كان عمرو بن العاص وأبو موسي الأشعري هما نجما شهر رمضان عام 37 هجرية.. فقد اختار الرجلان يوم 17 رمضان من هذه السنة ليجتمعا في "دومة الجندل" وهي منطقة تقع بين العراق والشام وتابعة للحجاز وذلك كمحكمين يبحثان عن حل للنزاع علي الخلافة بين معاوية بن أبي سفيان.. وعلي بن أبي طالب الذي يعتبر نفسه أحق بالخلافة فهو زوج بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام وربيبه الذي تعهده بالرعاية منذ صباه المبكر الذي افتداه ليلة الهجرة. وهو فارس المسلمين الذي حقق النصر في أكثر من غزوة.. وكما جاء في الموسوعة التاريخية أن علياً استطاع الحصول علي بيعة بعض المسلمين وليس كلهم وبمجرد تسلمه الخلافة حتي بادر بعزل كل الولاة الذين عينهم عثمان بمن فيهم عمرو بن العاص نفسه عن ولاية مصر بينما رفض معاوية بن أبي سفيان قرار علي وأعلن توليه حق المطالبة بدم عثمان وكان معاوية قد استقر علي إمارة الشام أيام عمر بن الخطاب وطوال حكم عثمان ولم يعد أهل الشام يعرفون حاكماً وقائداً غيره وكان ذلك بداية الصراع والتصدع بين صفوف المسلمين. وبدأ الصراع بين قاعدة علي بن أبي طالب في العراق وبين قاعدة معاوية بن أبي سفيان في الشام واندلع قتال لم يحقق أي نتائج.. وانتهي الأمر بأن يقرر الاحتكام إلي كتاب الله.. لحقن دماء المسلمين.. وتمت الموافقة علي أن يتولي أبو موسي الأشعري التحكيم نيابة عن علي بن أبي طالب بينما يتولي عمرو بن العاص التحكيم نيابة عن معاوية بن أبي سفيان.. وفي "دومة الجندل" اجتمع الاثنان واتفقا فيما بينهما علي خلع الاثنين وترك الأمر للمسلمين ليختاروا من يريدون.. وأمام الناس قَدّم عمرو بن العاص.. أبو موسي الأشعري واصفاً إياه بأنه الأكبر سناً ومقاماً وحكمة ولهذا فإنه سيتحدث أولاً: وهنا وقف الشيخ الوقور وأعلن الاتفاق علي خلع علي بن ابي طالب كما يتم خلع معاوية وأضاف: واترك الحديث لعمرو ليعلن القرار أيضاً وهنا أسرع عمرو قائلاً وأنا أثبت معاوية علي الخلافة واخلع علياً.. وثار عليه أبو موسي وافهمه بأنه خدعة ولم ينفع بن أبي طالب بعد ذلك أي محاولة لرفض نتيجة التحكيم واستشرت فتنة الخوارج بحيث اضطر لمحاربتهم قبل أن يمضي لحرب معاوية وبعد ثلاث سنوات وفي ليلة الأحد 19 رمضان 40 هجرية قتل علي..