يسأل أحمد أنور من الجيزة: ما رأي الدين في البر والصلة مع غير المسلمين؟ وما رأي الشرع فيمن يقولون بإكراه المخالفين لنا. أو التدليس عليهم لاعتناق ديننا؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: رغم أن الله تعالي قد قضي بأن جعل الناس مختلفين في عقائدهم وثقافاتهم إلا أنه لا وجه لأحد بأن يقوم بإكراه مخالفيه في الدين أو التدليس عليهم لاعتناق ديانة من الديانات أو الالتزام بثقافة معينة من الثقافات. لأن الاختلاف سنة كونية. ولو شاء الله لدمج الأجناس جميعاً في جنس واحد.. يقول الله تعالي : "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" سورة هود آية: 118 .119 ومن أجل ذلك أمر الله تعالي المسلمين بالدعوة إلي التآلف بين البشر فقال: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" سورة الممتحنة آية: .8 وفي سبب نزول هذه الآية روي عن عبدالله بن الزبير قال: قدمت قتيلة علي ابنتها أسماء بنت أبي بكر.وأبو بكر طلقها في الجاهلية. فقدمت علي بهدايا فأبت أسماء أن تقبل منها أو تدخلها منزلها حتي أرسلت إلي عائشة أن سلي عن هذا رسول الله فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها. ولهذا يقرر الإسلام صراحة أن التآلف أمر مشروع نظراً لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش إلا في مجتمع. لأنه مدني بطبعه. ولهذا يقول الله تعالي : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" سورة الحجرات آية ..13 كما أوجبت علينا الشريعة الإسلامية لا نضع كل المخالفين لنا في سلة واحدة. وألا نسلك سياسة التعميم التي تغفل الفروق بين المواقف والمذاهب. ولهذا كان المنهج القرآني هو عدم التعميم في حديثه عن أهل الكتاب وإنما ميَّز بين مذاهبهم وفلسفتهم فيقول: "وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحاسب". سورة آل عمران آية 199 ويقول: "ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك" آل عمران آية .57 فالقاعدة القرآنية إذا في النظر إلي المخالفين لنا في العقيدة هي أنهم "ليسوا سواء" سورة آل عمران آية .113 ومن هنا فالبر والصلة مع غير المسلمين أمر جائز يقول الله تعالي : "عسي الله أن يجعل بينكم وبين الدين عاديتم منهم مودة" سورة الممتحنة آية .7 ولا شك أن للبر مع غير المسلمين له أبعاد عديدة من أهمها التضامن بين البشر. ودفع الأخطار. وإخماد نار الكراهية التي تؤدي إلي تدمير كل ما هو جميل. إضافة إلي جلب المنافع من أجل من الإنسانية واستقرارها وتقدمها. وهذا ما تحث عليه جميع الأديان والشرائع ويدعو إليه أصحاب العقول قاطبة. * يسأل مهندس أشرف ندا بمدينة برج العرب الجديدة بالإسكندرية: ما حكم من حج ورمي الجمرة الأولي ثم ذهب ليذبح الهدي فوجده غالي الثمن فذهب من مني إلي مدينة جده واشتري هدية وذبحه.. هل يصح.. أم لا؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد بمنطقة الإسكندرية الأزهرية: لا يجوز للحاج أن يخرج إلي جده يوم العيد. ثانياً: شراء الهدي من خارج حدود الحرم كجدة وغيرها جائز. وإنما الذي لا يجوز هو ذبحه خارج حدود الحرم فذلك لا يجوز ومن ذبح فشاته شاة لحم ولا تجزئه عن الهدي الواجب ويعتبر في حكم من لم يهد لقوله تعالي: "هدياً بالغ الكعبة" وقوله: "حتي يبلغ الهدي محله".