ضمن «صحّح مفاهيمك».. أوقاف المنيا تنظّم ندوة بعنوان «احترام الكبير»    شوقي حامد يكتب: غياب العدالة    وجوه بائسة وغيبوبة من الصدمة، شاهد ما حدث في لقاء محافظ الدقهلية أصحاب محال "سوق الخواجات"    آداب سماع القرآن الكريم.. الأزهر للفتوي يوضح    ما حكم إخراج الزكاة لتوفير فرص العمل للشباب.. الإفتاء تجيب    الحصر العددي لانتخابات الإعادة في الدائرة الثالثة بأسيوط    مسيرات مجهولة تثير الرعب قرب طائرة زيلينسكي أثناء زيارته أيرلندا (فيديو)    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة قبيا غرب رام الله بالضفة الغربية    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    عصام عطية يكتب: الأ سطورة    وزير الأوقاف ينعي شقيق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم    الأنبا رافائيل يدشن مذبح «أبي سيفين» بكنيسة «العذراء» بالفجالة    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    الصحة: الإسعاف كانت حاضرة في موقع الحادث الذي شهد وفاة يوسف بطل السباحة    صحة الغربية: افتتاح وحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى حميات طنطا    الجيش الأمريكي يعلن "ضربة دقيقة" ضد سفينة مخدرات    عاجل- أكسيوس: ترامب يعتزم إعلان الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل أعياد الميلاد    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    "الأوقاف" تكشف تفاصيل إعادة النظر في عدالة القيم الإيجارية للممتلكات التابعة لها    وست هام يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في البريميرليج    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    نجوم العالم يتألقون في افتتاح مهرجان البحر الأحمر.. ومايكل كين يخطف القلوب على السجادة الحمراء    دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد نفيها القاطع لشائعة انفصالها... وتعليق منة شلبي يشعل الجدل    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    مصادرة كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحي الطالبية    نتائج االلجنة الفرعية رقم 1 في إمبابة بانتخابات مجلس النواب 2025    تفوق للمستقلين، إعلان نتائج الحصر العددي للأصوات في الدائرة الثانية بالفيوم    قفزة عشرينية ل الحضري، منتخب مصر يخوض مرانه الأساسي استعدادا لمواجهة الإمارات في كأس العرب (صور)    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    كأس العرب - يوسف أيمن: كان يمكننا لوم أنفسنا في مباراة فلسطين    البابا تواضروس الثاني يشهد تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة بالمعادي    محطة شرق قنا تدخل الخدمة بجهد 500 ك.ف    وزير الكهرباء: رفع كفاءة الطاقة مفتاح تسريع مسار الاستدامة ودعم الاقتصاد الوطني    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    إعلان القاهرة الوزاري 2025.. خريطة طريق متوسطية لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الأزرق    غرفة التطوير العقاري: الملكية الجزئية استثمار جديد يخدم محدودي ومتوسطي الدخل    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    انقطاع المياه عن مركز ومدينة فوه اليوم لمدة 12 ساعة    اختتام البرنامج التدريبي الوطني لإعداد الدليل الرقابي لتقرير تحليل الأمان بالمنشآت الإشعاعية    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    فرز الأصوات في سيلا وسط تشديدات أمنية مكثفة بالفيوم.. صور    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    محمد موسى يكشف أخطر تداعيات أزمة فسخ عقد صلاح مصدق داخل الزمالك    مراسل اكسترا نيوز بالفيوم: هناك اهتمام كبيرة بالمشاركة في هذه الجولة من الانتخابات    أحمد سالم: مصر تشهد الانتخابات البرلمانية "الأطول" في تاريخها    محمد إبراهيم: مشوفتش لاعيبة