فور انتشار خبر وفاة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي خرجت قرية الضبعية والتى تبعد عن مدينة الاسماعيلية بنحو 3 كيلو مترات حيث تجمع المئات أمام منزل الراحل الذى يتوسط القرية، وتوجه عدد كبير إلى المقابر للاستعداد لمراسم دفن الجثمان. مشاعر الحزن والأسى على خسارة شخصية كبيرة لها وزن وثقل مجتمعى ارتسمت على وجوه جميع أهالى القرية البسطاء فها هو رمز من رموز مصر اأدبية رحل من بينهم. فقد كان بالأمس يجوب شوارع القرية يطمئن على أحوال جيرانه وأحبائه الذى ظل بينهم قرابة 30 عاما متواصلة لم يفرق بينه وبينهم سوى الموت. بحسرة شديدة يقول عم محمد الجار الملاصق لمنزل الخال عبدالرحمن الابنودى ، ان خسارتنا كبيرة بل فادحة فرمز الادب والشعر المصرى رحل من بيننا ، فهو كان نعم الجار والصديق بل انه فى كثير من الاوقات كان يطلب اشخاص باسمائهم من اهالى القرية للجلوس معهم للاستئناس بهم والحديث معهم وهو كان لايفرق بين كبير او صغير متعلم او غير متعلم، فكل الناس عنده سواء. كان أكثر ما يميز الشاعر الكبير هو حديثة العذب عن تاريخة وزكرياته خاصة ايام الملاحم الوطنية وكيف كان يكتب اشعاره واغانية وذكرياته مع كبار الملحنين والمطربين. من جانبه لخص الأستاذ أحمد أبوزيد أحد القيادات الشعبية بالاسماعيلية الرحل الابنودى بانه عبقرية لن تتكرر ، وحكى كيف تأصلت الصداقة بينهما وبين عدد كبير من أبناء الاسماعيلية حيث قال : عندما نصحة الاطباء بالبعد عن اجواء القاهرة الملوثة فضل القدوم الى الاسماعيلية وكان وقتها حرب الاستنزاف فحضرت انا ومجموعه من الاصدقاء الى الشاعر الكبير وهم صبرى مبدى وعبد الشافى ضرغام وابراهيم حال وعدد كبير من الاشخاص لكى نعاتب شاعرنا الكبير كيف يعيش فى الاسماعيلية وليس لها نصيب من اشعاره واغانية الوطنية فما كان من الابنودى الا ان نزل معنا لوسط مدينة الاسماعيلية واصبحت تلك المنطقة المكان المعهود لجلوسه فى اوقات حرب الاستنزاف وكتب فيما بيننا عدى النهار وبرنامج مع تحياتى وعدد كبير من الاشعار. كان هذا المجلس يضم عدد من شعراء المقاومة الشعبية الذين استفادوا من توجيهاته وكانت جلساته لاتخلو من زكرياته مع كبار الفنانين والمطربين والملحنين. وأكد أبوزيد أن الابنودى كان محبا كبيرا لمصر وخسارته خسارة كبيرة للوطن فكان آخر امانية رؤية مشروع قناة السويس الجديدة وتقديم اوبريت غنائى خلال افتتاحها كما كان يتمنى قبل ان يموت ان ينهى إجراء زواج بناته.