حالة من التخبط والارتباك الشديدين تسود هذه الأيام منظومة العمل داخل اتحادات رفع الأثقال والمصارعة والجودو بسبب صراعات أعضاء مجالس إدارة الاتحادات الثلاثة الذين انشغلوا بخلافاتهم الشخصية والانقسام إلي فرق بحثاً عن مصالحهم الخاصة .. ومحاولة كل فريق لفرض سطوته علي مقدرات اللعبة وإدارتها لحسابه الخاص لتصبح المنتخبات الوطنية في الاتحادات الثلاثة الضحية التي أصيبت بالإهمال ضاعت برامج إعدادها في الوقت القاتل الذي بدأ فيه العد التنازلي لانطلاق دورة الألعاب الأوليمبية بلندن حيث لم يتبق سوي أقل من عام علي افتتاحها .. والسؤال الذي يفرض نفسه لما هذا الصراع في عمل تطوعي؟! وإذا كان أعضاء مجالس إدارة الاتحادات الثلاثة عاجزين عن إدارة شئونها فلماذا الإصرار علي البقاء خاصة وانه عمل تطوعي والصراع بينهم كانت محصلته اعتصام لاعبي منتخب المصارعة ولنا ان نتصور حجم المهزلة النفسية والفنية التي يعيشها هؤلاء اللاعبون ومثلهم ذلك لاعبو منتخب رفع الأثقال الذين لا يحصلون علي مستحقاتهم المالية ولا يوفر لهم الاتحاد الرعاية الغذائية والصحية التي تعد أحد أهم عناصر العملية الرياضية ونفس الحال ينطبق علي لاعبي الجودو والمثير للدهشة ان محاولات المجلس القومي للرياضة لتهدئة هذه الأجواء والصلح بين أعضاء مجالس إدارة هذه الاتحادات وإذا لجأ إلي حل هذه المجالس فإنهم سيلجأون للقضاء من أجل العودة رغم فشلهم الذريع في إدارة شئون هذه الاتحادات ورغم انه عمل تطوعي لكنهم لا يتورعون في فعل أي شيء مشروع أو غير مشروع للبقاء علي كراسيهم انها معادلة صعبة تجعلنا نقولها بصراحة ان العمل التطوعي في مجال الرياضة المصرية أصبح في خبر كان .. وأعتقد ان الحل لتلك المهزلة ان يتدخل المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة ومعه مدحت البلتاجي المدير التنفيذي للمجلس وطارق راشد رئيس الإدارة المركزية للأداء الرياضي بالمجلس القومي باتخاذ قرار استثنائي بضم منتخبات الاتحادات الثلاثة إلي مشروع التميز الرياضي ليكون إعدادهم تحت إشراف الدولة مباشرة لانقاذهم من أجل أوليمبياد لندن طالما ان مجالس إدارتها مشغولة بصراعاتها وبمصالحها الشخصية وعاجزة عن التفرغ للمهام القومية دفاعاً عن سمعة مصر التي تمر بمرحلة فارقة في تاريخها ولكن للأسف المتطوعين في تلك الاتحادات لا يشعرون بشيء وكأنهم في دولة ثانية أو كأن الثورة لم تعلمهم فهم مازالوا يعيشون ويفكرون بطريقة العهد البائد وبكل مفاسده وفشله رغم ان ثورة شعب مصر المجيدة قامت من أجل القضاء علي الفساد والمحسوبية والظلم ومن منطلق هذا الواقع المؤسف والمظلم الذي يعاني منه نجوم منتخباتنا الثلاثة فإنني انتظر وهم معي قراراً عاجلاً وشجاعاً من المهندس حسن صقر ورجالاته بضم اللاعبين المؤهلين منهم للمنافسة علي ميداليات أوليمبية بلندن في اللعبات الثلاث لمعسكرات مغلقة تحت إشراف المجلس القومي للرياضة وبمدربين يقوم أيضاً باختيارهم سواء كانوا أجانب أو مصريين ولنترك مجالس إداراة الاتحادات في خلافاتهم حتي تنتهي هذه الدورة علي أمل ظهور متطوعين يكون الوطن همهم الأكبر.