الفيتوري شاعر مسكوناً بأفريقيا وعرفت اسماء دواوينه الشعرية من اصدقائه فاروق عبدالسلام وعبدالسلام محمد الفنان القدير وامين رضوان الصحفي بالجمهورية رحمهم الله وغفر لهم.. اغاني افريقيا.. وعاشق من افريقيا واذكريني يا افريقيا واحزان افريقا عبد السلام محمد كان يطلب منه ان يكتب عن جاميكا وهو اسم الحانة مكانهم المفضل في شارع شريف بوسط البلد. وفاروق عبدالسلام يذكره بأيتام جاميكا ويطلبون منه طلبات غريبة بزعم ان الرئيس جمال عبدالناصر أوصاهم به وكان الفيتوري يستجيب لكل طلبات الاصدقاء فما هي قصة الفيتوري وعلاقته بعبد الناصر. الفيتوري بليت احذيته وقدماه لينشر شعره في منتصف الخمسينيات ولم يلتفت اليه الناشرون او النقاد وفجأة ابتسمت له الدنيا وقدم ديوانه الاول الصحفي محمود امين العالم ورجاء النقاش وصحفي اخر لا اذكر اسمه ولفت الانظار وقيل ان عبدالناصر أوعز للمسئولين في وزارة التربية والتعليم بضرورة ان تضم المناهج قصائد لشعراء عرب كما تتضمن المناهج قصائد بعض المصريين الذين تحدثوا عن الدول العربية. كان المد القومي علي اشده وعرف تلاميذ المدارس اشعار محمد الفيتوري وأبوالقاسم الشابي وقصيدة الشاعر المصري علي محمد أحمد صاحب قصيدة "أرأيت سوسة والاصيل يلفها بحلة نسجت من الاضواء وهي القصيدة التي تتحدث علي جمال مدينة سوسة التونسية. اشعار الفيتوري والشابي وعلي محمد أحمد حفظها تلاميذ المدارس المصرية وانتقلت إلي مناهج التعليم في الدول العربية الاخري وكان تلاميذ المدارس يرددونها بدلاً من الاغاني الهابطة مثل "يا بتاع الحنطور يا متحنطر" كان هناك نهضة بالفعل ساهم الشعرآء العرب بوعي الساسة في انتشارها في جميع ارجاء الوطن العربي وقد يكون الشابي والفيتوري معروفين علي مستوي العالم العربي الا ان شاعرنا علي محمد أحمد هو أقل الشعراء حظاً في الشهرة. فقد عمل مدرساً في مدينة بنغازي الليبية وقام بتنظيم رحلة إلي مدينة سوسة في بداية الخمسينيات وكتب قصيدته تلك التي يقول فيها ان العروبة امة مهما نأت دار برغم تعدد الاسماء. وضع قصائد هؤلاء الشعراء في المناهج التعليمية كان له مردوده الغريب علي تواصل الشعوب العربية وربطها فكرياً قبل ان تظهر دعاوي الوحدة التي تؤرق البعض الفيتوري عرفه تلاميذ المدارس وكانت سعادته غامرة وإذا كان الفضل يعود لذلك إلي عبدالناصر الا ان اصدقاء الفيتوري استغلوا نقطة ضعفه هذه وكان يستجيب لطلباتهم بمحبة شديدة رحم الله اصدقاء الفيتوري وغفر لهم ورحم الله الفيتوري عاشق افريقيا السوداني اللون الليبي المعيشة والمصري الهوي والمغربي المرقد ورحم الله شعراءنا الابرار.