قضية اليوم من الجرائم التي يكتنفها الغموض وتتسم بالإثارة.. المجني عليها فيها "عجوز" تعيش بمفردها في مسكن بإحدي قري مدينة "كلابشة" بالنوبة وتعمل سكرتيرة بمدرسة ابتدائية بينما زوجها يعمل بإحدي الدول العربية. عثر علي جثة سكرتيرة المدرسة مسجاة علي ظهرها داخل صالة مسكنها مرتدية كامل ملابسها ومصابة بعدة طعنات بأنحاء متفرقة من الجسد. وتبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة مما يرجح أن الجريمة جاءت بدافع السرقة. حيث استغل الجاني وجودها بمفردها نظراً لسفر زوجها فتسلل إلي مسكنها لسرقة تحويشة غربة زوجها. وعندما اكتشفت أمره تخلص منها بعدة طعنات غادرة أودت بحياتها في الحال. فتركها غارقة في بركة من الدماء وراح يبحث عن المال والذهب ثم فر هارباً بجريمته وغنيمته. بدأت فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ إلي مدير مباحث أسوان باكتشاف مقتل "العجوز" هناء "53 سنة" داخل مسكنها بقرية قرشة بمدينة كلابشة فأسرع رئيس مباحث مركز شرطة نصر النوبة إلي مسرح الجريمة. حيث عثر علي جثة سكرتيرة المدرسة مسجاة علي ظهرها بمدخل صالة مسكنها بالطابق الأول مرتدية كامل ملابسها. أشارت المعاينة الظاهرية إلي وجود عدة طعنات بآلة حادة بأنحاء متفرقة بالجسد. كما تبين وجود بعثرة ببعض محتويات مسكنها. وبسؤال الجيران لم يدل أي منهم بمشاهدات عن الحادث أو ملابسات حدوثه. فتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة. انتقلت النيابة إلي مكان الحادث وأجرت معاينتها وقامت بمناظرة الجثة. وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها وبيان ما بها من اصابات والأداة المستخدمة في احداثها. وإن كانت هناك اصابات أخري من عدمه. كما أمرت بسماع أقوال مكتشف الجريمة والجيران عن أي مشاهدات حول الحادث وطلبت التحفظ علي مسرح الجريمة لحين انتهاء التحقيقات. وكلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وكشف غموضها وضبط الجاني وإحضاره أمام النيابة للتحقيق. أعد مدير مباحث أسوان فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية أشارت تحرياته الأولية إلي أن الجريمة جاءت بدافع السرقة. حيث ظن "الجاني" أن "العجوز" تحتفظ بأموالها ومصاغها الذهبي بمسكنها. فاستغل وجودها بمفردها نظراً لسفر زوجها للعمل بالسعودية وقام بمهاجمة مسكنها لسرقة تحويشة الغربة لزوجها وعندما كشفته تخلص منها لإخفاء معالم جريمته. راح فريق البحث يفحص علاقات المجني عليها والمترددين عليها من الأهل والمعارف. وأيضا فحص علاقاتها بزملاء العمل وإن كانت هناك خلافات مالية أو خصومات ثأرية أو نزاع علي ميراث أو أراض. كما قام فريق آخر بفحص المسجلين خطر والمشتبه فيهم والباعة الجائلين بالقرية والمترددين عليها من خارجها سعياً لضبط "الجاني". لم يستبعد رجال المباحث أن تكون هناك دوافع أخري غير السرقة بأن يكون "الجاني" حاول تضليل رجال المباحث بإظهار الحادثة بأنها كانت بدافع السرقة. وأن يكون الواقع وراء الجريمة هو الانتقام أو غير ذلك. فراحوا يفحصون جميع الاحتمالات علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري. لكن أياً من المعلومات التي توافرت أمامهم والخيوط التي تجمعت بين أيديهم لم تقودهم إلي كشف غموض الجريمة.. ليبقي "الجاني" مجهولاً حتي الآن!!