* يسأل عادل محروس من الإسكندرية: هل يجوز للمسلم قبول الهدية من جاره أو صديقه المسيحي؟ وهل يجوز له استضافته في بيته؟ أرجو إفادتنا في ذلك؟ ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد وكيل معهد المدينةالمنورةبالإسكندرية: إن صلة الإنسان بأخيه الإنسان لها أبعاد شتي تقوم علي أسس عقلية وعملية في إطار من التآلف للعلاقات الإنسانية المتبادلة للارتقاء بجوانب الحياة المختلفة فتثري ويكون لها معني ورغم أن الله تعالي قد قضي بأن جعل الناس مختلفين في عقائدهم وثقافاتهم إلا أنه لا وجه لأحد بأن يقوم برفض المخالفين له في الدين أو إقصائهم عن الحياة. لأن الاختلاف سنة كونية يقول الله تعالي: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" "سورة هود: 118". من أجل ذلك أمر الله تعالي المسلمين بالدعوة إلي التآلف بين البشر فقال: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" "سورة الممتحنة: 8". وفي سبب نزول هذه الآية ذكر الإمام السيوطي في كتابه: "لباب النقول في أسباب النزول": أن قتيلة قدمت علي ابنتها أسماء بنت أبي بكر وكان أبوبكر طلقها في الجاهلية فقدمت عليها بهدايا فأبت أسماء أن تقبل منها أو تدخلها منزلها حتي أرسلت إلي عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبرته. فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها. وفي صلة الأخ المشرك روي عن عبدالله بن دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "رأي عمر حلة سيراء تباع. فقال: يا رسول الله ابتع هذه والبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفود. قال: إنما يلبس هذه من لا خلاق له فأتي النبي صلي الله عليه وسلم منها بحلل. فأرسل إلي عمر بحلة فقال: كيف ألبسها وقد قلت فيها ما قلت؟ قال إني لم أعطكها لتلبسها. ولكن تبيعها أو تكسوها. فأرسل بها عمر إلي أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم". ولا شك أن في بر غير المسلمين أبعاد عديدة من أهمها التضامن بين البشر ودفع الأخطار. وإخماد نار الكراهية التي تؤدي إلي تدميركل ما هو جميل إضافة إلي أن في ذلك جلباً للمنافع التي تعود علي الإنسانية بالخير. * يسأل أحمد عبداللطيف من القاهرة: ما حكم الدين في الشباب الذين يقضون أوقاتهم في اللهو والرقص وسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام وقراءة القصص الخيالية التي تشمل أفكاراً منحرفة ولا يقومون بعمل نافع؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد وكيل معهد المدينةالمنورةبالإسكندرية: لا شك أن ضياع الوقت فيما لا يفيد منهي عنه. لأنه خسارة في الدنيا وخسارة في الآخرة. والنصوص الدينية في ذلك كثيرة وفي القرآن عن أهل جهنم "وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كما نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير" وفي الحديث: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه. وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه. وعن علمه ماذا عمل فيه"ويكفي هذا الحديث واعظاً لمن لا يشعرون بالمسئولية ولا يعملون حساباً ليوم القيامة.