التصريحات الصادرة عن مسئولين ألمان ضد مصر في هذا التوقيت الذي يسبق زيارة الرئيس السيسي لألمانيا يوم 3 يونيو ليست مستغربة. فالألمان معروف عنهم إيواؤهم لقيادات جماعة الإخوان منذ عهد بعيد. ووصل الأمر إلي أن أصبحت ألمانيا هي مقر التنظيم الدولي للإخوان بموافقة الحكومات الألمانية المتعاقبة التي رضخت لابتزاز الإخوان الذين يشاركون بأموالهم المشبوهة في مشروعات واستثمارات كبري داخل ألمانيا. حتي أنهم الإخوان هددوا رئيسة وزراء ألمانيا أنجيلا ميركل عقب ثورة 30 يونيو بأنها إذا اعترفت بشرعية حكم الرئيس السيسي فإنهم سوف يسحبون استثماراتهم من ألمانيا مما يهدد الاقتصاد الألماني في مقتل وهذا بالضبط يفسر تأخر ألمانيا في الاعتراف بأن ما حدث في 30 يونيو داخل مصر ثورة شعبية وليس انقلابا. أما تصريحات المسئولين الألمان فاكتفي منها باثنين.. الأول ما ذكره "نوربرت لامرت" رئيس البرلمان الفيدرالي الألماني من أنه رفض مقابلة الرئيس السيسي خلال زيارته المرتقبة لألمانيا. وهذا التصريح تحديداً ردت عليه وزارة الخارجية المصرية بما فيه الكفاية عندما أكدت أن الجانب المصري لم "يطلب" أو "يتطلع" إلي عقد لقاء يجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس البرلمان الألماني ولكن إدراج المقابلة تم من الجانب الألماني في إطار بلورة برنامج الزيارة. هذا الرد الدبلوماسي المحترم يكفي لكشف مزايدة رئيس البرلمان الألماني الذي يسعي ومعه فريق كبير من الألمان ممن باعوا أنفسهم لقيادات الإخوان القابعين في ألمانيا منذ سنوات طويلة لتشويه زيارة الرئيس السيسي وإظهاره وكأنه غير مرغوب فيه بينما الحقيقة أن الرئيس نفسه سبق أن رفض دعوتين لزيارة ألمانيا قبل أن يلبي هذه الدعوة الثالثة من ميركل. أما الشخصية الألمانية الثانية التي أساءت لمصر فهو "هانز يورج" سفير ألمانيا بالقاهرة الذي قال في تصريحات صحفية بمناسبة الإعداد لزيارة الرئيس السيسي لألمانيا إن ألمانيا ليس لديها دليل علي أن الإخوان جماعة إرهابية واستشهد بأن الإخوان كانوا ضمن النظام البرلماني المصري ثم في رئاسة الجمهورية ولم يكونوا متهمين بالإرهاب ثم بعد ذلك وصفوا بالإرهاب. وأكد السفير الذي يبدو أنه إما يعيش في كوكب آخر أو أن غسيل المخ الذي أجرته له الجماعة المتحكمة في الاقتصاد الألماني أعمته عن الحقائق ان الصفحات الإلكترونية وبعض القنوات التي تبث من تركيا تتضمن نوعاً من التسامح مع العنف والإرهاب. وإذا كان السفير الألماني لم يتابع تهديدات خيرت الشاطر وعصام العريان ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي بتحويل مصر إلي بحور من الدماء وتنفيذهم لهذه التهديدات بأيدي شباب الجماعة. وإذا لم يتابع تظاهرات الإخوان وحرقهم للمؤسسات وقتلهم لمعارضيهم. ولرجال الجيش والشرطة واعترافهم بذلك بعد القبض عليهم فماذا نقول له إلا أنه أعمي النظر؟ الإخوان كانوا ملائكة لأنهم كانوا يحتاجون أصوات الشعب في الصناديق ثم تحولوا إلي أساتذة لإبليس عندما خرجت الأمور عن سيطرتهم. أما أن المواقع الإلكترونية وقنوات الإخوان تتضمن نوعاً من التسامح فماذا يقول السفير في المذيع الفاشل بإحدي هذه القنوات الذي نشر علي الهواء أسماء وعناوين وأرقام تليفونات ضباط الجيش والشرطة وحرض علي قتلهم وقال بالنص: "اقتلوهم ولاد ال .......". أتوقع طبعاً أن تخرج تظاهرات معارضة للرئيس السيسي في ألمانيا وأتوقع أن يرتفع صوت الصحف والقنوات الفضائية الألمانية ضد النظام المصري مع اقتراب موعد الزيارة. وسوف يزداد السعار الإخواني لتشويه هذه الزيارة لأنهم الإخوان يعتبرون أنفسهم في بلدهم وبيتهم الأول ألمانيا. لذلك هي بيت الداء.