محاربة الفساد ليست مجرد قرار يصدر من مسئول. حتي لو كان هذا المسئول هو الرئيس عبدالفتاح السيسي. الموضوع أكبر وأخطر لأنه يخصك أنت أياً كان موقعك أو منصبك. وإذا لم تحركك تلك الدعوة فلا أمل في الإصلاح مهما صدرت من فرمانات حكومية لتنفيذ توجيهات الرئيس. الحالة المصرية فريدة من نوعها.. الجميع بلا استثناء يرفضون الفساد وينتقدون الرشوة والوساطة والمحسوبية. والجميع أيضاً إلا من رحم ربي يمارسون تلك الأفعال ولو بدرجات متفاوتة كل حسب موقعه وعلي قدر وظيفته. لقد تركنا الفساد ينمو ويترعرع تحت أعيننا حتي تربع وعشش في كل مؤسسات الدولة. ومن ساهموا في صناعته وتقويته هم أنا وأنت بطريقة أو بأخري سواء بالمشاركة في الظلم والقهر أو بالسلبية المقيتة تجاه ما نشاهده يومياً من سلبيات ومخالفات. هذه ليست دعوة للخنوع والاستسلام للأمر الواقع باعتبار أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان.. ولكن لكي ندرك جميعاً حجم التحدي وشراسة المعركة ونتعامل مع تلك الدعوة بروح جديدة تقوم علي المشاركة الجادة وبرغبة حقيقية في الإصلاح مهما كانت الصعوبات أو التضحيات. ابدأ بنفسك.. كن إيجابياً في نظرتك وتعاملك مع كل شيء يحيط بك. مع جيرانك في المسكن وزملائك ورؤسائك في العمل.. تجاهل المنطق الذي أرساه الفاسدون علي مدار عقود بأن تكون مجرد آلة لا تري.. لا تسمع.. لا تتكلم إلا بتوجيهات من المسئول الأكبر أو الأعلي. لا تشارك في فساد حتي لو كنت حلقة صغيرة تتصور أنها غير مؤثرة في المنظومة الكبيرة.. اجعل كل شيء يتحطم ويفشل عندك واعلم أن الأمة لو اجتمعت لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك كما جاء في الحديث الشريف. كن إيجابياً وابدأ بنفسك في دعوة جيرانك وشاركوا معاً في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين من أهل منطقتك بالمال أو الجهد كل علي قدر طاقته خاصة ونحن مقبلون علي شهر رمضان المعظم مسترشدين بحديث النبي صلي الله عليه وسلم "ليس منا من بات شبعاناً وجاره جوعان". كن إيجابياً في الإبلاغ عن المخالفات والجرائم التي تشاهدها مهما كانت صغيرة أو غيرة مؤثرة من وجهة نظرك فمن يكتم الشهادة فإنه آثم قلبه.. ولا تتثاقل عن قول الحق إرضاء لفلان أو خوفاً من علان. هذا ما يخص عموم الناس.. أما الحكومة فمهمتها ثقيلة لأن عليها أن تتعامل مع الجميع بلغة واحدة الباشا مثل الخفير. وهو أمر لو تعلمون عظيم. تغريدة: الزيارات المفاجئة لرئيس الحكومة تكشف كل شيء علي الطبيعة كما حدث مع معهد تيودور بلهارس للأبحاث بالجيزة.. المهم أن تكون مفاجئة فعلاً!!!