بتشرب شيشة فى الزمالك.. والمحترفون دون المستوى    مصدر بمجلس الزمالك: لا نية للاستقالة ومن يستطيع تحمل المسئولية يتفضل    أخبار × 24 ساعة.. وزارة العمل تعلن عن 360 فرصة عمل جديدة فى الجيزة    رئيس مصلحة الجمارك: ننفذ أكبر عملية تطوير شاملة للجمارك المصرية    "لا أمان لخائن" .. احتفاءفلسطيني بمقتل عميل الصهاينة "أبو شباب"    ترامب يعلن التوصل لاتفاقيات جديدة بين الكونغو ورواندا للتعاون الاقتصادي وإنهاء الصراع    العزبي: حقول النفط السورية وراء إصرار إسرائيل على إقامة منطقة عازلة    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    سلطات للتخسيس غنية بالبروتين، وصفات مشبعة لخسارة الوزن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم فتور العلاقات.. ألمانيا ومصر أزمة عاصفة في مهب الريح
نشر في التحرير يوم 21 - 05 - 2015


كتبت- أميرة إبراهيم
يخطئ من يعتقد أن تصريحات رئيس البرلمان الألماني عن مصر ورئيسها قبل زيارة السيسي لألمانيا هي أزمة دبلوماسية، سواء انتهت بإتمام الزيارة أو تعليقها، لأن الحقيقة أن تلك التصريحات جزء من تطوُّر ملف إدارة العلاقات المصرية - الألمانية، بعد ثورة يناير، والذي انحازت خلاله الإدارة الألمانية للإخوان حتى وصلوا لحكم مصر ثم تطورت تلك العلاقات بعد ثورة «30 يونيو 2013» مع انحياز الإدارة الألمانية مرة للإخوان بعد الإطاحة بهم ورفضها الاعتراف بشرعية النظام الذي فرضه المصريون بثورة شعبية وانتخابات حرة، الأمر الذي انعكس في صورة فتور للعلاقات بين البلدين، لنحو عامين، تراكم خلاله جليد لم يتحرك الطرفان لإذابته بقدر يعكس العلاقات التي كانت مميزة بينهما في الماضى.
وبينما تتواصل استعدادات الجانبين المصري والألماني للزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري لألمانيا ومهّد خلالها السفير الألماني بالقاهرة بتصريحات مطولة عن إيجابيات منتظرة وتطور في اتجاه إغلاق صفحة الإخوان في مصر وتأثيرها في علاقات البلدين، صعّد رئيس البرلمان الألماني (البوندستاج)، نوربرت لامرت، الأمر ببيان يعلن فيه رفضه مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن فاعليات برنامح زيارته المقررة فى 3،4 يونيو المقبل، حيث يقوم الرئيس بجولة تشمل، إلى جانب زيارة ألمانيا، دولة أوروبية أخرى.
نوربرت لامرت، رئيس البرلمان الألماني أصدر بيانًا مساء أول من أمس الثلاثاء، قال فيه إنه أبلغ السفارة المصرية فى برلين بقراره بعدم إتمام المقابلة مع الرئيس السيسي، وأوضح أو برر الموقف بأنه «في الوقت الذي ننتظر من مصر أن تضع جدولًا لإجراء الانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها فنحن نشاهد في الشهور الأخيرة اعتقالات ممنهجة للجماعات المعارضة، واحتجازًا جماعيًا، وعقوبات لمدد طويلة في السجن وعددًا لا يصدق من عقوبات الإعدام».
وهنا يضيف جملة لافتة عن عقوبات الإعدام، مشيرًا إلى أنها «تشمل رئيس البرلمان السابق سعد الكتاتني».
ووفقًا للبيان فإنه «بالنظر إلى هذا الموقف الذي لا يسهم في السلام الداخلي ولا إحلال الديمقراطية في مصر فإن لامرت يرى أنه في الوقت الراهن لا توجد أرضية للقاء يجمعه مع الرئيس السيسي».
السفير المصري في برلين محمد حجازي، عقّب على بيان لامرت، بأن «الجانب المصري لم يطلب أو يتطلع إلى عقد لقاء للرئيس السيسي معه»، وأضاف «تم إدراج المقابلة في إطار بلورة الجانب الألماني لمشروع برنامج الزيارة».
أما مؤسسة الرئاسة فقد تمهلت وأمهلت الإدارة الألمانية فسحة من الوقت للتعرف على مدى توافق مواقفها مع مواقف البرلمان التي أعلنها رئيسه، بينما تتواصل الخارجية المصرية مع القنوات الألمانية المناظرة لاستجلاء تداعيات التطور الأخير، خصوصًا أن لامرت قيادة من قيادات الحزب المسيحي الذي تترأسه المستشارة الألمانية، مما يضع موقف رئيس البوندستاج على مسافة سنتيمترات من موقف إدارة المستشارة الألمانية.
