر المزارع لبيعها بأي سعر خوفاً من الخسارة ولكن منذ فترة بدأت الأمراض تصيب الرمان المرض الغريب الذي يصيب شجر الرمان من قمتها إلي أسفلها فيقضي عليها تماما. يعرب شحاتة حسان محام من أبناء مركز صدفا عن أحزانه قائلاً أمتلك حوالي 10 أفدنة أنا وأشقائي مزروعة بالرمان والتي تمثل الدخل الرئيسي لحوالي 5 أسر تتعايش منها والتي ننتظر دخلها من العام إلي العام وكنا نقوم بتشييد الدور وتزويج الأولاد من ريعها إلا أنه في السنوات الأخيرة أصيبت هذه الزراعات بإصابات غريبة من أخطرها مرض الأوموتودا الذي يقضي علي الأشجار تماماً حتي يتم إزالتها بعكس الأمراض الأخري التي يمكن معالجتها. واختتم محمود شداد عبدالله التحقيق قائلاً أمتلك 4 أفدنة في أرض الجزاير أعمل فيها من الخامسة صباحاً حتي غروب الشمس واتصفحها شجرة شجرة لمعرفة أي طارئ عليها حتي أقوم بالعلاج أو الإزالة ولقد عجزنا تماماً عن مكافحة هذا المرض وان خسائرنا فادحة طوال الثلاثة أعوام الماضية.