رحل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي شاعر الناس والوطن بعد صراع مع المرض وتم تشييع جنازته أمس في الإسماعيلية في موكب مهيب يؤكد مكانة هذا الشاعر الذي أدي رحيله إلي حزن مصر كلها باعتباره رمزاً شعريا مهما وكبيرا. حرص محافظا قناوالإسماعيلية ومدير الأمن والفنان علي الحجار ومحمد منير وعصام الأمير ومجموعة كبيرة من الأدباء والفنانين علي المشاركة في وداع الراحل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي إلي مثواه الأخير بمقابر أسرته بقرية الضبعية حيث شارك الآلاف من أبناء الإسماعيلية ومحبي الشاعر الكبير في وداعه عقب صلاة العشاء والصلاة عليه بمسجد هيئة قناةالسويس بجبل مريم.. والجدير بالذكر ان الأبنودي هو أول من يدفن بالمقابر التي شيدها بمنطقة الضبعية بطريق آية ونور نسبة إلي ابنتيه من الفنانة نهال كمال. غاب الأبنودي وغابت معه الضحكة قال جيران الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي: انه كان دائم التواصل معهم ويوصيهم خيرا بمصر أثناء حضورهم كل ندواته الأدبية داخل الفيلا الخاصة به وانهم عرفوه وطنيا منذ ثلاثين عاما. وقالت أمل حسان محمد زوجة محمود محمد مصطفي الذي عاش حياته خادما للأبنودي ولم يتركه إلا عند النوم: ان الرجل المحترم عبدالرحمن الأبنودي كان أبا للجميع ومش عارفه أقول غير انه عشرة عمر واحنا عايشين معاه منذ ان حضر للإسماعيلية وحطينا معاه أول طوبة في الفيلا التي كان يقيم بها وكذلك رعاية أرضه الزراعية والتي كان يتابعها معانا لحظة بلحظة. وقالت أم محمود: ان الأبنودي غاب وغابت معاه الضحكة ودايما كان يقولنا كلنا زائلون ومصر هي الباقية وكان متمسكا بالحياة حتي اللحظة الأخيرة من حياته. وقال مجموعة من الأطفال المقيمين بجوار فيلا الأبنودي: اننا تعلمنا منه القراءة الجيدة وكان دايما بيدعونا لحضور الحفلات والندوات وتعلمنا منه الشعر وحب الوطن. قال أحمد أبوزيد النائب السابق بمجلس الشعب وأقرب الأصدقاء للراحل عبدالرحمن الأبنودي: ان الأمة العربية فقدت شاعرا كبيرا لم يبعد لحظة عن هموم الشعب. وأضاف أبوزيد ان الأبنودي عشق الإسماعيلية منذ عام 1968 كنت أنا وجاب الله عبدالسلام وزكي سالم وسمير السمان وعبدالشافي درغام وعبدالحميد تميم نسهر للفجر أمام محل درغام لقطع الغيار نتحدث عن السياسة والشعر والأدب وكل أحوال البلد وكان الأبنودي أجدع واحد يضحكنا وزمان كنا ننام في بدروم شركة الألبان بجوار معسكر الجلاء وأحلي أيام عمرنا قضيناها مع الأبنودي. وأضاف أحمد أبوزيد ان الأبنودي عاش بالإسماعيلية بعدما نصحه الأطباء بالابتعاد عن ضوضاء وتلوث القاهرة بعادم السيارات لدرجة ان د.عوض تاج الدين قال لنا: ان الأبنودي والشيخ الشعراوي عايشين بقدرة ربنا لأنهما كانا يتشابهان في المرض الرئوي ورغم ذلك كان الأبنودي بيقاوح ومايسمعش كلام الدكاترة. وقال آخر مرة اتصلت بالأبنودي قبل إجراء العملية الأخيرة بيومين وكلمني علي التليفون الأرضي لانه يرفض التحدث في الموبايل وأنا عرفت الأبنودي بعد النكسة وكنا حاضرين معا احتفالية بنادي الشمس وسهرنا علي أنغام السمسمية وأشعار الراحل الكبير عبدالرحمن الأبنودي وعشت معه ذكريات جميلة أذكر منها مشاركته في برنامج بعد التحية والسلام مع فتح الله الصفتي المذيع اللامع بصوت العرب. وعبدالرحمن الأبنودي كان يمثل ضوء النور وسط ظلام الهزيمة والأمل للأجيال المتعاقبة والصمود والقوة ويعطي أملاً للشباب في بكرة ويقول اننا سننتصر ان شاء الله.