ويجعل التفسير الأقرب هو توزيع الأدوار داخل الحزب والإدارة الألمانية لاستيعاب المعارضة الألمانية من جهة وتحجيم تطلعات الجانب المصرى لمكاسب منتظرة من الزيارة من جهة أخرى.
لامرت بدأ التصعيد بخطوات محسوبة قبلها بيومين، عقب صدور حكم من محكمة الجنايات بإدانة الرئيس المعزول محمد مرسى وآخرين فى قضية اقتحام السجون وإحالة أوراقهم إلى المفتى تمهيدًا للحكم بالإعدام، بينما حكمت نفس المحكمة بالإعدام على قيادات أخرى فى قضية التخابر مع حماس، ضمن أحكام شملت 105، معظمها غيابيًّا شملت 16 من كبار قيادات الإخوان، وبصفة خاصة محمد بديع وخيرت الشاطر، اتُّهموا بإفشاء أسرار الدولة إلى كل من حماس وحزب الله وإيران فى أثناء تولى المعزول رئاسة مصر بهدف زعزعة الاستقرار فى الدولة، وأعلن لامرت رفض هذه الأحكام، وهو ما استدعى تدخل الخارجية المصرية بإصدار بيان شديد اللهجة يستنكر محاولات التدخل فى الشأن المصرى والتشكيك فى القضاء والتأثير فى استقلاليته.
السفير المصرى فى برلين بادر واجتمع مع رئيس البرلمان الألمانى لنقل الرد المصرى كذلك على تصريحات الخارجية الألمانية، وإفهام السلطات الألمانية أن النظام القضائي في مصر يتبع درجات التقاضي التي من حق أى شخص متهم استخدامُها، لكن وضح أن مبادرته لم تؤت الأثر الذي تحرك نحوه.
ومع انتظار أن تنطق المحكمة بالحكم على مرسى وإخوانه فى 2 يونيو القادم، أى قبل ساعات من توجه الرئيس السيسى إلى ألمانيا، يكون التنبؤ بتطور الموقف الألمانى غاية فى الأهمية عند طرح تساؤل: هل يتمم الجانبان الزيارة وبأى ضمانات؟ أم يتوقفان لمتابعة الضغط.. كل طرف على الآخر فى اللعبة المفتوحة؟
تحليل ملابسات التطور الجديد لن يكون الأخير، إذ يشير إلى تواصل المباراة المفتوحة بين الفكر المخابراتى لإدارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والفكر التآمرى لتحالف التنظيم الدولى للإخوان وفرعه النشط فى ألمانيا مع رجال السياسة معاونى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهى المباراة التى تدور منذ كان السيسى وزيرًا للدفاع عندما فتحت الحكومة الألمانية أبوابها لتوسيع صفقات سلاح مع الجيش المصرى أيام حكم الإخوان وتم الاتفاق على إضافة بناء غواصتين إضافيتين بخلاف غواصتين سبق التعاقد على بنائهما، وكان مفترضًا أن يتم تسليم واحدة منهما بالفعل فى 2013، لكن علقت الحكومة الألمانية تسليم الصفقة بعد موقف الجيش المصرى، المنحاز إلى جانب ثورة المصريين وعلقت أيضًا تسليم معدات عسكرية فنية يستخدمها فى الحرب على الإرهاب فى سيناء ورفعت لافتة: «استخدام الجيش المصرى السلاح فى قمع المتظاهرين».
