رئيس الوزراء إبراهيم محلب قال لي عند تكليفي بالمنصب "هاتضحي".. قلت "أنا مستعد" وقبلت المسئولية لأنني أريد أن أقدم شيئاً لمصر.. هكذا استهل المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط حواره ل "المساء" بعد مرور شهرين علي توليه المسئولية.. حاولنا خلاله قراءة ما يدور في رأس "رجل الحكومة" المسند إليه مهمة إدارة عاصمة الصعيد في مرحلة إعادة البناء وما تتطلبه من جودة الأداء وسرعة الإنجاز.. لتعويض سنوات الارتباك وتخلف التنمية.. حتي بات الوقت ترفاً. قال ياسر الدسوقي إنه يريد نقل خبرته في الشركات متعددة الجنسيات لتحسين ظروف الحياة وتبنيه برنامجاً لتطوير العمالة الفنية ليقدم الحرفي لعملائه شهادة ضمان "زي أمريكا".. وإنه يتطلع لمواطن جديد يكون شريكاً في التنمية ووعد بتنفيذ مشروع محور الهضبة الغربية بما يمثله من حلم كبير للتنمية الحقيقية لأهالي أسيوط خلال أسابيع قليلة من الآن. * قلنا لمحافظ أسيوط ماذا ستفعل لمواجهة أزمة خانقة في الإسكان وفقر مدقع حيث تضع التقارير الرسمية أسيوط في المرتبة الأولي في مستوي الفقر بنسبة 69%..؟ ** شكك الدسوقي في هذه التقارير.. قائلاً إن أسيوط بها أعداد كبيرة من الأثرياء ورجال الأعمال أدعوهم للعودة والاستثمار هنا. * قلنا إن تشخيص المشاكل بات معروفاً للجميع.. والحلول كذلك وإن الغائب الوحيد في المعادلة هو إرادة الفعل والقدرة علي المواجهة. ** أكد الدسوقي استعداده للتحدي وتنفيذ الحلول.. واعداً بأن مشروع محور الهضبة الغربية سيدخل حيز التنفيذ خلال أسابيع.. قال إنه جاري العمل علي إنجاز الدراسة الهندسية الإنشائية للطريق الذي يبلغ طوله 22 كيلو متراً ويفتح لأول مرة ظهيراً صحراوياً للمدينة عبر الهضبة التي تحاصرها من الناحية الغربية وأنه من المنتظر الانتهاء من الدراسة خلال شهر من الآن وبعدها سيتم طرح التنفيذ من خلال مجلس الوزراء علي شركة المقاولون العرب وأنه توجد اعتمادات 50 مليون جنيه ضمن 300 مليون يتكلفها المشروع للبدء في المرحلة الأولي من أمام المطار وبعمق 12 كيلو متراً داخل الهضبة.. تمهيدا للتنفيذ الكامل للمشروع الذي يفتح آفاقاً واسعة للحياة والاستثمار.. أضاف أنه يدرس تنفيذ "مدينة الحرفيين" المشروع المعطل منذ 15 عاماً باعتباره ضرورة لاستعادة الوجه الحضاري لعاصمة الصعيد واستئصال النمو السرطاني العشوائي للورش من شوارع المدينة التي باتت مكتظة بالسكان. * سألنا أين ذهبت التطلعات الكبري للتنمية بإحياء "درب الأربعين" ذلك الطريق الفرعوني الذي كان يربط أسيوط بدارفور غرب السودان.. وربط العمق الأفريقي بموانئ البحر الأحمر من خلال شبكة طرق وخدمات لوجستية تمر عبر أسيوط. ** قال الدسوقي إن أحداً لم يطلعه علي شيء من ذلك! لكنه أعرب عن تقديره لهذه الأفكار واستعداده لدراستها وأعلن عن تبنيه مشروعاً لتطوير الأعمال الحرفية لتكون قيمة مضافة حقيقية للمجتمع بالتعاون مع مراكز التدريب المهني وبعض الجهات المانحة لاستعادة الصنايعي والحرفي المصري القديم الذي كان مصدر فخر للمصريين جميعاً علي حد قوله.. من خلال إعداد دورات تدريبية للحرفيين في كل المجالات لتجويد الأداء حتي يعود للحرفي المصري مكانته المحترمة في سوق العمل العربي والمنافسة علي المستوي العالمي وأن يصل حداً من الكفاءة أن يقدم الحرفي كالسباك وميكانيكي السيارات لعملائه شهادة ضمان كما يحدث في أمريكا. قال إنه يحتاج إلي الاستماع إلي الناس وإلي آرائهم وأنه يشجع المبادرات الشبابية التي تنزل إلي القري وتعد تقارير تقدمها إليه عن المشاكل.. كما ينزل بنفسه للالتقاء بالمواطنين إضافة إلي تفعيل مكتب خدمة المواطنين بالمحافظة وتزويده بالكاميرات ليتابع من مكتبه مباشرة الأداء وحسن التعامل. يري الدسوقي الذي يعد خامس محافظ مدني لأسيوط ضمن 20 محافظاً في تاريخ الإدارة المحلية أن قبوله للمنصب الرسمي مثل تضحية مادية كبيرة لكنه شرف له ولأبنائه لاسيما إذا نجح في تقديم عمل ملموس لخدمة الوطن.. وأنه يطمح في نقل تجربته في العمل بالشركات متعددة الجنسيات إلي أسيوط.. والعمل علي محورين الأول هو توفير أساسيات الحياة.. والثاني تحسين الحياة.. من خلال ضبط أداء الشركات المنفذة للمشروعات العامة وعلي رأسها مياه الشرب والصرف الصحي التي تعاني تأخيراً في بعض المشروعات يصل إلي 12 عاماً بوضع جداول زمنية للتنفيذ والالتزام بها والتطبيق الصارم لغرامات التأخير وسحب المشروعات من المتقاعسين.. وكذلك تغيير المنظومة الصحية ومواجهة عجز الأطباء والتمريض.. ومواجهة ما وصفه بالكثافات "غير المنطقية" في التعليم.. وتفعيل الدور المجتمعي لجامعة أسيوط.. ويري أن الكثير من المعوقات تواجه العمل التنفيذي في المحليات وتتطلب تعديلات تشريعية منها ما يسمح بتقديم حوافز للعاملين. يطالب محافظ أسيوط مواطنيه بالصبر.. والنقد البناء واقتراح الأفكار.. يقول "قد نختلف في الرأي.. لكن دعونا نتفق حول المبادئ".