مشاكل وهموم الشعب المصري متوارثة منذ زمن طويل بسبب ضعف الوزراء والمحافظين وعدم قدرتهم علي مسايرة قضايا الرأي العام أو التعرف علي كيفية حل هذه المشاكل ومع ذلك نجد تحديا من الحكومة لمشاعر وأحلام المواطنين. فهاهو رئيس الوزراء يتحدي أهالي الإسكندرية ويتمسك بالمحافظ الذي رفضه المواطن لأنه يحمل الجنسية الأمريكية وحول المحافظة إلي عزبة خاصة له ولزوجته التي كانت ترافقه حتي في جولاته. المواطن المصري يتساءل لماذا يتمسك رئيس الوزراء بهذا المحافظ وكأن مصر لم تنجب مثله هل اختزلنا قضايا الرأي العام في محافظ الإسكندرية وتركنا المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المواطن المصري. اذن لماذا الاصرار علي هذا المحافظ؟! وهل عدنا إلي حكومة رجال الأعمال الذين جاءوا بهم في الحكومات السابقة وكانوا سببا رئيسيا في استقرار الرأي العام وقيام ثورة 25 يناير فهل نستفيد من التجارب ونتجاوب مع الرأي العام الذي من حقه اختيار المحافظ الذي يقوم علي خدمته؟ أم تتحدي مشاعر المواطنين. في الواقع أن حركة المحافظين والوزراء الأخيرة لم تكن علي مستوي تطلعات الشعب المصري فقد تم اختيار عدد من المحافظين الذين ليس لهم خبرة في التعامل مع المحليات. هاهو محافظ البحيرة د. محمد سلطان كان يشغل منصب رئيس هيئة الاسعاف ثم مدير مكتب وزير الصحة ولم يكن له أي دراية بمحافظة البحيرة التي تعد من المحافظات الزراعية وكل ما فعله حتي الآن انه قام بزيارة لمستشفيات حميات البحيرة فهل يعقل ان محافظة مثل البحيرة يقودها طبيب ليس له خبرات في مجال عمله الفعلي فكيف يكون له خبرات في الزراعة ومشاكل الفلاحين. وهاهو محافظ سوهاج د. أيمن عبدالمنعم كان يشغل منصب وكيل وزارة الصحة بالمنيا والفيوم ولم تكن له أي انجازات ملموسة علي أرض الواقع في مجال عمله السابق ورغم ذلك تم اختياره محافظا لسوهاج التي تشتهر بالزراعة أيضا ولديها مشاكل عديدة في المشروعات التنموية وهي من المحافظات الأكثر فقرا وكانت تحتاج إلي محافظ من نوعية خاصة يفهم طبيعة المحافظة ويعرف كيف ينهض بها هل أختزلنا قضية محافظة بالكامل في الاشغالات والنظافة فقط أم أن هناك قضايا هامة وحساسة تهم المواطن السوهاجي. فماذا فعل المحافظ في مستشفي سوهاج العام أو مستشفي أخميم أو معهد الكبد والجهاز الهضمي أو مستشفي جرجا العام أو مستشفي البلينا المركزي هذه المستشفيات تحولت إلي خرابة ولم يعد فيها أبسط أدوات العلاج ولا الأطباء المتخصصين في الجراحات المختلفة. لقد اهتم د. اسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق بهذه المستشفيات للتيسير علي سكان المحافظات النائية وعلاجهم في محافظاتهم بدلا من السفر للعلاج في القاهرة. بالفعل بدأت هذه المستشفيات قوية وبدأت تنفذ المطلوب منها لكنها ضعفت شيئا فشيئا حتي تحولت إلي مبان فقط تعجز عن تقديم الخدمات الطبية مما جعل المريض ينزح للقاهرة طلبا للعلاج وهنا يستنزفه الأطباء في الكشف والعلاج. هؤلاء المرضي الغلابة يحتاجون إلي من يأخذ بأيديهم داخل محافظاتهم. فهل نجد تحركا من المحافظ الحالي في نطاق عمله ويقوم بعمل زيارة لتفقد هذه المستشفيات وخاصة مستشفي البلينا المركزي الذي يخدم حوادث الطريق السريع وأكثر من 50 قرية بالاضافة إلي علاج السائحين القادمين إلي معبد عرابة "أبيدوس". لقد وصل هذا المستشفي إلي حالة متدنية في العلاج والنظافة ومكافحة العدوي ومازال يعمل بنظام "الطرنشات" والمستشفي يغرق في بركة من مياه المجاري لكن من الذي يهتم بمشاكل المواطنين في ظل هذه القيادات الضعيفة.