من المؤكد أن أمريكا أصبحت هي الأخري في أمس الحاجة إلي ثورة حقيقية تنسف كل ما هو قديم في الفكر وتغير أساليب التعامل البالية التي مازالت تستخدمها حتي اليوم رغم التغييرات الجذرية التي طرأت علي الكثير من بلدان العالم. الدليل علي أن الفكر المسيطر علي أمريكا قديم فعلاً.. انها لم تستطع أن تفرق بين دول مستقرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ودول تغيرت للأفضل بثورات شعبية ترفض تماماً العودة لوراء أو حتي التعامل معها بنفس الأساليب البالية.. منتهي الغباء. *** لقد فتحت أمريكا كل الأبواب والطرق للتفاوض مع الإخوان في مصر.. وهي صادقة مع النفس حينما قالت وزيرة خارجيتها إن هذه الاتصالات تصب في صالح واشنطن. أمريكا بهذه الخطوة تظن أن في مقدورها السيطرة والهيمنة علي الإخوان إذا وصلوا إلي الحكم.. فتتحكم فيهم وتوجه بوصلتهم وتمتلك قرارهم لما فيه صالح واشنطن وتل أبيب. نفس التفكير الذي تعاملت به مع النظامين السابقين لمص. وذات الأسلوب الذي اتبعته وجنت هذه وربيبتها من ورائها الكثير ابتداء من اتفاقية كامب ديفيد التي بها الكثير من العوار وانتهاء بوقف مباحثات السلام وترسيخ الانشقاق الفلسطيني ومروراً بالكويز وتصدير الغاز بأبخس الأسعار واتخاذ مواقف "مايعة" من المجازر الإسرائيلية المتكررة في الضفة وغزة وقانا وصبرا وشاتيلا والجنوب اللبناني ومباركة البلطجة الأمريكية البريطانية في العراق بالصمت العاجز قليل الحيلة. إنني لا أقصد هنا أنه كان من الضروري أن نشن الحرب علي أمريكا وإسرائيل.. فأنا ضد التورط في ذلك إلا إذا فرضت علينا.. ولكن علي الأقل كان يجب أن تكون لنا مواقفنا الصلبة ونعمل ما هو في صالحنا.. لأن القرار لا يخص نظاماً أو نفراً منه.. بل يخص أكبر دولة عربية تعطي القوة والمنعة لشعوب 21 دولة أخري. *** ما كانت تفعله أمريكا مع النظامين السابقين.. بدأت في انتهاجه مع مصر الآن بالتودد للإخوان وسوف يعقبهم باقي التياارت ظناً منها أنها بذلك تملك الجميع في يدها وتتحكم فيهم إذ ما وصل أحدهم للحكم. تنسي أمريكا أو تتناسي بغباء تجربة الخوميني معها في إيران والتي أطاحت بأخا1⁄2ص حلفائها.. ثم كان ما كان. وتنسي أمريكا أو تتناسي عن عمد أو جهل أو غرض أو مرض خبيث انتشر في كل جسدها أن مصر الثورة لن تعود لوراء مرة أخري ولن يجرؤ مسئول في النظام القادم أياً كان أن يفسد أو ينحرف بالقرار المصري.. وأن عيون وعقول 85 مليون مصري سوف تتابعه في صحوه ومنامه ولم يفلت من الحساب والعقاب. أمريكا لابد أن تتغير.. ولن تتغير لا بثورة تطيح بالعقول القديمة من أمثال هيلاري كلينتون وأشباهها. ** تصحيح واجب.. حدث خطأ غير شخصي في مقال أمس عند الحديث عن المسميات المقترحة للأمن المركزي.. ذكر أنه من الممكن أن يسمي الحزب الوطني.. والصحيح كما كتبته في أصل المقال هو أن يسمي الحرس الوطني. لذا وجب التنويه والتصحيح.