دعوة ميركل للسيسي
الحكومة الألمانية ومستشارة ألمانيا وجهتا الدعوة للرئيس السيسى لزيارة ألمانيا ثلاث مرات، لكنها لم ترفع الحظر المفروض على تسليح الجيش المصرى ولا عن الصفقات المبرمة التى تم حجبها لأجل غير مسمى، بل وزعم وزير الخارجية الألمانى، «فرانك فالتر شتاينماير» فى القاهرة أنه لا يعلم شيئًا عن صفقات سلاح لمصر تم تعليقها، وكان التمهل المصرى فى تلبية الدعوة الألمانية انعكاسًا لا تخطئه العين لإدارة ملف العلاقات بفكر مخابراتى أولا، ثم سياسى ليتعامل مع حقائق، أبرزها أن ألمانيا ترفض تصنيف مصر للإخوان كجماعة إرهابية، وأن السياسة الألمانية ترتبط بصفقات مع التيارات الدينية المدعومة من التجمعات التركية المتأصلة فى ألمانيا، وأن ألمانيا تسمح للتنظيم الدولى وروافده بالتحرك بنشاط وحرية بين تركيا وألمانيا ضد الدولة المصرية.
ألمانيا أيضًا أغنى دولة فى أوروبا، والتى تقود الاتحاد الأوروبى فعليا علقت التعاون الاقتصادى للضغط على مصر المأزومة بعد الإطاحة بالإخوان، ثم أحجمت عن توسيع استثماراتها فى مصر لدعمها فى عثرتها حتى بعد أن اعترفت بالتغيير وأرسلت الدعوة تلو الأخرى لرئيس مصر لزيارتها، مع النظر للإسهامات غير المباشرة التى قدمتها فى أثناء المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ من خلال شركتين من كبرى شركاتها.
اللافت أن التصعيد الحديث سبقه تحرك معاكس من السفير الألمانى بالقاهرة «هانس يورج هابر» الذى تحدث بإيجابية للإعلام المصرى عن توقعات زيارة الرئيس المصرى لألمانيا لأول مرة بعد تنصيبه رئيسًا، وأكد توقيع اتفاقيات اقتصادية بين الشركات الألمانية والحكومة المصرية، من بينها توقيع عقد تنفيذ محطات الكهرباء بين شركة «سيمنز الألمانية» ومصر، والتى تم توقيع مذكرات التفاهم بشأنها خلال مؤتمر شرم الشيخ.
"هابر" أشار بتصريحات محددة عن الإخوان وثورة يناير بدت مناقضة للموقف السابق، لكنها فُهمت فى إطار طى الصفحة وفتح صفحة جديدة عندما قال: «إن ثورة يناير وجدت لها صدى طيبا وإعجابا كبيرا فى ألمانيا، ولكن الحكومة الألمانية شعرت بالدهشة من انتخاب رئيس وبرلمان من صفوف الإخوان المسلمين بعد هذه الثورة، وكانت لديها صعوبة فى استيعاب هذا التطور، ولكنه كان قرار المصريين».
وأضاف السفير: «كانت لدينا شكوك وتحفظات ثبتت صحتها بعد ذلك بشأن حكم الإخوان لمصر، ولكننا كنا نقول رغم التحفظات إننا يجب أن نحترم خيارات الشعب المصرى، ثم تابعنا ما حدث بعد ذلك فى ثورة 30 يونيو، وشعرنا بالدهشة من كثافة هذه الاحتجاجات ضد حكم الإخوان، وكانت وجهة نظرنا تتمثل فى أن مرسى كان بإمكانه أن يتفادى ذلك بالإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة، ولكنه لم يفعل، ويمكن أن نعزو ما حدث بعد ذلك إلى عدم استجابته».
السفير الألمانى أيضًا فى تصريحاته أشار إلى تأخر زيارة السيسى، موضحًا أنه كان مفترضا دعوة الرئيس السيسى لزيارة ألمانيا بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، ولكن بعد تأخيرها الناجم عن حكم المحكمة الدستورية العليا حول قوانين الانتخابات، رأينا أن نقدم للرئيس الدعوة فى هذا التوقيت، خصوصًا وقد تأكدنا من حرصه على إجراء الانتخابات البرلمانية فى أقرب وقت، حتى يمكن للبرلمان أن يراقب أداء الحكومة ويصدر تشريعات جيدة لصالح المصريين».
