مازلنا نقول ونشدد علي أن تنمية سيناء هي الحل السحري والعملي لمشاكل الإرهاب وعمليات الطمع في استقطاع هذا الجزء الغالي من أرض الوطن الذي رويناه بدماء أكثر من 100 ألف شهيد علي مدار عدة حروب في العصر الحديث. كلنا ندرك ان القوي الاستعمارية قديمة وحديثة ترغب بل وتعمل علي أن تظل سيناء جزءاً منفصلاً عن الوطن الأم وألا تقترب منها التنمية حتي تظل البوابة الشرقية للحدود نهبا للأطماع والخطط المدمرة.. فهل نساعدهم علي ذلك وبأيدينا؟! سمعنا كثيراً عن برامج تنمية عقب تحرير سيناء تستوعب ملايين البشر.. لكن ظل الحال علي ما هو عليه ولم نعرف شيئا عن الطاقات والامكانات المتوفرة في أرض الفيروز.. بل لم نسمع عن مشروعات أو خدمات تم تقديمها لكي ينهض هذا الجزء الغالي من الوطن واقتصر الأمر في كل عيد لتحرير سيناء علي سماع أغنية الفنانة الكبيرة شادية "سينا رجعت تاني لينا.. ومصر اليوم في عيد". يتحدث أبناء سيناء عن نقص شديد في الخدمات ويطالبون بمشاريع لتشغيل أبناء البدو وشغل أوقات فراغهم.. واستيعاب القادمين من الوادي المزدحم بالبشر.. وهي الإجراءات التي تقطع الطريق علي عصابات الإرهاب الأعمي التي تمركزت في سيناء خلال حكم جماعة الإخوان.. واتخذت منها مرتعا لعملياتها الإجرامية بمساعدة قوي وعناصر خارجية لضرب الدولة المصرية وتشتيت جهودها حتي يسهل تنفيذ برنامج "سايكس بيكو الجديد" لإعادة رسم حدود دول المنطقة وتقسيم النفوذ فيها لصالح المطامع الاستعمارية اعتماداً علي اشاعة الفتن والقلاقل ليتقاتل الجميع فيسهل التفتيت والسيطرة لصالح إسرائيل التي تصبح بحق الدولة الكبري في المنطقة والحارس الأمين للمصالح الاستعمارية علي حساب الأرض والحقوق العربية. قالوا منذ عقود إن التنمية في سيناء تستوعب أكثر من ثلاثة ملايين نسمة فأين برامج هذه التنمية ومتي تنفذ؟! يا سادة.. ليس معقولا ولا مقبولا ان تظل برامج التنمية تصريحات فقط منذ أن تم التحرير حتي الآن دون أن يتم التنفيذ علي الأرض بزراعتها بالبشر حماية للأمن القومي المصري في مجالات التعدين والزراعة والصيد والصناعة والسياحة.. الخ لاستغلال كل الطاقات المتاحة وعلينا أن نعلم أن هناك مرسوما بقانون يحمل رقم "14" لعام 2012 بشأن التنمية المتكاملة في سيناء.. ويتضمن هذا المرسوم انشاء هيئة عامة اقتصادية تسمي الجهاز الوطني لتنمية سيناء وتتبع رئاسة مجلس الوزراء.. فماذا فعلت هذه الهيئة منذ هذا التاريخ وحتي الآن..؟! وما هو برنامجها خلال السنوات القادمة؟! بصراحة المرحلة.. تحتاج إجابات واضحة وعلي أرض الواقع.. بعيداً عن الشعارات والكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.