حث بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، على إحلال السلام في أوكرانيا؛ وذلك في أول قداس يترأسه بمناسبة عيد الميلاد أمام الآلاف من الأشخاص في ميدان القديس بطرس في روما، اليوم الخميس. وطالب البابا ب "وقف ضجيج الأسلحة" وحث جميع الأطراف المعنية في أوكرانيا على الشجاعة للانخراط في " حوار مخلص ومباشر ومحترم" بدعم من المجتمع الدولي. وأشار البابا إلى الصراعات في العالم، حيث تحدث عن ضحايا الحرب والعنف في السودان وجنوب السودان ومالي وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، صلى البابا من أجل تحقيق "العدالة والسلام والاستقرار في لبنان وفلسطين وإسرائيل وسوريا". ودعا البابا الجميع إلى العمل من أجل إنهاء الكراهية والعنف والانقسام، وتعزيز الحوار والسلام والمصالحة. وعندما ظهر على شرفة كاتدرائية القديس بطرس عند الساعة الثانية عشرة ظهرا (11:00 بتوقيت جرينتش)، تعالت هتافات الحشود التي كانت تنتظر تحت المطر. وكان البابا حيّا الحضور في وقت سابق من على متن السيارة البابوية. وقدّرت الفاتيكان عدد الحاضرين بنحو 26 ألف شخص، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا). وكان قد أُعْلِن، أمس الأربعاء، أن ليو عبّر عن حزنه لرفض روسيا وقفا لإطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد، كما دعا إلى هدنة لمدة 24 ساعة في جميع حروب العالم. واستعاد ليو ذكرياته من زيارة حديثة إلى منطقة الشرق الأوسط، وقال إنه سمع خلالها مخاوف الناس هناك، وكان على دراية بشعورهم بالعجز في مواجهة موازين القوى التي يعانون منها، وخصّ بالذكر سكان قطاع غزة الفلسطيني الذين قال عنهم إنهم فقدوا كل شيء. وكان البابا لفت خلال عظته الصباحية إلى أن سكان غزة يضطرون إلى الاحتماء في خيام مكشوفة أمام المطر والرياح والبرد. كما تطرق البابا إلى أوضاع المهاجرين الفارين من ديارهم، سواء عبر البحر الأبيض المتوسط أو في القارتين الأمريكيتين. وفي ختام كلمته، ألقى البركة مباركته التقليدية "أوربي إت أوربي" (إلى المدينة والعالم)، متمنيا للحاضرين عيد ميلاد سعيدا بعشر لغات. وانتُخب ليو بابا في مايو، بعد وفاة سلفه البابا فرنسيس في أبريل عن عمر ناهز 88 عاما. ويُعد عيد الميلاد الحالي هو أول عيد يحتفل به نحو 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم مع بابا من الولاياتالمتحدة. وخلال قداس منتصف الليل عشية عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس المكتظة، استشهد ليو بكلمات البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي تولى المنصب بين عامي 2005 وحتى استقالته عام 2013، وكان قد وصف عيد الميلاد بأنه عيد الأمل. وكان ليو رحّب في وقت سابق بآلاف الأشخاص الذين تابعوا القداس عبر الشاشات في ساحة القديس بطرس تحت أمطار غزيرة، شاكرا إياهم على حضورهم رغم سوء الأحوال الجوية، ومباركا لهم قبل أن يعود إلى داخل الكاتدرائية لإقامة القداس.