تصريحات هابر بعد صدور أحكام الإعدام والإدانة لقيادات الإخوان كانت إيحابية للغاية عن السيسى وعن إدارته فأكد إعجابه بالرئيس السيسى وبرؤيته فى مواجهة التحديات التى تواجه مصر، بل إنه زاد وأكد احترام سيادة الدول وأن ألمانيا دولة صديقة لمصر وتسعى إلى تحقيق الاستقرار فيها، لأن ذلك أيضًا من مصلحة ألمانيا وأوروبا، وإن كانت هناك خلافات فى وجهات النظر فهى لا تعنى التدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وإنما هو نوع من التشاور مع الصديق.
السفارة الألمانية بالقاهرة لم تتصدَّ للأزمة الجديدة فى انتظار تعليمات من الخارجية الألمانية، فالتزمت الصمت المطبق، لكن منظمة الأحزاب العربية المدنية «رفضت بيان لامرت، وما زعمه حول وجود انتهاكات لحقوق الإنسان فى مصر، واستنكرت صمت رئيس البرلمان الألمانى عن عمليات قتل جنود الجيش والشرطة والقضاة بمصر، دون أن يحرك ساكنًا، وهاجمته بوصفه أنه نصب نفسه وصيًّا على الشعب المصرى، وكان عليه أن يدين عملية اغتيال قضاة العريش الثلاثة بدلا من أن يمنح الإرهاب رخصة لممارسة جرائمه الإرهابية». وتدرس مؤسسة الرئاسة جميع الخيارات، بما فيها تأجيل الزيارة لموعد لاحق فى ضوء ما تسفر عنه الاتصالات التى تتم بين خارجية البلدين، بما يعطى ضمانة واضحة حول عدم استغلال زيارة السيسى للتدخل فى شؤون مصر والإساءة رسميًّا إلى الشعب المصرى فى شخص رئيسه المنتخب.
لكن الأبرز فى إدارة هذه الجولة المخابراتية أن يعود الرئيس السيسى بما هو أكثر من اعتراف بشرعية ثورة يونيو، والتى تجاوزتها مصر مع ألمانيا بعد سلسلة تجاهل طويلة من الطرفين، ويتطلع الرئيس للعودة، ليس برفع الحظر المفروض على تسليح الجيش المصرى فقط، وإنما بصفقات جديدة تؤكد دعم الإدارة الألمانية للنظام المصرى الذى يقود الجيش أبرز عمليات توطيد دعائمه فى الحرب التى يخوضها ضد إرهاب الجماعات التى تتستر بالدين وتَلْقَى تعاطفًا من الجانب الألمانى، وهو ما تسعى إدارة ميركل ربما لتحجيمه حتى لا تسرف فى الهرولة تجاه مصر بعد موقفها العدائى السافر عقب ثورة يونيو، دون أن تضمن مصالح حلفائها من التنظيمات والجماعات الدينية النشطة فى أوروبا وألمانيا تحديدًا، والتى ارتبطت معها بصفقات من سنوات.
رئيس البرلمان الألماني يرفض لقاء السيسى.. ومصر ترد: لم نطلب المقابلة
تمسَّكت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بلقائها المخطط مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، فى برلين، رغم إلغاء رئيس البرلمان الألمانى، نوربرت لامرت، لقاءه المزمع مع السيسى خلال زيارته إلى ألمانيا الشهر المقبل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وقال متحدث باسم المكتب الصحفى الاتحادى فى برلين، إن «دعوة المستشارة للسيسى قائمة».
ويأتى تأكيد المستشارة فى أعقاب إعلان رئيس البرلمان الألمانى البوندستاج، نوربرت لامرت، «الثلاثاء»، أنه ألغى لقاءه مع السيسى، بسبب أوضاع حقوق الإنسان فى مصر.
ومن المقرر أن يزور السيسى برلين فى الثالث والرابع من يونيو المقبل، وذلك ضمن زيارة تشمل عدة دول أوروبية أخرى.
من جانبها، التزمت مصر الصمت تجاه رئيس البرلمان الألمانى، واكتفت بتأكيد السفارة المصرية فى برلين أن القاهرة لم تطلب لقاء الرئيس بلامرت.
