سكان القري والنجوع محرومون من أبسط الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والترفيهية والرياضية ولم نجد من يأخذ بيدهم حتي الآن مع أن المسئولين يعلمون ما يعاني منه هؤلاء السكان والقصور الموجودة في المنشآت الخدمية في كل قرية. علي سبيل المثال نجد أن مركز البلينا بمحافظة سوهاج يعتبر من أعرق المراكز السياحية في الصعيد لوجود معبد "أبيدوس" في قرية العرابة إحدي قري المركز ومع ذلك هذا المركز محروم من أدني الخدمات فمثلاً في مجال الصحة نجد أن مستشفي البلينا المركزي واجهتها في اتجاه الشارع الرئيسي لم تتغير منذ الستينيات المبني متهالك والغرف مصممة علي النظام القديم والحشرات تسكن الغرف ودورات المياه والصرف الصحي تبدو بصورة سيئة علي حوائط المبني في اتجاه رصيف محطة السكة الحديد المجاورة للمستشفي. أما المبني الجديد الذي جاد به المسئولون منذ عامين فإنه مبني بدون تجهيزات ولا أطباء متخصصين وغرفة العمليات مجرد ديكور وقسم الولادة ما هو إلا مسمي فقط والاستقبال تحول إلي سلخانة والمستشفي بلا أي مستلزمات طبية والأمصال غير متوفرة تماماً خاصة أمصال العقارب والثعابين والتسمم خاصة أن كثيراً من المواطنين الذين يتعرضون للدغ العقرب أو سم الثعبان ولا يجدون أي اسعافات فيضطرون للتوجه إلي مستشفيات المحافظة التي تبعد عن المركز حوالي 70 كيلو متراً مما يؤدي إلي وفاة المصاب قبل وصوله إلي مستشفي المحافظة بالإضافة إلي أن الأشخاص الذين يتعرضون للجلطات لا يجدون من ينقذهم من الموت والسياح الأجانب الذين يقومون بزيارة معبد "أبيدوس" يتعرض بعضهم إلي ظروف صحية طارئة ولم يجدوا من يسعفهم بمستشفي مركز البلينا. الأغرب من ذلك أن الوحدات الصحية بالقري التابعة للمركز فحدث عنها ولا حرج إذ لا يوجد بها أي امكانيات طبية مع أن مباني هذه الوحدات الصحية "خمس نجوم" بعد أن تم تحويلها إلي مراكز طب أسرة.. لكن المريض لا يجد فيها أي اسعافات. أما مشروع الصرف الصحي في مركز البلينا فمازال محلك سر بعد أن توقف فجأة رغم أعمال الحفر التي تمت في قري الغابات والعراية والغنمية وتكلفت هذه الإنشاءات ملايين الجنيهات علي الدولة ومع ذلك فإن كل القري مازالت تعمل بنظام "الطرنشات". وفي المجال الرياضي لم يجد الشباب ضالتهم منذ سنوات ومراكز الشباب بالقري أصبحت مسميات فقط لا توجد ملاعب أو أدوات رياضية تساعد الشباب علي ممارسة الرياضة والترفيه مما أدي إلي قيام شباب القري بالهجرة إلي المدن وإدمان المخدرات في الشوارع. وفي مجال التعليم كنا نحلم بإقامة مشروع تعليمي علي أعلي مستوي وانشاء جامعة في قرية الغايات بعد أن تم التخطيط لها منذ فترة في الأرض التابعة للأزهر والتي تبلغ مساحتها 10 أفدنة لكن المشروع توقف فجأة بعد ثورة 25 يناير وعدنا إلي نقطة الصفر ولم نجد أي تحرك من المحافظين السابقين. ونتساءل هل يستطيع محافظ سوهاج الجديد أن يفتح ملف الخدمات العامة بمركز البلينا ويقوم بزيارة هذا المركز علي الطبيعة حتي يشعر السكان بأنهم موجودن علي الخريطة وأن الأمل في تحسين مستوي معيشة المواطنين مازال قائماً؟ أم أن هذا المحافظ سوف يكون مثل سابقيه ويظل سكان المركز علي ما هم فيه حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.