تعددت تصريحات المهندس إبراهيم محلب عن الفساد الذي كاد لتعاظمه يدخل آفاق المستحيل. الفساد ليس مقصوراً علي السرقة. أو الرشوة. أو الابتزاز. فهو قد يتجسد في تغليب الخواطر. وإبعاد من يستحق ليحل "المحسوب" مكانه. ناقشني الصديق الناقد الكبير أسامة أبوطالب فيما كتبته من قبل حول ظاهرة الفساد التي حطت بجدارة علي معهد الفنون المسرحية التابع لأكاديمية الفنون. رجح الدكتور أسامة أن تكون الواقعة إن صحت تعبيراً عن تصرف فردي. وأبدي استعداده للتوسط كي تنتهي المشكلة بما يرضي الحق. لأن الفساد قد يكون أكبر من النيات الطيبة. فقد ظلت مشكلة الطالبة شيماء نبيل خالد قائمة. وزادت إدارة معهد الفنون المسرحية تعنتاً. وأصرت علي موقفها بأن العدالة مجرد أمنية يصعب بلوغها. التحقت شيماء بالمعهد العالي للفنون المسرحية وفقاً للإعلان عن نظام جديد مميز للتعليم العام. نظام الساعات المعتمدة. يستعان فيه بخبراء مصريين وأجانب. سمي هذا النظام التعليم الموازي. وحصلت شيماء علي امتياز مع مرتبة الشرف. ونالت أعلي الدرجات ليس علي قسم الدراما والنقد الذي تتبعه فحسب بل علي جميع أقسام المعهد. منذ ظهور النتيجة توالت التصرفات الفردية من إدارة المعهد. بداية من غياب اسمها عن كشف النتائج ثم خصم درجة الشرف من تقديرها. والتأخر في تسليمها شهادة التخرج ورفض قبول تسجيلها في الدراسات العليا إلا في اليوم الأخير للتسجيل. وإضافة بيانات إلي شهادة التخرج. وحذف بيانات أخري. وبلغ الأمر حد التهديد بأن يتم استبعاد الطالبة من القبول بوظيفة معيدة. رغم تقديراتها المرتفعة. وأبلغها مسئول بالمعهد أنه يثق في تعقلها. وهددها صراحة بأن تتوقف عن التظلم والشكوي. انكشف المستور عندما أعلن عن مسابقة للتعيين في وظيفة معيد بقسم الدراما والنقد واقتصرت الشروط علي خريجي الدفعة القديمة التي ألغيت منذ أربع سنوات. بل إن الشروط اقتصرت علي شخصية بعينها. مما يحول دون تقدم شيماء إلي المسابقة. أثق أن القضاء سينصف شيماء من الاعيب مسئولي الاكاديمية . لكن التصرفات السلبية حين تصدر عن شخصيات تنسب إلي العمل الأكاديمي والثقافي تفرض الحيرة والتخوف من مستقبل العمل الثقافي في بلادنا.