الإمام البوصيري هو الشيخ العالم شرف الدين أبوعبدالله الصنهاجي والذي كان أحد ابويه من بوصير بصعيد مصر والثاني من دلاص فركبت النسبة منهما فقيل الدلاصيري ثم اشتهر بالأباصيري ودلاص قرية مصرية قديمة واشتهرت بصناعة الحديد وكان يعيش فيها 300 حداد يصنعون لجم الخيل. وفي دراسة مستفيضة للدكتور محمد مصطفي البرادعي قال ان الخطط التوفيقية ذكرت ان نسب الإمام شرف الدين ينتهي إلي المغرب ومن المرجح ان احد اجداده قد وفد إلي دلاص وكانت تابعة للواسطي ثم الحقت ببني سويف أما مدينة الباصير التي ينتسب إليها شيخنا فيقال انها بلد أمه وعرفت باسم أبي صير الملق في القرن 19 لوقوعها في وسط الأراضي التي تروي بالحياض في الفيضان وهكذا فإن أبوي الإمام شرف الدين من بلدتين قريبتين من بعضهما في بني سويف وقد ولد عام 108 هجرية وتوفي عام 196 وكان اعجوبة في نظم الشعر وكتابة النثر وان لم يكن له إلا قصيدته المشهورة البردة وقصيدته الهمزية البديعة كفتاه واشتهرت البردة وتدارسها الناس والبوصيري عمل في بدء حياته في الكتابة بقلم الضرائب في بلبيس بمحافظة الشرقية وترك هذا العمل لعدم أمانة العاملين فيه ولجأ إلي التصوف وانقطع للعبادة وترك بلبيس إلي الاسكندرية حيث صحب القطب أبوالعباس المرسي رضي الله عنه وكان البوصيري وابن عطاء الله السكندري تلميذين لأبي العباس وكان شعره في مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام واخلص الحب لله ولرسوله. تقول الدكتورة سعاد ماهر انه يقال ان سبب نظمه قصيدته المشهورة بالبردة هو اصابته بالفالج الذي أعيا الأطباء ونظم البوصيري قصيدة يستشفع بها لعل الله ان يعافيه ورأي رسول الله عليه الصلاة والسلام في منامه ومسح بيده الكريمة عليه فعوفي لوقته ولما خرج من بيته لقي رجلا صالحا طلب سماع القصيدة التي لم يكن قد أخبر بها أحدا كما استدعاه الصاحب بهاء الدين وزير السلطان بيبرس وطلب ان ينشده القصيدة والتي اشتهرت باسم البردة والأولي ان يقال "البراة" لأن ناظمها بريء بها من مرض الفالج أما البردة فكانت قصيدة لكعب بن زهير وكان قد هجا النبي قبل اسلامه ولما جاء تائبا إلي مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام انشد قصيدة وعفا عنه الرسول صلي الله عليه وسلم وخلع علبه بردته الشريفة وعرفت القصيدة بالبردة وعدد أبيات بردة البوصيري أو البراة 160 بيتا وقد جمعت في فصولها بين مدح الرسول وجهاده والتوسل به عليه السلام وقد ألف كثير من الشعراء قصائد علي وزن قصيدة البوصيري منهم احمد شوقي في نهج البردة ويواجه مسجد البوصيري مسجد سيدي أبوالعباس وكان زاوية صغيرة وتوالت عليه يد الاصلاح والزيادة ليصل إلي الشكل الحالي.