تجربة جديدة شهدتها شوارع القاهرةوالجيزة تستهدف مواجهة ظاهرة التحرش بالنساء التي انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية.. فقد قررت مجموعة من النساء تطبيق تجربة تاكسي للسيدات فقط واخترت له "اللون الوردي" حتي يكون مميزا عن التاكسي الأبيض والأسود.. علي أن يتم تخصيص التاكسي الوردي لتوصيل الإناث وذلك لمنع حدوث أي انتهاكات ضد المرأة. مجموعة السيدات التي نفذت هذا المشروع استفدن من التجارب التي حدثت في بعض الدول مثل تركيا والهند وفرنسا وأمريكا. التاكسي الجديد تقوم بقيادته سيدة أو فتاة تلتزم باستخدام العداد لحساب تكلفة "التوصيلة"! التجربة الجديدة أثارت جدلا بين الوسط النسائي بين مؤيد ومعارض فالمؤيدات يؤكدن أنها ستساهم في مواجهة ظاهرة التحرش وتعطي الأمان للسيدات وتوفر لهن الحماية من السائقين الرجال.. بينما تري المعارضات أن التجربة تكرس فكرة التمييز والفصل بين الرجال والنساء سواء في الجامعة أو المدرسة أو في مترو الأنفاق مؤكدات علي أنها لا تمثل حلا للقضاء علي ظاهرة التحرش. "المساء" استطلعت آراء عدد من السيدات حول هذه التجربة.. في البداية تري نهاد أبوالقمصان - رئيس المركز المصري لحقوق المرأة: أن تاكسي السيدات تجربة محكوم عليها بالفشل لأنها تسيء إلي المرأة حيث تحاول عزل النساء عن المجتمع وتأتي في إطار الحملات التي يروج لها عدد من المتطرفين بالفصل بين الرجل والمرأة سواء في المدرسة أو الجامعة أو في عربات مترو الأنفاق وقد تمتد المطالبة إلي أماكن العمل بدعوي تطبيق الشرع الإسلامي رغم أن الشرع لم يطالب أبدا بالفصل بين الرجل والمرأة وكانت المرأة تشارك في الغزوات الإسلامية. أضافت أن مثل هذه التجارب أيضا تتعارض مع الدستور الذي ينص علي المساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز بينها كما أن التجربة تتعارض مع المواثيق والاتفاقات الدولية التي وقعت عليها مصر. أكدت أبوالقمصان أن هذه التجربة تعد انتكاسة حقوقية للنساء وتعد حلقة في مسلسل إنتهاك النساء وعزلهن.. كما أنها لا تمثل حلا لمشكلة التحرش في الشوارع والمواصلات وأماكن العمل مؤكدة علي أن العقوبات السريعة والصارمة هي الكفيلة بالقضاء علي هذه الظاهرة وليس عزل النساء عن المجتمع. وتختلف معها في الرأي مديحة عبدالله - مهندسة - وتري أن التجربة فكرة جيدة لتوفير خدمة آمنة للمرأة خاصة في ظل الظروف الحالية وانتشار العنف بالشارع كما أنها توفر فرص عمل للسيدات.. وبالتالي تحد من مشكلة البطالة وتؤكد أيضا أن المرأة قادرة علي القيام بمختلف الأعمال مثلها مثل الرجل. تؤكد أنهار عبدالرحمن - موظفة - عن ترحيبها بالفكرة بشرط أن تكون إجبارية بمعني أن تجرب المرأة علي ركوب التاكسي الحريمي دون غيره لأن ذلك سيمثل مشكلة كبيرة للمرأة ولكنها تعترض علي اختيار اللون الوردي لهذا التاكسي وتري أنه لون طفولي وكان من الأفضل اختيار لون مميز آخر يعبر عن شخصية المرأة القوية. تقول وفاء عصام - عاملة بمصنع للملابس الجاهزة: رغم أنني لا أركب التاكسيات لضيق ذات اليد إلا أنني أرحب بالتجربة وخاصة مع انتشار التحرش بوسائل