كارثة مفجعة حلت علي عدد من المزارعين والفلاحين بمركزي طما وطهطا وهم يرون بأعينهم أراضيهم الزراعية المستصلحة والمزروعة بالعديد من المحاصيل الزراعية المتنوعة من الخضراوات وأشجار الموالح بمنطقة حاجر مشطا الصحراوية ونزلة عمارة غرب مركز طهطا وقد غرقت بمياه الصرف الصحي الناتج عن انهيار أحد جوانب حوض "الموازنة" التابع لمحطة الصرف الصحي بطما نتج عنه غرق أكثر من 300 فدان من الأراضي المزروعة ومهاجمة المياه لسور المطرانية ومدرسة ابتدائية وأخري إعدادية. كان المزارعون قد فوجئوا بتدافع وتدفق شديد لمياه الصرف داخل الأراضي الزراعية ملوثة الكثير من المحاصيل الزراعية.. وأصبح المزارعون الآن بسبب ما حدث بين أمرين إما أن ينحوا ضمائرهم جانبا ويبيعوا محاصيلهم التي غمرتها مياه الصرف للحصول علي المال ويصاب من يصاب من المواطنين وإما أن يخسروا جهدهم المادي والمعنوي طوال سنة مضت من الشقاء والتعب والأمران كلاهما مر ولن ينقذهما من ذلك سوي قرارات المسئولين بسوهاج بالتعويض المناسب. "المساء" ذهبت إلي تلك المنطقة الصحراوية بناحية حاجر مشطا بطهطا التي شهدت تلك الكارثة المفجعة والتقت عددا من المزارعين المتضررين. أوضح حكيم فوزي مزارع "أحد القاطنين بالقرية" أن انهيار حوض الصرف "الموازنة" حول المنطقة إلي أرض مليئة بالمياه التي لوثت المحاصيل الزراعية حيث تدافعت مياه الصرف إلي الأراضي واستطاعت الدخول إلي أغلب الزراعات التي توجد بنزلة عمارة والمزروعة بالعديد من المحاصيل وكان الله في عون المزارعين الذين أضيروا مما حدث. أضاف سيد فاهم صاحب مزرعة مساحتها "25 فدانا" أن ما حدث كارثة بكل المقاييس الأرض التي كانت صحراوية واستطاع المزارعون بعرقهم وجهدهم أن يستصلحوها لأن تكون أرضا زراعية ينتج محاصيل متنوعة من طماطم وخيار وكنتالوب وباذنجان وبرسيم وفلفل غرقت بمياه الصرف الصحي كما ان مسئولي الصرف والزراعة والوحدة المحلية حضروا إلي الموقع وفي انتظار تعويضنا عما حدث من خسائر جسيمة. قال محمد رضوان صاحب مزرعة مساحتها "25 فدانا" إن مئات الأفدنة الزراعية والمستصلحة التهمتها وغمرتها مياه الصرف الصحي لقد كنا نجني ثمار الكنتالوب والباذنجان والفلفل بعد التعب والشقاء الذي عانيناه علي مدار موسم كامل لكن في لحظة ضاع كل شيء جراء انفجار حوض الصرف الصحي. أشار جمال أبوحشيش إلي أنه يمتلك فدانا بجوار حوض الصرف مباشرة وهي من أكثر الأراضي التي تضررت حيث غطتها مياه الصرف وكل المحاصيل الزراعية عليها العوض خاصة أن جميع المزارعين بتلك المنطقة كانوا يأملون خيرا مع نهاية الموسم الصيفي وبداية الموسم الشتوي. أكد علي حمودة حميد "صاحب مزرعة 3 أفدنة" أن ما حدث فاجعة وخسارة كبيرة لجميع المزارعين بتلك المنطقة الكل أضير من انهيار الصرف الصحي متسائلا هل يعقل أن يتم بيع تلك المحاصيل الزراعية من خضراوات وفواكه بتلك الحالة بعد أن تلوثت بمياه الصرف!! إنها كارثة بيئية ولابد من التعويض المناسب للمضارين. أضاف عبدالرحمن المرعوش "صاحب مزرعة 28 فدانا" أن جميع المزارعين خرجوا لنجدة أراضيهم ومحاصيلهم بإقامة سدود محاولين إيقاف المياه لكن تيار الصرف كان أقوي من كل شيء وغرق كل الأراضي المزروعة بلا استثناء بل إن خراطيم المياه والمواسير الموجودة بالزراعات أغلبها انقطعت من شدة المياه. يقول أباصيري سيد فاهم يمتلك 6 أفدنة إن انهيار حوض الصرف الصحي جاء في الأيام التي تواكب بداية الإعداد للمحاصيل الشتوية الجديدة لدي المزارعين حيث فوجئوا بسيل من مياه الصرف الجارفة علي أراضيهم المزروعة بأنواع من المحاصيل الزراعية التي تتنوع ما بين الطماطم والباذنجان والخيار والبرسيم والكانتالوب مشيرا إلي أن مياه الصرف أغرقت ما يقرب من 300 فدان من الزراعات. بينما اكتفي أحد المضارين بوضع يده علي خده قائلا: "حسبنا الله ونعم الوكيل يعوض ربنا في تعبنا وشقانا. لا حول ولا قوة إلا بالله". أكد عدد من المزارعين المتضررين أن هناك خسائر كبيرة مادية حيث إن بعضهم كانوا علي وشك جني المحاصيل الصيفية ومزارعون آخرون كانوا قد بدأوا في عملية الري والزراعة للمحاصيل الشتوية بالإضافة إلي أن مياه الصرف التي تحمل البعوض وصلت إلي سور المطرانية وكذلك المدرسة الابتدائية مما يمثل خطرا علي جميع الموجودين بهما من تعرضهما للأمراض وطالب المزارعون بسرعة إنقاذ زراعاتهم وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار خاصة أن سبب ما حدث كما يقولون هو إهمال المسئولين عن الخزانين بحوض الصرف. من جانبه أكد اللواء محمود نافع رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج أنه فور العلم بحدوث انهيار جزئي بحوض الموازنة المغذي للغابة الشجرية والتابع لمحطة مياه الصرف الصحي لمركز طما انتقل مسئولو الشركة وكافة المعدات اللازمة وتمت السيطرة علي انهيار الحوض ووقف ضخ مياه الصرف للحوض لإصلاح الانهيار وتوجيه المياه المعالجة للغابة الشجرية مباشرة. أضاف أن الحادث لم ينتج عنه أية خسائر في الأرواح أو في المنازل إلا أن هناك خسائر في الأراضي الزراعية المستصلحة والمزروعة حيث غمرتها مياه الصرف الصحي. أوضح نافع أن المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة وجه بفتح تحقيق عاجل في انهيار الحوض كما كلف الوزير إحدي شركات المقاولات بالبدء في عملية إصلاحه حيث تبلغ سعته التخزينية 35 ألف متر مكعب علي أن تنتهي عملية الإصلاح خلال 7 أيام مشيرا في ذات الوقت إلي أن شركة المياه والصرف الصحي بسوهاج تسلمت هذه الأحواض من الشركة المنفذة منذ حوالي عام ومن المفترض أن تتحمل هذه الأحواض المياه لمدة 10 سنوات. من جهته قرر المحافظ اللواء محمود عتيق تشكيل لجنة من الزراعة ومجلس المدينة لحصر التلفيات بالأراضي الزراعية التي تعرضت للغرق بمياه الصرف الصحي وتعويض المتضررين أصحاب تلك الأراضي.