دبلوماسيون: رئيس البرلمان الألماني يُرضِى إسرائيل على حساب الرئيس المصري
كتبت- محمود سعيد وأمل مجدى
بيان رئيس البرلمان الألمانى، نوربرت لامرت، الذى أعلن فيه رفضه لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته المرتقبة لألمانيا، أثار ردود فعل متباينة، حيث أرجع دبلوماسيون سابقون موقف المسؤول الألمانى إلى المعلومات المغلوطة التى كان مصدرها جماعة الإخوان.
مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير نبيل بدر، قال ل«التحرير»، إن موقف رئيس البرلمان الألمانى لا قيمة له سوى الإساءة للصورة الألمانية، لافتا إلى أن رئيس البرلمان لم يستوفِ معلوماته عن مصر قبل أن يُدلى بهذا التصريح، مضيفا: «واضح تماما أن حملة المسؤول الألمانى على مصر، تحاول تشويه صورة الحكم فى مصر، وهو ما كنا نتصوَّر أن الفهم الألمانى لطبيعة التطورات المصرية قد تجاوز سوء المعلومات».
وتساءل بدر «ما الذى يعرفه رئيس البرلمان الألمانى عن جماعة الإخوان أو غيرها من الجماعات؟ وما الذى يعرفه عن أعمال إرهابية تستهدف زعزعة استقرار وأمن البلاد؟»، مستدركا: «يغيب عن الحسابات الألمانية أن الإخوان ليسوا حزبا أو جماعة سياسية معارضة بالمعنى الذى يتخيَّله الألمان، فهى جماعة تستخدم الدين غطاءً لحركاتها، وتختلف مبادئها عن جميع المبادئ والأفكار التى يؤمن بها الشعب الألمانى».
بينما قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومى، إن بيان رئيس البرلمان يُمثِّل نفسه فقط، ولا يُعبِّر عن البرلمان الألمانى «البوندستاج»، مشيرا إلى أن مصر فى الأصل لم تطلب لقاء بين الطرفين، فهذا اللقاء اقترحته ألمانيا، وطالبت بأن يتضمّن البرنامج لقاء بين الرئيس المصرى والبرلمان الألمانى، وإلغاؤه لن يؤثر فى شىء.
بيومى أضاف أن «هذا التصريح يهدف إلى استرضاء إسرائيل لما بينهما من مصالح مشتركة، وأن هذا لا يعبِّر عن الشعب الألمانى أو البرلمان، فهم متخلصون من عقدة الذنب تجاه إسرائيل، وأعتقد أن البعض هناك سيُدين هذا التصريح».
وعن مطالبات البعض بسجب السفير المصرى من ألمانيا أو طرد السفير الألمانى من مصر، علَّق بيومى قائلا: «هذه مطالبات جاهلة، لا يعرف مَن يطالبون بها معنى تدهور العلاقات بين بلدين كبيرين، كما أن هذا التصريح يتحمَّل مسؤوليته رئيس البرلمان الألمانى، وليس السفير الألمانى فى مصر».
وكان رئيس البرلمان الألمانى قد أصدر بيانا أول من أمس (الثلاثاء)، جاء فيه أنه بعث بخطاب إلى السفير المصرى فى برلين بهذا الخصوص، وعزا فيه هذه الخطوة إلى انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر، ومن المقرر أن يزور الرئيس عبد الفتاح السيسى برلين فى الثالث والرابع من يونيو المقبل.
من جانبه، وصف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، موقف رئيس البرلمان الألمانى ب«ردّ الفعل المتوقَّع»، وقال: «لا بد أن يثير هذا الرفض انتباه النظام الحاكم، لأن هذا يوحى بوجود قلق غربى مؤسس على معلومات، وليس بالضرورة موقفا عدائيا».
نافعة أضاف: «هناك بعض التجاوزات فى حقوق الإنسان يتعيَّن تصحيحها، وهذا الموقف لن يؤثر على زيارة الرئيس السيسى»، مؤكدًا أهمية الموقف الألمانى الرسمى.
أستاذ العلوم السياسية أوضح أن الإدارة الألمانية كانت متحفِّظة على النظام المصرى القائم بعد 3 يوليو، ثم راجعت موقفها، كما أن زيارة السيسى لألمانيا تؤكد أن العلاقات المصرية-الألمانية على الصعيد الرسمى تسير بشكل طبيعى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.