إذا كانت وزارة السياحة قد تأكدت أن شركة السياحة "مايوركا" متورطة في تهريب 30 معتمرًا مصريًا دخلوا الأردن للانضمام إلي تنظيم "داعش" في سوريا فلماذا لم تخبر الوزارة أجهزة الأمن في مصر في حينها للتدخل فورًا لتطلب من السلطات الأردنية القبض علي هؤلاء المعتمرين وإعادتهم إلي الأراضي المصرية؟ سائقا الحافلتين اللتين أقلتا هؤلاء المعتمرين اتصلا بالشركة المنظمة للرحلة وأخبراها بتعرضهما لحصار 5 سيارات من طراز G.M.C. يستقلها مسلحون وساعدهم المعتمرون الهاربون بالاعتداء علي السائقين للتوقف حيث نزلوا من الحافلتين واستقلوا السيارات الخمس التي انطلقت بهم إلي داخل الأردن. هذه إحدي الطرق التي يلجأ إليها المتطرفون للخروج من مصر بطريقة رسمية.. يتفقون مع شركة سياحية لتنظيم رحلة عمرة ثم يفرون للانضمام إلي التنظيمات الإرهابية.. وربما بل من المؤكد أنه سيتم تدريبهم علي استخدام السلاح باحترافية شديدة ثم يعودون إلي أرض مصر بطريقة أخري للقيام بعملياتهم الإرهابية في سيناء أو في غيرها. الدليل علي أن الشركة المنظمة للرحلة تعلم بنية هؤلاء الهاربين تحت مسمي القيام بعمرة أن 20 منهم ينتمون إلي محافظة واحدة هي البحيرة ولا تتعدي أعمارهم العشرينات.. أما العشرة الآخرون فهم من الإسكندرية وكفر الشيخ والدقهلية وبينهم 3 سيدات إحداهن عمرها 64 عامًا وأخري عمرها 20 عامًا متزوجة من هارب معها يكبرها بأكثر من 40 عامًا.. والثالثة عمرها 26 عامًا تركت شقيقها المحرم لها في الرحلة ثم هربت!! وقد ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "اليوم السابع" أسماء هؤلاء المعتمرين وأعمارهم وقال إنه عقب استكمال الرحلة وعودة المعتمرين حاول ستة آخرون الهروب لكنهم فشلوا!! مالك شركة "مايوركا" يدعي سيد مصطفي وقد قام بتأجير فرع الشركة بمحافظة البحيرة من الباطن لسمسار يعمل في مجال الكهرباء وقام هذا الكهربائي بالتعامل مع السماسرة لجمع جوازات المعتمرين وعددهم 84 من عدة محافظات.. لكن الشركة عدلت أماكن الحجز في السعودية ل 54 فقط دون إخطار وزارة السياحة.. ولها مخالفات عديدة سابقة ربما تصل عقوبتها إلي حد إغلاق الشركة.. وهذا يؤكد اتفاق الشركة مع الهاربين مسبقًا!! أجهزة الأمن في مصر تواصل جهودها لكشف غموض الواقعة وملابساتها.. وعليها أن تواجه صاحب الشركة بالاتهامات الموجهة إليه.. وكذلك السمسار الكهربائي الذي استأجر منها فرع الشركة بالبحيرة. وبقية السماسرة الذين تعاونوا معه لجمع جوازات سفر الهاربين. القضية في رأيي كبيرة وخطيرة وربما تكشف عما وراء هذا العمل والمخطط له في مصر وكذلك الممول الذي قام بتغطية تكاليف رحلة العمرة لهؤلاء الشباب.. وأعتقد أن الجميع ستتم إدانتهم وتكشف أسرار من وراءهم. كذلك علي أجهزة الأمن أن تستدعي الأشخاص الستة الذين فشلوا في الهروب لمعرفة ملابسات الواقعة ومن جندهم لهذا العمل. أعتقد أن التفاصيل الدقيقة التي ستخرج بها أجهزة الأمن ستكشف عن خلايا كبيرة تعمل علي تجنيد الشباب للقيام بعمليات إرهابية خاصة إذا علمنا أن المعتمرين من هؤلاء الشباب معظمهم عاطل عن العمل. نحن في انتظار نتائج التحقيقات في هذه الواقعة وما تسفر عنه من مخططين وممولين.. وعلينا أن نحذر من جهات أخري تنهج هذا النهج وتقوم بنفس العمليات تحت غطاء رسمي.