المواصلات والشوارع. وتري ضرورة توقيع عقوبات رادعة علي كل من يتحرش بامرأة وأن يتم نشر صور المتحرشين بالصحف والقنوات الفضائية ونشر الأحكام التي قضي عليهم بها حتي تكون رادعة لغيرهم من المتحرشين. أما سمية محمود - عضو بالمجلس القومي للمرأة: فتخشي من أن تكون تجربة تاكسي للسيدات فقط بداية لعزل المرأة عن المجتمع رغم أنها في حد ذاتها فكرة نبيلة وجديرة بالاحترام. تضيف: أخشي بعد ذلك أن يتم حرمان المرأة من ركوب المواصلات التي يستخدمها الرجال خاصة أن البعض يطالب الآن بمنع المرأة من ركوب عربات مترو الأنفاق!! أتوبيسات للسيدات فقط تطالب نجوي عمر - محاسبة بإحدي الشركات الخاصة - بتخصيص أتوبيسات للسيدات فقط بدلا من التاكسيات مشيرة إلي أن من يستخدم التاكسي هو الشخص المرتاح ماديا بينما الغالبية العظمي من الموظفات غلابة ولا يستخدمن التاكسي بل يركبن الأتوبيس فقط. وتتفق معها زينات حسن - عاملة بإحدي الجمعيات الأهلية - وتتساءل.. إلي متي يظل الفقير مهملا ومهمشا.. بينما التفكير يكون مقتصرا فقط علي حل مشاكل بنات الذوات اللاتي يستخدمن التاكسيات في تعاملاتهن. وترحب إبتهال محمود - مهندسة ديكور بمدينة 6 أكتوبر - بالفكرة وتؤكد علي ضرورة تطبيقها بسرعة وأخذ التراخيص اللازمة لها حتي تري النور مشيرة إلي أن السائق الرجل يستغل حياء المرأة وقلة حيلتها ويرفض استخدام العداد ويفرض مبالغ كبيرة عند توصيل السيدات بينما السائقة المرأة ستلتزم بالعداد لأنها تحترم القانون ولا تلجأ للبلطجة. .. لطالبات الجامعة رأي أيضا تقول علا عبدالمهيمن - طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغة الإنجليزية: إنها تقطن بالتجمع الخامس.. وأنها تضطر إلي الاستعانة بسيارة والدها في أحيان كثيرة للوصول للمحاضرات في موعدها.. ولكن تواجهها صعوبات في وقوف السيارة نتيجة للزحام الشديد.. فتري أن مثل هذه التجربة بتخصيص تاكسي للسيدات والفتيات فهو أمر جيد ولكنها تطالب بتعميم التجربة بأقصي سرعة. وتضيف سمر عبدالعزيز - طالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة: أنها تقطن بمنطقة المعادي وتقطع مسافة طويلة من منزلها حتي الجامعة وتتأخر بعض الوقت في الوصول للجامعة لمتابعة المحاضرات نتيجة الزحام الشديد في المواصلات وأيضا هذه المعاناة تتكبدها بعد انتهاء اليوم فتري أن مثل وجود تاكسي للسيدات سيوفر علينا مشقة المواصلات والشعور بالأمان مهما كانت التكلفة المالية بشرط أن يكون متاحا لكل طالبات الجامعة. وتري داليا صبحي - طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة الفرقة الرابعة - أنها تسكن بمدينة نصر والمسافة شاقة للغاية من المنزل حتي الوصول إلي الجامعة في الجيزة وأحيانا كثيرة لا تصل الجامعة في موعد المحاضرات.. وفي أحيان أخري تتأخر في نهاية اليوم الدراسي وهذا يسبب لها قلقا شديدا وخاصة في أيام الشتاء فتصبح المواصلات صعبة للغاية.. فهي ترحب بتخصيص تاكسي للسيدات والفتيات مادام هناك تعريفة محددة ورقابة صارمة من الدولة لأن مثل هذه التجربة ستذلل الكثير من المصاعب ومشقة المواصلات علي طالبات الجامعة.