منذ أن استقبلنا شهر شعبان والعالم الإسلامي يعيش مواسم الخير والمناسبات التي تذكرنا باحداث وقعت منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة فقد عشنا ذكري مهمة وعزيزة علي قلب كل مسلم وهي وقائع تحويل القبلة من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام بأم القري وقد جاء تحويل القبلة تحقيقا لرغبة الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم "قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" وقد أشار ربنا الي حقائق ووقائع صاحبت هذا التحويل خاصة هؤلاء السفهاء الذين يثيرون الاقاويل ضد أي احداث يخبرهم بها الرسول صلي الله عليه وسلم "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم" ومن قبل هذه الذكري عشنا أيام شهر رجب الخير حيث تم تكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم برحلة الإسراء والمعراج وقد صاحب هذا التكريم جدال مثير بين أهل مكة حيث إن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قد قطع هذه الرحلة ذهابا وإيابا في ساعات قصيرة رغم أن أهل مكة يقطعونها في شهرين "سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" "1-الاسراء". هذه المواسم يتجلي رب العالمين علي العباد بفضائل من بينها أن الأعمال ترفع للحق تبارك وتعالي كما أن ثوابا ينتظر كل مسلم يلجأ إلي الله بأعمال الخير من صيام وصدقات وهذه المواسم وتلك المناسبات فرصة لكل مسلم لكي ينتهزها في الاقبال علي التقرب إلي الله تعالي. مثل كثرة الصيام استعداداً لاستقبال رمضان. حيث يتعود علي ذلك فتأتي أيام شهر رمضان دون أن تشكل أي تعب للعبد المسلم وكذلك السعي الي التصدق علي الفقراء والمساكين بالإضافة إلي بر الوالدين وصلة الأرحام والتمسك بالأخلاق الكريمة في الحديث مع الآخرين. وتلك المواسم التي تتسم بالخير والعطاء من ربنا سبحانه يجدر بالمسلم أن ينتهزها!! ولاشك أن جلائل الأعمال يجب أن تكون في بؤرة اهتمام المسلم يرجو وجه الله ويسعي للاكثار من الأفعال تحدوه الرغبة في الحصول علي ثواب يرفعه الله في ميزان حسناته. ويتطلع إلي أن ينجيه الله من عذاب النار. ومن فضل الله علي عباده المسلمين أنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لانضيع أجر من أحسن عملاً" سجلات رب العالمين تحفظ كل هذه الأعمال والمسلم الحصيف يبذل قصاري جهده من أجل الاكثار من الأفعال التي تقربه إلي رب العباد. ساعياً دائماً إلي مضاعفة الجهد والعمل ملتزماً بالآداب والأخلاق الكريمة في الدعوة الي سبيل الله بجانب الأعمال "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" النحل فالمسلم لايعرف العنف أو التطرف لأنه يدرك أن الدين الحنيف يتسم بالوسطية والاعتدال ويبتعد عن الأفعال التي يرتكبها البعض هذه الأيام تحت ستار الإسلام وهو منهم براء. تلك المناسبات فرصة لكي يسعد المسلم البؤساء وكل من يتعامل معهم ملتزماً بقيم الإسلام التي تميزه عن سائر العباد. ليتنا نري أعمالاً تتناسب مع هذه المناسبات التي يتفضل الله علي عباده بالجزاء الأوفي. إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد.