كيف تستطيع المسلسلات التليفزيونية والإذاعية أن تنقل للمتفرج أهدافاً تنموية وفي نفس الوقت تأسره وتحقق تأثيراً إيجابياً درامياً؟! هذا سؤال مهم جداً. ومطروح بقوة في المؤسسات الأكاديمية والجهات المنوط بها تحقيق أهداف تفيد في تنمية المجتمع وتحدث تأثيراً ثقافياً إيجابياً. هذه القضية الملحة تزداد إلحاحاً مع تزايد التأثير الذي تحققه الدراما التليفزيونية والإذاعية في جموع الناس المستهلكة لهذا النوع من الترفيه. في كتاب بعنوان "دراما من أجل التنمية" الترجمة الثقافية للتغيير الاجتماعي الذي صدر عام 2011 وشارك في الأبحاث التي نشرت بين دفتيه أساتذة أكاديميون مثل أندرو سيكيوز من جامعة اديليد "Adelaid) باستراليا. وماري جيللسيبي من الجامعة المفتوحة "المملكة المتحدة" وجيري باور من إنترميديا "لندن". يتناول الكتاب الطرق التي تتواصل بها الأعمال الدرامية مع المشاهدين لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية. وكذلك أسلوب ترجمة الخيوط السردية من الحكايات التي يعالجها المسلسل إلي المستوي الثقافي وبحيث تحقق تغييراً إيجابياً. مستشهداً بعدد من المسلسلات التي تم بثها في بلدان متنوعة الثقافات مثل أفغانستان وبورما وكمبوديا ونيبال وباكستان والهند ونيجيريا ورواندا وكيف ساهمت في مواجهة الأمية وبث أفكار مناهضة للجهل والتخلف. يستطيع المسلسل من خلال الحوار أن ينقل أفكاراً ووجهات نظر ومفاهيم ثقافية تسهم في صنع التغيير من دون الإخلال بالوظيفة الأساسية التي يتوقعها المتفرج ألا وهي الترفيه وايضا من خلال التركيز وإلقاء الضوء علي النماذج الإيجابية في مواجهة النماذج السلبية. ويقدم الكتاب نظرة غير مسبوقة في أساليب التمويل وفريق العمل الذي تولي صناعة هذه الأعمال الدرامية التي تهدف إلي تحقيق التنمية الثقافية.. وايضا دراسة خاصة بالمتفرجين الذين يستهلكون هذه الأعمال ودور المتفرج نفسه كأداة في صنع الدراما. وكمصدر لترجمة الثقافات التي تعكسها. هناك استثمارات خيالية مطلوبة من جانب صناع الدراما المتآلفين مع الثقافات المحلية في الأماكن المختلفة مع العالم. وهناك قضايا ثقافية مفترضة في حاجةپإلي الطرح بقوة حتي تصل إلي المتفرجين. وقضية الدراما من أجل التنمية قضية حيوية للغاية بالنسبة للمهمومين بهذا الحقل وللأكاديميين علي حد سواء. ** في لقاء مع المطرب الإماراتي حسين الجسمي مع القناة الأولي في التليفزيون المصري سألته المذيعة بما معناه: كيف تشكل في وجدانك هذا الهوي المصري حتي يطالب مصريون كثيرون بمنحك الجنسية المصرية؟ أجاب بما لفت نظري جداً: مسلسلات من نوع "ليالي الحلمية" و"المال والبنون" والموسيقي المصرية وأشياء أخري لعبت أدواراً في صنع ذلك الرباط الوثيق مع مصر وأهل مصر..!