تعيش مصر الآن لحظة تاريخية فارقة بعد النجاح منقطع النظير لمؤتمرها الاقتصادي "مصر المستقبل". وانطلاقا من خطورة ودقة المرحلة. أصبحنا في حاجة إلي لغة إعلامية جديدة تتسم بالمسئولية والرقي والعقلانية والحكمة وتتواءم مع طبيعة المرحلة الحرجة. وإلي إعلام تنموي يقرب ولا يفرق. يدعم البناء. ولا يعرف التخريب والهدم. يدعم النماذج الناجحة المشرقة والاتجاهات الايجابية. إعلام يحارب الفساد بكل جرأة. ويعالج الصور السلبية برؤي إصلاحية ونية صادقة للتغيير. لقد أصبح الإعلام التنموي الجهاز العصبي لعملية التنمية المستدامة. ويجب أن يكون هدفه الاساسي تعظيم مشاركة المجتمع في كافة برامج التنمية وتحويله إلي مجتمع مساند للعملية التنموية. لا معارض وكاره لها. ويسهم في تحويل أفراد امجتمع إلي وكلاء للتنمية والتغيير. وفي تقديري أن من أهم مهام هذا الاعلام. العرض الشامل وبيان مدي أهمية المشروعات الجديدة وشرح مراحلها والعمل المستمر لتذليل المعوقات الروتينية واللوجيستية. والقدرة علي إقناع الشباب بأهمية التأهيل الفني والتدريب والمشاركة في المشروعات الجديدة فلن يبني مصر إلا سواعد وأيدي المصريين. ومن ملامحه. وأدواته الالتزام الموضوعي والحيادية وعرض مختلف وجهات النظر واحترام الآراء المخالفة. والبحث دائماً عن نقاط الاتفاق وأوجه التوافق والاستفادة منها إيثاراً للمصلحة الوطنية. والبعد عن بث روح اليأس وترديد شائعات المغرضين التي تدعي ان مصر علي حافة الافلاس والانهيار الاقتصادي واستحالة انشاء المشروعات القادمة. وأيضاً تجنب الخوض في الجدل العقيم والتجريح الشخصي وتصيد الأخطاء والنقد الحاد الذي يزكي الخصومة والاحتقان. كل تجارب البلدان الناجحة التي حققت طفرات تنموية تؤكد ان الاعلام ساهم بدور محوري وفعال في إحداث التنمية والرقي. وقد أسهمت الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم في قلب كل الموازين. وأضحي الإعلام ركيزة أساسية. ومقوما اساسيا من مقومات ورموز السيادة الوطنية وأداة فاعلة ومنظومة تفاعلية متكاملة بين أفراد المجتمع. ولابد من تفعيل أدائه لترسيخ بناء الدولة وتدعيم الثوابت الوطنية لدي المواطنين. ويجب ألا ننسي أن أرض الكنانة لن تعود للوراء بعد ان ارتدت أفخر ثيابها وتجملت كالعروس لحياة جديدة وواقع أفضل. وتفتح ذراعيها لاستقبال المستثمرين ومشروعاتهم التنموية الواعدة.